لحج نيوز/كتب:آمال عوّاد رضوان - عرسٌ ثقافيٌّ فلسطينيٌّ ضخمٌ أقامتهُ جامعة فلسطين التقنيّة خضوري بطولكرم، وذلك بتاريخ 1-9-2013، وقد غصّت أحضانُ الجامعة بحشودٍ كبيرةٍ من الأهالي المحتفِلين، احتفاءً بأبنائِهم خرّيجي فوج الجامعة السادس (فوج الدولة 194)- الفوج الثامن والسبعين من طلبة خضوري، وبتكريم قدامى خريجيها الأوائل منذ عام (1943-1954). وقد حضر الحفلَ كلٌّ من: وزير التعليم العالي د. علي زيدان أبو زهري، ومسير أعمال محافظة طولكرم جمال سعيد، وأعضاء المجلس التشريعيّ، ورؤساء وقادة الأجهزة الأمنيّة، ورئيس جامعة خضوري د. مروان عورتاني، وأعضاء الهيئتيْن الأكاديميّة والإداريّة، ورؤساء الجامعات، وعمداء الكلّيّات، وممثّلي المجالس المحليّة والمؤسّسات العامّةِ والخاصّة، وممثلي الفصائل والقوى الوطنيّة، وأعضاء الهيئتين الأكاديميّة والإداريّة ونقابة العاملين. وقد رعى هذا الاحتفال د. رامي الحمد الله.
بمنتهى الدقة والتنظيم، وفي تمام الساعة السادسة تمامًا، بدأ الاحتفال المُبرمَج بترحيب مِن عريف الحفل جمال حمد، وعلى وقع غناء فلسطيني وطنيّ، دخلَ موكبُ الخرّيجين إلى ساحة الاحتفال، يتسربلون أثواب وقبعات التخريج الفاهية، ويتأبطون باقات الورود الزاهية، وسط تصفيق وزغاريد الأهالي، وتصوير كوادر وكالات إعلام تغطي هذا الحدث الجليل، ومن ثمّ دخل موكب الهيئة التدريسيّة، وموكب رئيس الجامعة، ونوّابه، والعمداء، وراعي الحفل رئيس الوزراء د. رامي حمد الله، ومن ثمّ السلام الوطنيّ، والدعاء للشهداء والأسرى، فآيات من القرآن الكريم، ومن ثم نشيد الجامعة.
ألقى د. مروان عورتاني رئيس الجامعة كلمة رحّب من خلالها بالحضور، ثمّ ألقى جمال سعيد مسير أعمال محافظة طولكرم كلمة، عبّر من خلالها "عن اعتزازه وفرحته بهذه اللحظة التي نحتفل بها، بتخريج كوكبة من خريجينا من جامعة عريقة وواعدة. ونقل محافظ طولكرم جمال سعيد تهانيه وتهاني الرئيس محمود عباس "أبو مازن " للطلبة الخرّيجين، مُثنيًا على دوْر رئيس الجامعة والإدارة والهيئتين الإداريّة والتدريسيّة في مسيرة وتطوّر الجامعة منذ نشأتها. وفي كلمة الدكتور علي زيدان وزير التربية والتعليم العالي، توجّه بالتحية والتهنئة إلى الطلاب والطالبات خريجي هذا العام ولأهاليهم.
وراعي هذا الحفل رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله أكّد التزام الحكومة المطلق بدعم المؤسّسات الأكاديميّة، خاصة جامعة فلسطين التقنية- خضوري، والعمل على تطوير بنيتها التحتيّة، وكادرها التعليميّ، ومدّها بالتجهيزات العلميّة والموارد التعليميّة اللازمة، بالإضافة الى العمل على إنشاء مبنى جديد في الجامعة، حيث تمّ الإيعاز للجهات المختصّة بمراسلة الصناديق العربيّة لتوفير هذا التمويل.
وألقى الطالب عمر فيصل علي محاسنه، الأول على الجامعة، كلمة الأوائل، شكر فيها راعي الحفل، وأعضاء منصّة الشرف، وإدارة الجامعة، وأعضاء الهيئة التدريسيّة.
ومن ثم كانت فقرة التكريم، فقد تمّ تكريم راعي الحفل مِن قبل رئيس الجامعة، ومن ثمّ المؤسسات الداعمة للجامعة، وتكريم الرئيس السابق للجامعة د.داود الزعتري، والنائب الأكاديميّ د.سائد ملاك، وتمّ تكريم 15 خرّيجًا من قدامى خرّيجي مدرسة خضوري للفترة ما بين 1943–1954، في لفتة مميّزة من إدارة الجامعة تجاه هذه النخبة، ممن تبوّؤوا مراكز قياديّة هامّة في الوطن والخار، وقد كان أحدا الخريجين القدامى السيد مرشد صالح سليم من عبلين الجليلية، وبروفيسور صادق صدقي من الطيبة المثلث، بعد تخرجهما منها عام 1948 بشهادة (مَتْرِك).
وفي نهاية الاحتفال تمّ توزيع الشهادات على الطلبة الخرّيجين، والبالغ عددهم 801 خريج وخريجة من حملة شهادة البكالوريوس والدبلوم.
ألقى د.مروان عورتاني رئيس الجامعة كلمة رحب من خلالها بالحضور قائلا: دولة رئيس الوزراء ا. د. رامي حمدالله. معالي وزير التربية والتعليم العالي ا. د. علي زيدان أبو زهري. عطوفة مسير أعمال محافظة طولكرم. السادة مدراء المؤسّسات الحكوميّة والأمنيّة والخاصّة، السيّدات والسادة الحضور مع حفظ الألقاب والمسمّيات، الخرّيجون والخرّيجات الأعزّاء وذووهم، الضيوفُ الكرام.
يشرّفُني أن أُرحّبَ بكم جميعًا في كَنَفِ العراقةِ والتاريخ، في ربوع جامعةِ فلسطينَ التقنيّةِ خضوري، لنحتفل في هذا اليوم الأَغرّ، بتخريج الفوج السادس "فوج دولة فلسطين العتيدة" من طلبةِ الجامعة، والفوج الثامن والسبعين من طلبةِ خضوري التاريخيّة. في هذا اليوم الأغرّ تتوشّحون أيّها الخرّيجون بوشاح جامعتكم الأمّ، وتستحقّون شهاداتها بجدارة. فهنيئًا لكم بنجاحِكم وهنيئًا لذويكم وجامعتكم وفلسطينكم بهذا الحصاد الطيّب. لقد تشرّفت بتكليفي برئاسة هذه الجامعة، من قِبل سيادة الرئيس أبو مازن قبل ثلاثة أشهر فقط، لذا فإنّني أودّ أن أنتهز هذه المناسبة، لكي أرسم بإيجاز منطلقات إدارتي وتوجّهاتها للفترة الرئاسيّة القادمة:
1- على صعيد الهُويّة: لا نريد لجامعة الدولة أن تكون إضافة عدديّة للجامعات الفلسطينيّة، فلدينا من الجامعات ما يكفي أو يزيد. نريد لها أن تكون وبحقّ جامعة العلوم والتكنولوجيا، وأن تعمل على استحداث برامج بينيّة مميّزة في مجالات طليعيّة مختارة; كما سنسعى إلى جعلها منارةً للثقافةِ العلميّة، وحاضنةً للإبداعِ العلميّ والتكنولوجيّ. ولأنّنا جامعةٌ حكوميّةٌ سنعمل لكي تبقى اقساطُنا في مُتناول السوادِ الأعظمِ من أبناء شعبنا، لقناعتنا بأنّ التعليم العالي والتقنيّ هو حقٌّ لكلّ الطلبة المؤهّلين له، وحرصًا على ألّا يُشكّل العوز أو ضيق الحالِ عائقًا أمام ممارسة هذا الحقّ، فقد وضعَت الجامعة نظامَ منحٍ دراسيّةٍ، يستفيد منها أكثر من نصف طلبة الجامعة.
2. على صعيد التعاون الدوليّ: إيمانًا منّا بأنّ العالميّة هي من أهمّ مقوّماتِ تنافسيّة التعليم العالي وجَوْدتِه، فإنّنا نعمل بشكل حثيث على نسج طيفٍ من اتّفاقيّات التبادل والتعاون الأكاديميّ، مع العديد من الجامعات المعتبرة على المستوى العربيّ والعالميّ. تشكّل هذه الاتّفاقات نوافذ لطلبتنا وأساتذتهم على مشارف العلم والمعرفة، كما تجعل من جامعتنا موردًا تُشَدُّ إليها الرحال. وقد تمّ مؤخّرًا توقيع عدد من الاتفاقيّات مع جامعاتٍ في الولايات المتحدة الأمريكيّة وإيطاليا وألمانيا. سنسعى أيضًا إلى الاستفادة من المخزون المعرفيّ والتكنولوجيّ الهائل لعلمائنا وخبرائنا في بلاد المهجر، فهؤلاء هم أبناؤنا وبناتنا مهما بَعُدت المسافاتُ وطال الأمد.
3. على صعيد البُنية التحتيّة: ستستمرّ الجامعة في خطط البناء والتوسّع العمرانيّ، وهنالك بالتأكيد الكثير ممّا نتطلّع لإقامته خلال السنوات القليلة القادمة، وفي هذا السياق نقدّم بالغ الشكر والتقدير لمؤسّسة التعاون والصندوق العربيّ، على المنحة التي تمّ التوقيع عليها قبل أسبوعيْن، لغرض تشطيب مبنى المكتبة الجديد، كما نقدّم عظيم الشكر لدولة رئيس الوزراء، على تبنّيه قبل بضعة أيّام مشروع إنشاء مبنى خاصّ لكلّيّة فلسطين التقنيّة.
4. على صعيد العلاقات الحكوميّة: إنّ لقرار إنشاء جامعة حكوميّة استحقاقاتٍ ماليّةً وتنظيميّةً جدّيّةً، سواء في مجال الإنشاءات والمرافق، أو في التجهيزات والمختبرات، أو في توفير الكوادر الأكاديميّة المؤهّلة، والتي تشكّل عماد أيّة جامعة. إنّنا نطالب حكومتكم يا دولة الرئيس، برصد ميزانيّة تطويريّة خاصّة للجامعة، طبقًا لخطّة استراتيجيّةٍ يتمُّ إقرارُها مِن قِبل الحكومة. كما نطالب بتطوير الإطار القانونيّ والماليّ والإداريّ للجامعة الحكوميّة، ليكون أكثر مواءمة لنموّ الجامعة وازدهارها. نشكرُ الحكومة على تنفيذ التعديل الذي تمّ على سلّمِ رواتبِ العاملينَ في الجامعة، ونعتبرهُ خطوةً هامّةً، نحو جعل رواتِبِهم مكافِئةً للكادر الموحّد للجامعات الفلسطينيّة.
5. على صعيد البحث العلمي، سيبقى دعمُ البحث العلميّ وتشجيعه عمومًا، والبحث التطبيقيّ على وجه الخصوص، أحدَ أهمّ توجّهات الإدارة. وقد حقّق الباحثون في الجامعة إنجازاتٍ بحثيّةٍ يعتدّ بها كمًّا ونوعًا، وقد تمّ مؤخّرًا نشر العدد الأوّل من المجلّة الإلكترونيّة للأبحاث، تحت اسم "مجلّة فلسطين التقنيّة خضوري للأبحاث"، بمشاركة باحثين من الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأوروبا.
6. على صعيد الجودة: إنّنا نتطلّع لأن نرتقي بالمستوى الأكاديميّ لهذه الجامعة، بحيث تصبح في مَصاف الجامعات المميّزة بالمنطقة. يشمل ذلك مختلف جوانب العمليّة الأكاديميّة، بما فيها البُنية الأكاديميّة التحتيّة، والخدمات المُسانِدة، والموارد، والتجهيزات والمختبرات. كما سنعمل بشكل خاصّ على الارتقاء بأساليب التعليم والتعلّم، بعيدًا عن التلقين والاستظهار، وباتّجاه تعزيز مهارات التفكير الإبداعيّة الخلّاقة، وتعزيز الفضول العلميّ والاستكشاف.
7. على الصعيد الوطنيّ والمَحلّيّ: سنسعى إلى بناء الشراكات القائمة على التبادليّة والتكامليّة مع المؤسّسات الحكوميّة، والقطاع الخاصّ والمجتمع المدنيّ، لقناعتنا بأنّ نموذج الجامعة ذاتِ الأبراجِ العاجيّة المُحصّنة قد أفل عهده، لنجعل من الجامعة مؤسّسةً مجتمعيّةً بامتياز، ورافعةً تنمويّة في مجالات العلم والثقافة والإبداع والريادة. وفي هذا السياق أنوّهُ إلى الاتّفاقية الثلاثيّة التي تمّ توقيعها قبل أسبوعيْن مع مؤسّسة التعاون وبنك فلسطين، وإتّفاقيّة التعاون مع مؤسّسة التعليم من أجل التوظيف، ومذكّرةِ التفاهم مع جمعيّة الزيتونة للتنمية الشبابيّة.
8. على صعيد الحياه الجامعية: سنعمل على الارتقاء بالحياة الجامعيّة بُمختَلِفِ جوانِبها، ليس فقط لأنّ توفير حياة جامعيّة غنيّة كريمة داعمة ومُحفّزة هو حقّ طبيعيّ لكلّ طالب وطالبة، بل أيضًا، لأنّ للحياة الجامعيّة أثرًا حيويًّا في صقل شخصيّة الطالب، واستنهاض قدراته ومواهبه الفريدة، وإكسابه القِيم والمهارات الحياتيّة الحيويّة، مثل المبادرة والريادة والثقة بالنفس والإبداع والتكييف وحل المشكلات والتعاطي مع التحديات على أنواعها. فنرعى مواهبَ الطلبة وإبداعاتِهم على أنواعها كما سنعمل مع هيئات الجامعة التمثيلية (نقابةَ العاملين ومجلس الطلبة) على تعزيز الاستقرار والانتظام وبناء أواصل الثقة والانسجام والاحترام بين أطراف المجتمع الجامعي. فكلنا مواطنون في مجتمع الجامعة الصغير ولكل منا حقوق المواطنة وعليه كامل استحقاقاتها في إطار الأنظمة والقوانين الجامعية المرعية.
9. تعزيز البناء المؤسسي للجامعة باتجاه الكفاءة والفاعلية والرشاقة: ويشمل ذلك الاستثمار في بناء كوادر الجامعة وتحديث نظمها وإجراءاتها الإدارية والمالية وتجذير قيم النزاهة والعدالة والمسؤولية والمساءلة والمحاسبة وسيادة القانون والنظام في أوجه العمل الجامعي كافة.
10. على صعيد الخريجيين: بدأنا العمل على لم شمل خريجي خضوري التاريخية وتعزيز التواصل فيما بينهم وبين جامعتهم الأم؛ لأن الخريجين في معظم جامعات العالم هم مورد وذخر اعتباري ومجتمعي وعلائقي ومالي ينبغي الاستفادة منه في تعزيز كيان الجامعة وإعلاء شأنها.
11. على صعيد الطلبة الجدد: لقد فتحت الجامعة منذ مطلع هذا العام باب القبول أمام أبناء وبنات أهلنا داخل الخط الأخضر حيث يخضعون لنفس معايير القبول ويستفيدون من نفس سلم الأقساط والرسوم الدراسية، أهلاً وسهلاً بكم بين أهلكم، إننا أيها الأخوة شعب واحد كنا ولم نزل.
قدركم أيها الخريجون الأعزاء أنكم فلسطينيون، وفي فلسطين ليست هناك طرق سالكة، فقد زرع الاحتلال البغيض دروبنا بصنوف الصعوبات والتحديات وأصبحت المشقات تتخلل تفاصيل حياتنا. لا تجعلوا من ذلك مدعاة للقنوط أو اليأس أو الرحيل، بل اجعلوا منه دافعاً إضافياً للصمود والبقاء، ومحفزاً يستنهض كوامن قدراتكم وإبداعاتكم، ويصقل همتكم، ويقوي إرادتكم وإصراركم على النجاح. فأنتم رأس مال فلسطين ومخزونها الاستراتيجي، وعليكم يقع واجب بناء فلسطين المستقبل وتعزيز بنيانها المعرفي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي والثقافي، وتحصينها إزاء عالم ما فتئ يزداد تعقيداً وتنافساً.
نعدكم وأنتم تهمون بالعودة إلى دياركم، مرفوعي الهامة بشهادة جامعتكم الغراء، أنكم ستبقون جزءاً أصيلاً مشرقاً من مجتمع جامعتكم وأننا سنبقى معكم على تواصل، وعِدونا أنتم بأنكم ستُبقون جامعتكم الأم ماثلة أمام أعينكم، مهما بعدت المسافات وطال الأمد. كونوا في حلكم وترحالكم سفراء أوفياء لها. واحرصوا كل الحرص على أن تتركوا على صرحها الشامخ بصمة عِرفان تساهم في تعزيز بنيانها، وإعلاء شأنها.
وفي الختام فإنني أود أن أوجه رسالة شكر وتقدير لأهل هذه المدينة الطيبة، طولكرم، لما قدموه لهذه المؤسسة على مدى عشرات السنين. فقد قدموا خيرة أرضهم واحتضنوا العاملين والطلبة، وبذلوا كل جهد ممكن لكي تظل خضوري المدرسة والمعهد والكلية والجامعة اسماً مميزاً في الحياة الأكاديمية الفلسطينية والإقليمية. لقد استحق شعبنا دولته بجدارة واقتدار لنعمل معاً ونمد الخطى نحو الأعالي لكي تكون جامعتنا الغراء جديرة بفلسطينها.
وجاء في كلمة الطالب عمر فيصل علي محاسنه، الأول على الجامعة: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين!
يشرفني بداية أن أرحب بمعالي رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله والوفد المرافق حفظكم الله.والأستاذ الدكتور علي زيدان وزير التربية والتعليم العالي المحترم وسعادة الدكتور مروان عورتاني رئيس الجامعة حفظه الله، الهيئتان الإدارية والتدريسية المحترمين، أهالي الطلبة الخريجين المحترمين الطلبة الأعزاء الحضور الكريم مع عظيم احترامي وتقديري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية لكم كونكم توافدتم على صرحنا العلمي الرائع (جامعة فلسطين التقنية). يقول الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)).
لن يكسرنا احتلال.. لن يعيقنا حرمان..لن نسقط في ارض كنعان.. وسنرفع عاليا علم الوطن.. من رحم المعاناة نصنع أملا.. من قلب الثورة نصنع عزا.. من عنفوان الختيار أبا عمار نرفع نصرا من صبرنا وصمودنا ننير دربا.. ومن جهودكم وإرادتنا نرتقي علما.
(لاتحسب المجد تمرا أنت أكله,,,لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا). أيها الحفل الكريم نشهد اليوم في لقائنا هذا حفل تخرج كوكبة من فرسان الدولة الفلسطينية المستقلة (فوج الدولة). أبناء لكم طالما اعتبروكم مثلهم الأعلى وقدوة لهم في بلد من الله علينا أن نكون منه لنتربى على أياديكم ونكبر ونتفاخر بانتسابنا لنسلكم، فكل الحاضرين هنا تعبوا وسهروا وقدموا لنا وخدمونا، لنقف هذه الوقفة الشامخة، معلنين عن حصاد وفرحة طالما انتظرناهما كثيرا.
نرحب بكم ونعبر لكم عن سعادتنا بكم، وكم كنا نشتاق لهذا اللقاء الذي يجمعنا بأحب الناس لقلوبنا فقد ازدان بكم المكان، وما اجتمعنا بكم إلا لتقاسمونا فرحتنا لأنها فرحتكم، فنحن كزرع زرعتموه منذ سنين وجاء يوم حصادكم علينا فيما مضى، فأنتم النور الذي نستضيء به في حياتنا.
وفي هذا الموقف لا يسعني إلّا أن أتقدم بالشكر الجزيل وباقات من أجمل الورود والرياحين لإدارة جامعتنا، التي وفرت لنا كل شيء، ووصلت بنا الى بر الأمان. وندين بالفضل العظيم بعد الله تعالى لدكاترتنا الكرام وأساتذتنا الكرام، الذين أقف لهم إجلالا وإكبارا. فلولا هذه الثلة الكريمة من الهيئات التدريسية ما كانت هذه الغلال الطيبة لتطرح خيرها. وما وهبت غزيرا من وقتها وجهدها وإخلاصها وصبرها، فجادت المسيرة بهم وتواصلت.
ولا أنسى وصلة شكر لرجل طالما ناضل من اجل أبنائه. أبي أقبل يديك التي رسمت طريقي، وانحني خجلا أمام شقائك لأجلي، فكم وكم ضحيت يا أبي! ولأمّ أقبل جبينها كل صباح أيقظتني من نومي لأشق طريق نجاحي. لكما مني كل الحب والاحترام والشكر، فوالله تعجز كلماتي عن شكركم. ولن أكون ناكرا لجميل الأوفياء في مجلس الطلبة، الذين عودونا خلال مسيرتنا التعليمية على تلك الوقفات الشامخة، التي نرفع لها القبعة احتراما وتقديرا، فقد كانوا ولا زالوا الأحرص على مصلحة الطلبة.
وفي الختام أتمنى أن يقبل كل من خطط واعد ونفذ وشارك في هذا الحفل التكريمي، شكرا عظيما وعرفانا، حتى يأتي يوم نرى فيه شعبنا ينعم بالحرية والاستقلال فوق ثراه الوطني، بعاصمته قدس الأقداس ترفرف على رؤوس المنتصرين يومئذ أرواح شهداء شعبنا، وعلى رأسهم الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات.
دمتم جميعا في خدمة الوطن الذي يستحق والجيل الأجمل.
نبذة عن جامعة الخضوري: تأسّست جامعة فلسطين التقنية خضوري عام 2007، كأوّل جامعة حكومية مكتملة تركز على الأنظمة المعرفيّة التكنولوجيّة، والتقنيّة، والعلميّة. وقد تأسست الجامعة على مباني كليّة خضوري الزراعيّة المشهورة في مدينة طولكرم الجميلة. وتتكون جامعة فلسطين التقنيّة خضوري من أربع كليّات: كليّة الهندسة والتكنولوجيا، وكليّة العلوم والتربية، وكليّة الإدارة والأعمال، وكليّة العلوم الزراعيّة.
كانت كلية خضوري الزراعيّة قد تأسّست عام 1930، كمدرسة زراعية رائدة في المجال الزراعيّ والمهنيّ في المنطقة، وقد تبرع بإقامتها السيد إلياهو ساسون خضوري؛ التاجر اليهوديّ عراقيّ الجنسيّة، بعدما سُفّر وعائلته في فترة الأربعينات من القرن الماضي إلى إسرائيل، بعد المضايقات التي استمرّت ضدّهم من قِبل الشرطة السرية ومديريّات الأمن، بعد السلطة البعثيّة وبعض المقربين للنظام الملكي. وكان خضوري من كبار تجّار الديوانية، وقد أقام أول معمل للثلج وماكنة طحن الحبوب، وينحدر من جذور اليهود في العراق التي انغرست لأكثر من 2500 عام، منذ وصلوا بلاد وادي الرافدين سبايا العهد البابلي وملكها حمورابي، فكانت تجمّعاتهم تمثل عصب مدينة الديوانيّة.
ابتدأ التدريس في مدرسة الخضوري في شهر كانون الثاني من العام 1931 بصفين، اختير طلاب أحدهما ممّن أنهوا الصف السادس الابتدائي، أما الصف الآخر فقد قبل طلابه ممن أنهوا الصف الثاني الثانوي، وتلقوا دروسا في العلوم الزراعية النظرية والعملية لمدة ثلاث سنوات، وبعدها اختير نصف طلاب هذا الصف ليقضوا سنة رابعة في صف تدريب المعلمين، وبعد هذه المرحلة تقرر أن تكون مدة الدراسة سنتين لتدريس العلوم الزراعية النظرية والعملية، تليها سنة ثالثة لتدريب المعلمين. وقد استمر هذا النظام حتى العام 1944، فقد أصبحت الدراسة ثلاث سنوات، بالإضافة الى صف تدريب المعلمين حتى العام 1947، وبقيت المدرسة تحت إشراف دائرة الزراعة حتى العام 1944، ثم نقلت الى وزارة المعارف الأردنيّة، وانتهى دور طلاب عرب 48 من مدرسة الخضوري بعد أحداث النكبة.
في العام 1961 تم رفع مستوى مدرسة خضوري الزراعية الى كلية زراعية متوسطة وأصبح اسمها كلية الحسين الزراعية وكانت مدة الدراسة فيها سنتين. وفي بداية العام 1965 تم تأسيس قسم لإعداد معلمي العلوم والرياضيات من حملة شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي ومدة الدراسة كانت سنتين وأصبح اسمها " معهد الحسين الزراعي"
وفي العام 1968 بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، تم تغيير اسمها من كلية الحسين الزراعية الى المعهد الزراعي/طولكرم، وفي بداية العام 1982 تمت إضافة تخصّصات جديدة لإعداد معلمين في التخصصات الأدبية، بحيث أصبحت مدة الدراسة فيها سنتين بعد الثانوية العامة، وقد تم تحويل اسمها من المعهد الزراعي الى كلية مجتمع طولكرم، واستمرت بتقديم خدماتها بصفتها كلية وبدون تطور في برامجها وخدماتها. في العام 1993 تغير اسمها لتصبح "كلية بوليتكنك".
وفي العام 1994 انتقلت مسؤولية الكلية الى السلطة الوطنية الفلسطينية والحقت بوزارة التربية والتعليم العالي، حيث وتم إجراء تغييرات جذرية على تخصصاتها وبرامجها وأصبح اسمها "كلية فلسطين التقنية- طولكرم "خضوري"، وفي العام 1999 بدأت الكلية بمنح درجة البكالوريوس في تخصصين، هما التربية الرياضية والهندسة الكهربائية، وفي العام 2004 تم إضافة تخصص جديد يمنح درجة البكالوريوس في التربية التكنولوجية.
وبتاريخ 28-8-2007 تم تحويلها الى جامعة تقنية (جامعة فلسطين التقنية-خضوري)، تمنح درجة البكالوريوس في عدد من التخصصات وهي البكالوريوس التقني- الهندسة الكهربائية، والتربية الرياضية، والتربية التكنولوجية، وهندسة الأتمتة الصناعية والعلوم المالية والمصرفية المحوسب.
وبتاريخ 26-7-2008 صدر مرسوم رئاسي بتعيين الأستاذ الدكتور داود الزعتري– أول رئيس لجامعة فلسطين التقنية– خضوري، والعمل على النهوض بهذا الصرح الأكاديمي العريق والوصول به الى مصاف أفضل الجامعات المحلية والاقليمية والدولية.ومنذ ذلك التاريخ عملت الإدارة على وضع النظام الاساسي للجامعة، وانجاز الهيكل التنظيمي والكادر الاكاديمي والإداري والفني، وتم وضع خطة تطويرية على مرحلتين: الأولى خمسية والأخرى عشرية، يتم من خلالها بناء كليات جديدة وفتح تخصصات فريدة وتكميلية لباقي التخصصات المتوافرة في باقي الجامعات الفلسطينية لتلبية حاجة سوق العمل الفلسطيني المحلي والإقليميّ العربيّ والدوليّ أيضًا.وتهدف الخطة التطويريّة الى الرقي بمستوى التعليم العالي التقني والتكنولوجي في الجامعة وجودته من خلال استقطاب الكوادر المؤهلة وذوي الخبرات المميزة وتوفير كافة التجهيزات الحديثة اللازمة لكافة مرافق الجامعة.
وفي العام 2009 تم فتح تخصصات جديدة في هندسة الاتصالات، وهندسة الحاسوب، وهندسة الميكاترونكس، والرياضيات التطبيقية والإدارة الصناعية. تسعى الجامعة الى فتح تخصصات جديدة على مستوى البكالوريوس والدبلوم كتخصصات الهندسة الصناعية، هندسة التكييف والتبريد، الهندسة المدنية وتقنيات الإعلام.
وجدير بالذكر أنّ جامعة فلسطين التقنية–خضوي بعراقتها التي تعود الى تأسيسها عام 1930 وحاضرها المزدهر ومستقبلها الواعد، قد شهدت منذ تحويلها إلى جامعة عام 2007 تطوّرًا نوعيًّا، على مختلف الصعد الأكاديميّة والإنشائيّة، وحصلت على عضوية كاملة في اتحاد الجامعات العربية، والاتحاد العالمي للجامعات ( اليونسكو) واتحاد الجامعات العربية الأوروبية، وتوفّر الجامعة خمسة عشر برنامج بكالوريوس في الهندسة والعلوم والاقتصاد، وأحد عشر برنامج دبلوم، وبالإضافة إلى ذلك، تضم الجامعة نخبة من كوادرها الأكاديميّة من فلسطينيّي الداخل، وقد طُوّرت لتصبح الآن كلية فلسطين التقنيّة، وتمنح درجة الدبلوم لسنتين في برامج مختلفة، تحت رعاية جامعة فلسطين التقنية خضوري، بما يتوافق بدرجة كبيرة وحاجات السوق والمجتمع، بحيث توفر فرص عمل أفضل لخرّيجيها.
|