بقلم/د.نجيبة مطهر -
غابت الحكمة وضاعت من القيادة اليمنية عندما جاءت تصريحات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي عندما قال (انه على وشك أن تنتهي تواجد القاعدة في اليمن ) مالذي اعتمده هادي في هذا التصريح وبالتالي ماهي الإستراتيجية التي اعتمدها هادي في حربه ضد القاعدة , الا يعلم هادي ان 32دولة بعتادها العسكري المتطور وامكانياتها البشرية والاقتصادية ومنذ عدة سنوات قد وقفت عاجزة امام ضربات القاعدة الموجعة , وما انسحابها من افغانستان الا دليل على عجز هذه الدول في مواجهة القاعدة , فهل ياترى عبده ربه واعي بما يصرح به , ونقول مهما كانت امكانيات اليمن ومهما حصلت من معوقات فانها لاتستطيع ان تقضي على القاعدة نهائيا نظرا للرؤية الحقيقية للقاعدة وإمكانياتها وانتشارها واختراقها في اغلب الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية . نعلم جميعا ان هناك عرض قد تم عرضة على هادي وهو التفاوض مع القاعدة , ولكنه للأسف رفض التفاوض مع القاعدة لأنه معتمد اعتماد كلي على الطائرات بدون طيار وان هذه الطائرات سوف توفر الوقت والجهد لتطهير اليمن من القاعدة , ولا يتعض هادي ما حدث في باكستان , وما يحدث الأن؟ فالقيادة الباكستانية تحاول منع استخدام أجواءها امام تلك الطائرات ولم تستطع ان تمنع الطائرات بدون طيار , طالما ان الأمريكان قد بدؤ استخدام أجوائهم لمثل تلك الطائرات ولن يتوقفوا ابداً , فهل فكر هادي عما تعانيه اليمن من ازمة سياسية طاحنه واقتصاد منهار , وجيش منقسم واصبح اكثر انقساما عندما بدئت ما تسمى بالهيكلة ؟ فلماذا لم يستغل هادي الفرصة بالتفاوض مع القاعدة من مركز قوة , ويطلب منهم ان يكونوا مواطنين يمنيين بشرط ان تدافع القاعدة على نفسها ان تعرضت لمحاولة القتل من قبل الأمريكان . واذكرهنا ما قاله السادات عندما ذهب الى التفاوض بكمب ديفيد سأله احد الصحفيين لماذا تذهب للتفاوض وأنت منتصر ؟ اجاب السادات :سأذهب الى خلف الشمس من اجل ان احقن دم جندي مصري. فهل ياترى يستطيع هادي ان يتخطى تلك الحواجز او الموانع ويكيفهم او يعي هادي في المعادلة الدولية بما يسمى الحرب على القاعدة , فالأمريكان يحاولون مرارا ان يتفاوضوا مع القاعدة لكن القاعدة ترفض بينما نحن في اليمن القاعدة هي التي تتطلب التفاوض معها لكن هادي يرفض معادلة غريبة ؟ وعلينا ان نقنع القيادة اليمنية بحقن دماء ابناء اليمن وان تعمل من اجل اليمن أولا ومن اجل الشعب ثانيا ومن اجل سيادة القانون ثالثا وبعد ذلك ما يريده الأصدقاء والأشقاء , فهاهي الطائرات بدون طيار قد فتحت الباب على مصراعيه الى جهنم , وبالتالي نجد تنظيم القاعدة الخبيث يطرح مبرراته في استهداف أبناء القوات المسلحة والأمن تحت ما يسمى بالهجوم على مراكز قيادة السيطرة على الطائرات بدون طيار فهل انتم معي أيها القارئ ان الاعتماد على طائرة بدون طيار لم يجدي نفعاً ؟ فما حدث في المكلا , وما حدث في مجمع الدفاع دليل على ان الأمريكان لايرون الا مصلحتهم حتى في الحرب على الإرهاب ؟ لوكان هؤلاء الا ثنى عشر نفر من الانتحاريين متوجهون الى احد المصالح الأمريكية ليعتدوا عليه ماذا سيكون الرد منهم ؟ وأنا بقولي هذا لا استجدي القيادة اليمنية ولا اشمت بها لاسمح الله , وإنما أفكر فيما لو حدث وتحاورت القيادة اليمنية مع القاعدة سنكسب العديد من الأهداف أهمها : 1. حقن دماء أبناء القوات المسلحة والأمن 2. نعرف أعضاء القاعدة الموجودين في السلطة 3. بدلا ما نتحمل القاعدة على ظهورنا سوف تتوزع على دول الأشقاء والأصدقاء 4. نأمن شرهم 5. لن تكون القاعدة شماعة لأي قاتل او مجرم ونحمل أعمالهم القتل والإجرام لهذا او ذاك ونتهم القاعدة وعلى ذلك فالحوار سنه من سنن الله فقد حاور الله ابليس وهو من خلقه,وهاهم الفلسيطينون يتحاورون مع مغتصب أرضهم , وعلى هادي ان يوجه المقربين من القاعدة وهم مستشارين لديه ان يتحاور معهم ليحقن دماء أبناء الجيش اليمني والأمن لأننا في معركة خاسرة مع القاعدة ولا طائل منها , فهاهم الأشقاء ينعمون بالأمن والاستقرار ويأتي أبناءهم ليفجروا أنفسهم في ارض اليمن ؟ فلماذا نتواطأ معهم ونقبل على أنفسنا ان تكون ارض اليمن ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف الإقليمية والدولية مهما كانت الأسباب ومهما كانت المساعدات التي نحصل عليها , فهناك مثال يقول : تموت الحرة ولا تأكل بثديها , اليس ينطبق هذا المثل على اليمنيين ؟ فما شاهدناه من جريمة نكراء في مجمع الدفاع تجعلنا نقلب حساباتنا ونحسب ما هي فائدة حربنا مع القاعدة ؟وماهي فائدة الآخرين منها؟ الفائدة أننا خسرانين أولا وأخيرا ولكن غيرنا يكسب أشياء كثيرة ؟ مثلا السعودية تترك المجال لمن أراد من أبناءها ان يستشهد تأتي به الى اليمن لانه سيجد مفاتيح الجنة وأصبحت الحكومة اليمنية رخيصة لانها تقبل تصريح بعض الدول من الأشقاء الادانه ؟ في الاخير أقول شكرا لك أيتها الشقيقة السعودية على الإدانات يا من صدرتم الإرهاب الى اليمن , واليمن بأذن الله ستخرج من محنتها , ولابد للعقلاء من ابناءها ان يعوا ان ما يخطط لليمن هي محرقة بكل ما تعنيه من كلمات , فهل يعون وهل يدركون أبناء اليمن , هذا ونسأل الله الرحمة للشهداء والجحيم للانتحاريين والهداية لهادي والسلامة لليمن وشعبها ارضاً وانساناً