بقلم/ طارق عبدالله الشرعبي -
"السياسة ترحل والإدارة تبقى" هذا يحدث في الدول التي ترجح كفة المصلحة العامة على كفة المصلحة الخاصة , أما في اليمن حيث يتم تسييس الماء ولقمة العيش , فان الإدارة تعمل في خدمة السياسة والسياسيين ليتحول الموظف من خادم للوطن إلى خادم لدى الحزب أو التنظيم السياسي ... هذا يحدث لان الحزب أو التنظيم السياسي .. هو من قام بتوظيف ذلك الموظف لغرض تجنيده ضد الوطن !!
هذه الظاهرة التي تكاد تعصف بالبلاد من إفرازات المشاركة السياسية لبعض الأحزاب السياسية في حكم البلاد , فالوزير المختار أبان قيام الوحدة اليمنية وأثناء تشكيل حكومة الوفاق الوطني غرضه الوحيد يتجسد في خدمة حزبه ...وبعيداً عن التفكير بالمصلحة العامة انتشر وباء الفساد الإداري الذي يزداد قبل كل موسم انتخابي للتجلى هذه الظاهرة من خلال مشاهدتنا لتوظيف الكثير من المواطنين ممن لا يملكون مؤهلات عالية .. مادامت الغاية للأسف الشديد تتمثل في إمكانية الاستحواذ على أصواتهم بسهولة ويسر لتتحول الإدارة حينها إلى طبقات سياسية هي اقرب إلى الطبقات الجيولوجية كل طبقة تضغط على الأخرى خدمة لمن في الأعلى .
صحيح هناك بعض الموظفين تم تعيينهم بطريقة قانونية , ولكن مع التوقيع على المبادرة الخليجية تم اختيارهم لتولي أعلى الوظائف الإدارية لتصبح الكفاءة والمفاضلة القانونية خارج حسابات السياسيين فالأحزاب السياسية تسعى تعيين المقربين منهم للاستعانة بهم في الضغط على الآخرين عند كل صراع يظهر على الساحة اليمنية , فما لم تستطيع أن تجنيه بعض الأحزاب السياسية من صناديق الاقتراع تأمل في الحصول عليه بواسطة الطرق الملتوية أو كما يقولون إخواننا المصريين "بلف الذراع "
هكذا هي لعبة السياسة القذرة , التي طالما سمعنا بها , ولكن هل نستطيع تفويت الفرصة على من يريد اقتيادنا إلى شباكها ؟ !.. بالطبع إذا لم نشارك في أعمال الشغب والتخريب التي يقوم بها أعداء الوطن , وإذا لم نسعى إلى رفع الشعارات الانفصالية , والتغني بالمناطقية .. التي تقودنا إلى تمزيق الوطن .
الأمين العام لشبكة محامون ضد الفساد