بقلم/عبدالكريم المدي -
تصرفات الحراك الجنوبي، تبعث على التقيوء... فهوءلاء ، لا يمتلكون مشروعاً وطنياً، جنوبياً يحمل قيماً حقيقةً، ولا يمتلكون - أيضا- رؤية واضحة تقدر تفرض نفسها على الناس جميعهم وعلى المجتمع الدولي والإقليمي. فمغاليق الذهنية المحكمة على تفكريهم وسلوكياتهم قد أنتجت لحد الآن كمّاً هائلاً، من الإنحطاط بكل مافي الكلمة من معنى وقيمة ودلالة..
لدرجة إن الثقافة العدوانية والعدمية والعبثية التي صاروا يحملونها وينشرونها بين أبناء المجتمع لم تعد تقبل ، بأي قيمة نبيلة .بل إنهم يصادرون كل رأي محترم وراقي وواعي ،لهذا ينظرون لأي شخصية جنوبية من الشباب والمثقفين والواعين، الذين يرفضون طرقهم في حل المشكلة والقضية الجنوبية ، على أنهم عملاء وخانعين وغير جديرين بجنوب الحرائق والفكر المناطقي والعنصري والإقصائي الهدّام..ووالخ
ومع كامل إحترامي ، أقول إن الكثير من قيادات وقواعد وأنصار وميليشيات " الحراك،، لا يمتلكون أي فضيلىةٍ أخلاقيةٍ سوية ، بدليل ما يقومون به من قبح وإنتهاكات، لحقوق الإنسان ، الذي ليس له عليه من جريمة ، عدا أنه ينحدر من أبناء الشمال، الذين يتواجدون ، في الجنوب، ويدفعون، مقابل ذلك ضريبةً و ثمناً، باهضاً، باسم الهوية والعصبية الجاهلية المقيتة، التي لا تنتمي للإنسانية والعصر، وذلك من خلال قيام تلك الميليشيات، بحرق مصادر أرزاقهم من محلات وعربيات وبسطات وورش ومطاعم وغيره . إلى جانب ، القتل، والتنكيل والإعتداء ، حتى على الأطفال والأسر والأعراض..في نزوع واضحٍ للعنف ، والهمجية ، والعنصرية ، والمناطقية.. والترهيب..
أيها الحراكيون ، إنكم تسيوءن لأنفسكم، وتحسّنون، في المقابل ، قبح وسوءات السلطات التي تتهمومنها بالفساد والنهب والتسلط ، كما أنكم تسيوءن لشعب الجنوب ، ولليمن ولقيم العروبة والإنسانية برمتها.. ولا يهمني من يرد منكم على قولي له إنه يمنيٌ بنفيه لهذه القيمة والهوية، فأمثال هوءلاء ، الرد عليهم قد يكون مضيعةً للوقت والجهد .
وصدقوني إنه ، وإذا ما استمريتم على هذا النهج، إنكم ستجدون أنفسكم ، وحيدين ولا تعدوا أكثر من مجرّد مراسلين وعكفة مع العتاولة الذين يسيّرونكم بـ "الريموت كنترول" ،سواء من الداخل ،أومن فنادق الـ "عشرة نجوم " في بيروت ولندن وغيرها..
كما ستجدون أنفسكم أشبه بـ "الصعاليك" المنبوذين من قبائلهم العربية قبل الإسلام ، نظرا لفسادهم وخروجهم عن المألوف والقائم الاجتماعي ..وإن كان عدد كبير منهم يحملون قيم الفروسية والنبل والنجدة والمرؤة ، كـ "عروة ابن الورد" ، والسليك ابن السلكة".وغيرهم..ممن كانوا لا يغيرون على القوافل الصغيرة، اوتلك التي بها نساء وأطفال وخائفون ومستجيرون .وهذا- بالطبع - كان حاصلاً قبل أكثر من( 1600) سنة.. فأين أنتم منه؟
نعود - أيضا - ونقول إنه ونظراً ، لقزمية أهدافكم وتشوهات مشاريعكم، وبشاعة سلوكيات البعض ،ليس ببعيدٍ ، أبداً، أن يصبح الكثير من المدفوعين والمغرربهم ، يحملون ألقاب، سخرةو حمّالين، للقذائف والأحزمة الناسفة، وكراتين الفول،وأسطوانات الغاز ، والفحم،لمواقع ومعسكرات، وعوائل، مشائخ وأمراء تنظيم القاعدة، في حضرموت وأبين والبيضاء وشبوة ، والصومال ،وغيرها..