بقلم/سند محمد -
رجل قادته الأزمة الى تحمل مسئولية وطنية صعبة .. فترك امبراطوريته المالية ليتفرغ لخوض صراع الحلول والمعالجات في مواجهة التعقيدات التي طرأت في الحالمة تعز
..
هذا الرجل .. لا تحتاج الى الكثير من الادلة لقراءة الحرص والمسئولية والضمير الوطني الذي يتحلى به .. يكفي ان تسمع له خطابا ارتجاليا غير مكتوب يلقيه في قيادات تعز المحلية والعسكرية ، يضع فيه الجميع امام واقع تعز وما ينوي ان يوصلها اليه بتظافر جهود تلك القيادات ، لا يترك شي من تفاصيل المشاكل صغيرة او كبيرة كانت ولا زالت تقف حجر عثرة امام عودة الأمن والاستقرار والرقي لتعز الا وطرحها واضعا الحلول مصدرا توجيهاته دون مجاملات الى القيادات ذات الصلة .. طارحا بود حازم مهلة لذلك .. بشخصية جاذبة تستحق ان تدعم وان تشجع على الاستمرار ..
كم قدم هذا الرجل استقالته مرات عديدة ـ وشكرا للرئيس هادي لرفضها مرارا - لكن ما دفع شوقي للبقاء محافظا هو علمه بحاجة ابناء تعز اليه .. وبكونه احد ابنائها فأن واجب ديني واخلاقي وانساني ووطني يدعوه الى القيام بواجبه وعدم تركها للرياح المتضاربة..
لم يكن شوقي هائل ومن خلال العودة الى ماضيه يتوقع ان يتحمل كل هذا العناء المتمثل بحمله لكل هموم ومشاكل هذه المحافظة على كاهله ، لان الرجل باختصار ليس لديه الكثير من الفسحة للبحث عن مناصب والقاب لا تزيد من حضوره بقدر ما تجعله عرضة للانتقادات والاتهامات ـ وهو القادم من اكبر امبراطورية اقتصادية في اليمن تتحلى بالسمعة الطيبة في الاوساط اليمنية على اختلاف الوانها ...
ولان تلك المؤسسة بنيت على الانضباط الاداري والضمير المالي المقونن بحسابات الربح والخسارة المشروع ..لا المستند على الابتزاز والكسب المرحلي والسياسي .. فقد اراد هذا المحافظ الشاب ان يصدر ذلك الانضباط المفعم بالنجاحات في شركاتهم الخاصة الى واقع تعز المحافظة ..
ولأن الولاءات وباء يعمي البصائر فقد تعرض هذا المحافظ الى حملة شرسة ، لم تستند في دافعها على انتقادات لممارسات او تجاوزات ادارية بقدر ما كانت تعبر عن مطامع خائبة للاستحواذ على مقاليد السلطة وفق معايير الصراع الجاري في البلد ..
اراهن بكل ما أملك ، .. ان هذا الرجل الاستثنائي في الزمن الاستثنائي قادر على ان يعيد تعز الى واجهة اليمن كنموذج يشار اليه بين المحافظات .. اذا ما وقف معه وسانده كل اطيافها بضمير الحرص على تعز ..لا الانجرار وراء الولاءات الضيقة التي تؤلم تعز كثيرا ..
وفي ظل الواقع الجديد فأن شوقي هائل مكسب كبير لأقليم الجند الطامح الى ان يكون نموذجا يحتذى به في سباق الاقاليم لاثبات الذات .. ولا اعتقد ان شخص ما - على الاقل في هذا الظرف - قد يؤتمن على هذه الآمال مثل شوقي !
- من حائط الكاتب