لحج نيوز/صنعاء:سمير النعمان - فجرت الاتهامات الأمريكية عالية النبرة خلال الأيام القليلة الماضية باتجاه السلطات الرسمية والحكومية في اليمن على صلة بملف الإرهاب والجماعات المتطرفة, جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والسياسية علاوة على ارتباك واضح في الدوائر الحكومية عبر عن نفسه من خلال تسريبات وتقارير صحفية وإعلامية في وسائل مقربة أخذت تتولى مهمة دفاعية تبريرية في مواجهة الاتهامات العلنية القادمة من واشنطن العاصمة الأمريكية.
وعلاوة على تقارير إعلامية أمريكية تحدثت الجمعة عن تعيين السلطات اليمنية العليا لـ أحد عناصر القاعدة "الإرهابيين" جمال النهدي، الذي قال التقرير إنه العقل المُدبر لأول عملية للتنظيم في اليمن في منصب أمني حساس, وهو ما ردت عليه السلطات اليمنية بالنفي عبر تصريح نشرته وسائل الإعلام الحكومية الجمعة. فإن اتهامات أخرى وشبه رسمية أطلقتها دوائر أمريكية طالت رئيس الحكومة اليمنية ومعاونين له.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقر إعلانا بتمديد حالة الطوارئ التي تفرضها الولايات المتحدة على اليمن لمدة عامين آخرين. وتضمن الإعلان اتهاما صريحا ومباشرا من الرئيس أوباما بأن وزراء ومسئولين في الحكومة اليمنية تشكل تصرفاتهم تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
تبعا للإعلان الذي اصدره البيت الأبيض صرح عضو الكونغرس الامريكي اليجا كامننغ حول المخاوف الامريكية من مخاطر الارهاب في اليمن "الذي يصبح له أياد واضحة داخل حكومة الوفاق وهذا ما اشار اليه اشعار الرئيس اوباما الي الكونغرس قبل يومين".
واضاف كامننغ في مقابلة لـ (CNN): نحن لم نوافق على تمديد حالة الطوارئ بخصوص اليمن إلا عندما حصلنا على معلومات تؤكد تورط أعضاء في حكومة الوفاق اليمنية مع تنظيم القاعدة.
وأضاف: من هؤلاء الاعضاء من يعملون مساعدين لرئيس الحكومة.
وأكد السيناتور الأمريكي: "الخطورة في الأمر أن يكون في هذه الحكومة اشخاص عادوا من افغانستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي".
دوائر إعلامية بصنعاء مقربة من رئيس الحكومة تبنت السبت ما يمكن اعتباره أول رد وتعليق على الاتهامات الأمريكية الخطيرة حيث ذهبت التوضيحات المنشورة في يومية "أخبار اليوم" المحسوبة على اللواء الأحمر عرض قائمة من الشكاوى والتذمر منسوبة لرئيس الحكومة تجاه الرئيس والرئاسة اليمنية. على رأسها شكوى باسندوة من تهميش وتجاهل الرئيس هادي لرئيس الحكومة وسلطاته.
ونقلت الجريدة - منسوبا إلى شخصيات سياسية مقربة من باسندوة "امتعاضه واستياءه الشديدين ممّا وصفه استمرار التجاهل المستمر له من قبل الرئاسة فيما يخص اجتماعات اللجنة الأمنية العليا منذ توليه منصب رئيس الوزراء أواخر 2011م"
وعلى ذمة الجريدة: " أن باسندوة أبلغ عدداً من القيادات الحزبية أن الحكومة تؤيد بقوة معركة الجيش ضد الإرهاب والمتطرفين في شبوة وأبين إلا أن تهميش الرئاسة للحكومة اليمنية فيما يخص الجانب الأمني والعسكري يجعل الحكومة عاجزة عن الحديث عن هذين الملفين بالذات لعدم توفر أي معلومات لدى الحكومة مؤكدة أن واحداً من الأسباب التي تحول دون ذهاب باسندوة إلى البرلمان هو عدم معرفته بأي معلومات في الجانب الأمني الذي يطالب البرلمان بإيضاحات حوله"
هذا التراشق والتقاذف بالاتهامات وبالمسئولية حيال اللهجة الأمريكية الحادة مؤخرا إزاء السلطات الرسمية والحكومية في العاصمة اليمنية صنعاء, يضاعف من وقع الاتهامات ويعطيها مجالا أوسع للتحرك واكتساب الوجاهة المبررة, كما يقول لوكالة خبر مراسل إعلامي لشبكة أخبار أمريكية بصنعاء.
وفي واشنطن نقل موقع "ذي ايجزامينر" عن خبير الاستخبارات العسكرية السابق ومسؤول في الشرطة الأمريكية، جيمس فيتزجيرالد قوله: إذا أراد الرئيس اليمني هادي أن يحقق الفوز في المعركة مع الإرهاب، وعلى ما يبدو لي صعب، فيجب عليه محاربة جبهتين: الشبكة الإرهابية، والمسؤولين الفاسدين في الحكومة.
|