بقلم/رحمة حجيرة -
شاركت الاسبوع الماضي في منتدى الدوحة الاقتصادي ويعد طقسا عالميا تنظمه قطر سنويا منذ عام 2000 ويناقش آراء واطروحات شخصيات مؤثرة من كل دول العالم حول إثراء الوضع الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط ! وبعكس المؤتمرات السابقة ،لم يلق الشيخ تميم حاكم قطر منذ 25 يونيو 2013 كلمة الافتتاح المذكورة في البرنامج كما اعتاد والده الشيخ حمد بن خليفة وبحضور رؤساء جمهوريات وبرلمانات وحكومات ومؤسسات هامة ، ربما لصدمته لانه لم يحضر أي مسؤول من دول الشرق الأوسط التي يعقد المؤتمر لأجلها عدا مستشار الرئيس السوداني العميد عبدالرحمن الصادق المهدي وكذلك الحضور الدولي كان ضعيفا لأول مرة في تاريخ هذا المنتدى فأهم شخصية حضرته كان نائب رئيس الأرجنتين والبقية مسؤولين سابقين مثل رئيس جمهورية البانيا .وهذا مايؤكد أن قطر أصبحت معزولة من قبل اغلب ان لم يكن كل دول الشرق الأوسط حتى في فعالياتها بسبب سياسة خارجيتها العدائية والمستفزة مؤخراً ! فلن تستطيع قطر أن تبني مشاريعا عظيمة بمعزل عن جيرانها !
ومن مايقارب 700 مشارك العام الماضي إلى 200 مشارك هذا العام فقط ،أغلبهم يتفقون على فشل مشاريع التغيير في المنطقة بما فيهم رئيس وزراء فرنسا السابق الذي ساهم في هذه المشاريع لكنه انتقد دور بلاده والمجتمع الدولي لانهم صدروا العنف اكثر من الديمقراطية ! وفهمت من خلال لقائاتي ومتابعتي ،بان الأمير تميم يسعى لتبني مشروع تصالح مع الدول الشقيقة وخاصة الإمارات والسعودية ! فقد أدركوا خطا الاعتماد على شخصيات لم تكن (أمينة ) في نقل حقائق ما يجري في بلدانها وآليات دعمها بقدر ما تقوم على مصالحهم الانفعالية التي اضرت بلدانهم قبل أن تضر علاقات قطر ! وهو ماقد يفسر غياب اللواء علي محسن والنوبلية توكل كرمان وقيادة التغيير في البلدان العربية رغم مشاركتهم العام السابق فيه !!
الصحف القطرية ايضا بدات تغييرا تدريجيا في اليات تعاملها مع الاحداث في سوريا ومصر فلاحظت نشرها لبيان الحكومة السورية ضد فرنسا لرفضها السماح بالانتخابات السورية في أرضها اولا ثم نشرت اسطر قليلة ردالميليشيات الأجنبية المسلحة هناك ! وفي مصر لم ألاحظ أي نقد عدائي مباشر ضد مرشح الرئاسة عبد الفتاح السيسي حتى في تغطية الحالة الصحية لمراسلي قناة الجزيرة المعتقلين في مصر! وبحسب مصدر مقرب من الشيخ تميم ان الشيخ سيعلن رؤية قطر الجديدة لسياستها الخارجية في خطاب تلفزيوني خلال شهر على الاقل !