بقلم/فيصل الصوفي -
سمعت وقرأت في إعلام الحكومة، أن البطل ولد عام 1956، وكان من مفجري ثورة 26 سبتمبر 1962! .. طيب يا جماعة، هذا ما قاله كتبة حزب الإصلاح، ونشروه في وسائل إعلامهم، من باب خلق محاسن للميت، في غمرة التعصب الأعمى.. لكن أن تقول قناة اليمن الفضائية هذا الكلام، وتكرره مرارا للجمهور، فهي تسوق لهم خرافة.. رجل ولد عام 1956، وشارك في تفجير ثورة سبتمبر1962، يعني فجر أبوها وعمره 6 سنوات، اتقوا الله! هناك خطيئة معتمدة في تضليل الأحياء، وظلم الأموات، يتعمدها مكلومون، أو متحمسون، أو متحزبون غشاشون، أو حمقاء - أن أحسنا الظن ببعض منهم- يحسبون أن ذلك مباح كما في منطق المتسولين " حسنة للميت أثابكم الله"، وأي إحسان، لميت تقول إنه فجر ثورة سبتمبر وعمره 6 سنوات..!! من يتابع بيانات النعي وبرقيات التعازي التي تذاع ويسمعها الناس ويقرؤونها، سيجد أن هذه الخطيئة القديمة، التي كانت تنقل للجمهور يوم كان البث السمعي والمرئي محليين، لا تزال هي إلى يوم الناس.. ثوار أشعلوا ثورات كبرى، وهم في أحضان أمهاتهم لم يتموا الرضاعة حولين كاملين، وواحد توظف مع الحكومة وعمره عشرين سنة، ومات وعمره خمسة وعشرين سنة، ويقولون لك في بيانات النعي، و التقارير المكتوبة بماء ذهب المعز: توفي عن عمر يناهز الخمسة والعشرين، قضى معظمه في خدمة الوطن والدفاع عن الجمهورية.. واحد "نهابة" قضى عمره في مناهضة القانون، و إعاقة بناء الدولة، وفي العمالة لدولة أجنبية، ولما مات قالوا: قضى الفقيد عمره في خدمة الشعب، وكان مثالا رفيعا للمناضل.. شيخ تآمر على الشباب المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر، وخدم في صفوف القوى الملكية، ثم جمهر يومين، ومات فقيل : قضى حياته في خدمة النظام الجمهوري، وزادوا منحوه وسام الثورة بوساطة ورثته.. وفذلكة الموضوع أو خلاصته، ولا واحد يموت، إلا له في تقارير ذهب المعز، وأخبار الإعلام الحكومي، صورة ناقصة أو مقلوبة.. ولو كانوا في حياتهم عاملين لهذا الشعب وهذا الوطن، كما يقال عنهم، لكان في اليمن سويسرا طبق الأصل.. إن مسئولا حكوميا يمضي عمره في وظيفته خادماً لنفسه وأسرته وقبيلته، فتقلبه بيانات النعي وأخبار الحكومة خادما نزيها مخلصا للأمة، وهكذا غيره، حتى لو قضى معظم عمره في السطو على أراضي الدولة، أو قضى معظمه قاطع طريق، أو قضى معظم جهده في الهجوم على معسكرات الجيش!
*اليمن اليوم