عارف الشرجبي -
أكدت الأحداث على ارض الواقع في مسرح العمليات القتالية التي جرت في الحربين العالمية الأولى والثانية وما تلاهما من حروب نشبت بين العديد من دول العالم أو التي تقوم في إطار دولة واحدة أكدت أن عقيدة الجيوش النظامية المتدربة على الحروب الشاملة المفتوحة تكون اقل فاعلية على خوض المعارك وسط المدن بنفس القدرة والكفاءة التي تقاتل بها في الحروب المفتوحة وذلك للعديد من الأسباب وتأتي في مقدمتها العقيدة القتالية التي تشربت بها الجيوش النظامية وتدربت عليها في خوض المعارك المفتوحة الشاملة بين جيش وجيش آخر كما أن الجيوش النظامية إذا أقحمت في معارك وسط المدن تصبح صيدا سهلا أمام الخصم وذلك لصعوبة تحرها بكامل عتادها والياتها المتوسطة والثقيلة ناهيكم عن صعوبة بل واستحالة اشتراك سلاح الجو في مساندة الجيش في حربه وسط المدن وبالتالي يصبح الجيش النظامي هو الأضعف
الشواهد على صحة هذا الرأي أو النظرية كثيرة وقد حثت في غير مكان ومعركة ولعلنا نتذكر ماجرى في الحربين العالمية الولى والثانية وكم خسر كل من نابليون وهتلر كما أننا لازلنا نتذكر خسارة الجيش الإسرائيلي الذي كان يقال انه لايقهر لكنه خسر المعركة واندحر مقهورا أمام مقاتلي حزب الله اللبناني في حرب تموز 2006م ونتذكر أيضا الحرب في سوريا ضد تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين وتدخل مقاتلي حزب الله في منطقة القصير وتمكنه من إنقاذ الموقف في الوقت المناسب عندما تمكن من دحر الدواعش الإرهابية المدعومة عربيا وأمريكيا ذلك لان العقيدة القتالية والطريقة التي يقاتل بها مقاتلو حزب الله هي نفسها بل وتفوق على التي تدرب عليها الإرهابيين في النصرة وداعش وحماس التي كانت حاضرة في الصف المعادي للجيش العربي السوي –واقصد هنا بحرب المدن أو مايطلق عليها حرب الشوارع- .ولو تأملتا في تردد الجيش الإسرائيلي الميداني (البري) من اقتحام مدينة غزة والاستعاضة بسلاح الجو لتلافي ماحدث في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في 27 ديسمبر 2008م وفي جنوب لبنان 2006م.لأدركنا ان الجيوش النظامية تكون اقل قدرة على خوض معارك المدن في الوقت الذي تكون جبارة في خوض المعارك المفتوحة أمام الجيوش المعادية ولعل ماحدث في اللواء 310 في مدينه عمران رغم مايمتلكه من عتاد متطور إلا دليل يضاف إلى ما تم ذكره انفا
عندما قاد نابليون بونابرت حملته العسكرية على روسيا صمد المقاتلين الروس حتى دخل فصل الشتاء وتراكم الجليد في شوارع المدن التي كانت المعارك تدور في كثير منها ذكر ذلك نابليون في مذكراته الموجودة نسخ منها في متحف (الانفليد)في باريس والتي قال في احد فصولها ان احد الجنود الفرنسيين إصابته هستيريا عنيفة نتيجة الإرهاق والتعب وضل يصرح يا الهي انا متعب انا متعب أعيدوني إلى وطني وبينما الجندي مستمر في الصراخ أحس بيد تربت على كتفة من الخلف وصوت يهمس أهدى أهدى انا مثلك متعب يارفيقي فالتفت الجندي ليجد ان نابليون العظيم بشحمه ولحمه هو من يتحدث إلية وهنا أجدني مضطرا لاسئل الرئيس هادي باعتباره القائد الأعلى للجيش اليمني إلى أي مدى أنت قريب من الجيش الذي أنت قائدة الأعلى وهل أدركت إن بقاء قوات النخبة التي كانت تعرف بالحرس الجمهوري القوات الخاصة وقوات التدخل السريع وأيضا بقاء التشكيلات النوعية التي كانت تعرف باسم القوات الخاصة في قوات الأمن المركزي أم إن عملية تدمير الجيش (عفوا هيكلة الجيش) قد أتت على كل شي ولو أني وبحسب علمي فان الرئيس هادي قد حرص على إبقاء هذه القوات القتالية النوعية ولو من باب الحرص على وجود ضهر يستند إليه وقت الحاجة وأيا كان سبب الإبقاء على جيش النخبة –أو الجزء الاكبرمنها- من قبل هادي وعدم اخضاعة لعبثية المطالبين بإعادة الهيكلة بهدف القضاء عليه لكي يسهل لكل من الأطراف المتصارعة اليوم فاننا نشد على يده ونقول له (هادي) ان المسئولية أمانه والجيش جيش الشعب وحامي الوحدة والجمهورية وسيادة البلد ونرجو ان لايصرخ جنديا ويمنيا ولا يجدك خلفه تربت على كتفه وتطمئنه بأنك بجانبه وقت الشدة كلا منكم يسند الأخر اقول هذا ليس لان الحرب بين المتصارعين على السلطة قد أصبحت على الأبواب ولكني لأذكر الرئيس هادي بالمثل القائل إن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود والحليم تكفيه الإشارة