لحج نيوز/متابعات - أكد الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في بيان صادر عنه بمناسبة الذكرى الـ51 لثورة أكتوبر , على ان كل الشواهد والمتغيرات الجارية تدل دلالة قاطعة على إنها ستصب في مصلحة قضية شعب الجنوب التحررية العادلة.
وقال البيض في بيان له :" ياجماهير شعبنا العظيم في الجنوب الآبي في هذا اليوم الإستثنائي في تاريخ ثورتكم السلمية وأنتم تزحفون مواكب ,جماعات وأفراداً, في حشد غير مسبوق في تاريخ الجنوب السياسي لإحياء الذكرى الـ(51) لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة, التي انطلقت من جبال ردفان الشماء ,تلك الثورة التي أسست لبناء دولة حديثة وحافظت على كيان الجنوب الجغرافي من التشرذم ووحدت كيانات الجنوب في إطار دولة مؤسسات ,ونجدها مناسبة للتذكير بأن ذلك المنجز العظيم لا يمكن التنازل عنه مطلقا، ونحن اليوم نتابع خطاكم وتحضيراتكم وإعتمادكم على الله وعلى أنفسكم وتصميمكم وعزيمتكم في إنتزاع النصر بأيديكم , ذلك النصر الذي لم ولن تستجدونه يوماً من أحدٍ, بل قررتم إنتزاعه بصمودكم وثباتكم ودماء وتضحيات الشهداء والجرحى.
وفي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً والتي تعيد بذاكرتنا الى الأيام الماضية الجميلة وعنفوان الشباب وذكريات التلاحم الكفاحي والصبر والتآخي الصادق بين الثوار في النضال ضد الاستعمار البريطاني, وكانت هذه الصفات الرائعة السائدة بين الثوار من أهم العوامل والمقومات التي حققت النصر.
وفي هذه المناسبة العظيمة أقدم لكم أحر التهاني القلبية معبراً عن إعتزازي الكبير بما ترسمونه من ملاحم بطولية وإبداع في تنويع وسائل نضالكم السلمي.
اليوم تحتفلون وأنتم على مشارف بوابة النصر بإذن الله وعونه , فبوركتم و بوركت خطاكم الثابتة وتحركاتكم الواعية المباركة التي تستلهم المتغيرات المتسارعة المتسببة في إنهيار منظومة الاحتلال اليمني العسكري ودك معاقل الإرهاب وأوكار الإجرام وتجفيف منابعه التي شكلت مصدر قلق للجنوب خاصة والمنطقة بشكل عام , إن هذا الفعل يمثل عامل استقرار للمنطقة والعالم ولكن يتضح ان بقايا نظام صنعاء لازالت تمارس في الجنوب نفس الإنتهاكات وتمارس جرائم القتل الوحشية والاعتقالات التعسفية والتنكيل بأبناء الجنوب.
أن هذا التحرك الواعي الناضج لالتقاط اللحظة التاريخية والمُناسِبة لقطف ثمرة نضالكم التحريري الشاق والطويل هو ما نعول عليه لإستعادة دولتكم الجنوبية المستقلة ونطالبكم بالتمسك به والمثابرة والصمود عليه .
ان كل الشواهد والمتغيرات الجارية تدل دلالة قاطعة على إنها ستصب في مصلحة قضية شعب الجنوب التحررية العادلة فلابد لنا من المسارعة بالإستفادة من تلك المتغيرات ومن المستجدات الحالية وأن نكون جميعاً عند مستوى المسؤولية , وفي نفس الوقت نحمل إشقاؤنا في دول الجوار والإقليم مسؤوليتهم الإخلاقية لأن ما يتعرض له شعب الجنوب العربي من تدمير وعنف ممنهج وتصدير للإرهاب منذ بداية غزو أراضيه في صيف 1994م وحتى اليوم شيء مؤلم ولكن الأكثر إيلاماً هو الصمت الإقليمي غير المبرر من قبل دول الجوار التي تركت الجنوب العربي مسرحاً لعبث العابثين وتخلت عن مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية طيلة تلك الفترة, وحتى في ظل هذه الظروف العصيبة والتطورات المتسارعة لازال اشقاؤنا يراهنون على سراب الوهم في عاصمة الإحتلال اليمني صنعاء .بعد أن اخطأوا في تحالفاتهم مع عصابات ونظام صنعاء المصلحي المتخلف, ونجدها اليوم مناسبةً لتجديد دعواتنا السابقة ورسائلنا وخطاباتنا المتكررة التي ظللنا على الدوام نوجهها بإستمرار في كل مناسبة لأشقائنا في دول الجوار والعالم ,ونؤكد بأن إستعادة دولة الجنوب كحق شعبي وشرعي وقانوني يمثل عامل إستقرار للمنطقة بشكل عام, وكانت آخرها رسالتنا الى الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 9أكتوبر 2014م الجاري والتي أوضحنا فيها الحقائق التاريخية والسياسية لقضية الجنوب المحتل وأكدنا فيها على ضرورة مساعدتنا في تلافي الأوضاع قبل خروجها عن السيطرة ,لوضع مبادرة سلمية عاجلة وعادلة تضمن إستعادة دولة الجنوب سلمياً وتجنيب الجنوب الوقوع في مسالك العنف وإيقاف إراقة المزيد من الدماء والخسائر ,وأكدنا فيها بأن شعب الجنوب هو وحدة صاحب الحق الشرعي والمخول حصرياً والقادر على إنتزاع إستقلاله وإستعادة دولته ولاتستطيع أية قوة في العالم أن تثنيه عن هذا الخيار المشروع مهما كانت التحديات.
وفي الختام نؤكد لكم بأننا معكم وبجانبكم نعاهدكم عهداً لا رجعة عنه بأن نبادلكم الوفاء بالوفاء وباننا ماضون معكم على نهج الشهداء لتحقيق هدف شعبنا في التحرير والاستقلال خلال طرد الإحتلال اليمني وإستعادة دولة الجنوب التي هي قاسمنا المشترك ,بكفاحنا الممهور بعذابتنا وثباتنا وتعبنا ودماء الشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين وحبات عرقكم المتساقطة في كل ساحات النضال اليومي.
فالتحية كل التحية لشعبنا الصامد الصابر في الساحات والميادين الذي لم تهزه عواصف الأحداث ولم تنل من عزمة القوي سرعة المتغيرات وتنكر وتجاهل العالم لمآسية الجمة ولم يكافئ العالم تضحياته السلمية العظيمة بما تستحقه, بل ظل صامداً شامخاً كجبال الجنوب العالية يحفر في جدار الصعوبات دون كلل ٍمتطلعاً نحو الأمل المنشود.
الرحمة والغفران لرفاقنا الذين سبقونا من شهداء ثورة الرابع عشر من اكتوبر وشهداء الثورة السلمية الجنوبية المباركة .
والشفاء للجرحى والحرية لكل أسرانا الأبطال في سجون الإحتلال اليمني وفي مقدمتهم المناضلين أحمد عمر العبادي و أنور إسماعيل وخالد الجنيدي وجعبل البركاني ونادر صالح مقديشو وياسر مصايب". |