لحج نيوز/كتب:هادي والي الظالمي -
اليوم ، الجمعة، الرابعمن اذار،تتوجه اول جموع العراقيين نحو صناديق الاقتراع في مسيرة تمتد حتى السابع من الشهر الجاري لانتخاب برلمان جديد . في الايام الاربعة القادمة يكون العراقيون قد كتبوا ارادتهم التي نامل الا تزور .
ارى ان من حقنا ان نحمل هذا الهاجس ، فالفاسدون هم مفسدون ايضا ، ولذا لن يكونوا اتقياء ، ولو لمرة واحدة ، حرمة لهذه الايام المقدسة .
واني ارى ايضا ، ورغم الوصف الرومانسي لفعالية الانتخابات في تشبيهها بالعرس ، ان العراقيين جميعا هذه المرة اما مرتبكون او غاضبون :
فالحاكمون الذين لم يراعوا ، بالامس ، في ابناء جلدتهم الاً و لا ذمة لايدرون مايفعلون غدا وقد استنفذوا كل مالديهم من الخدع و ( الروزخونيات ) وهم يتملقون ( الرعاع ) لاعادة انتخابهم ، فلايجدونهم الا معرضين !!!!
الحاكمون ، لايعرفون مايفعلون مع هذا الكابوس المزعج ، وهم ينزلون من عليائهم ليتوسلوا بشحاذين بؤساء ، يعيدون لاحقا سرقة لقمة اطفالهم المغمسة بطعم مر .
قاتل الله الديمقراطية ، وهي تذكر الجبابرة بآدميتهم بعد ان ادار التنعم السحت رؤوسهم فانساهم هذا اليوم المشؤوم على الظالمين .
اما المواطنون فصدورهم قدور تغلي بالغضب ، فخلف ظهورهم سفر من القصص الحزينة الموشومة بالالام والحرمان والاماني التي لم تتحقق ، ويتطاير هذا الغضب شررا وهم يرون انفسهم شعبا لم يروضه الطغاة ، لكن خدعه الاقربون من ابنائه .
وهم قلقوم من ان لايحمل المستقبل بشارة ، فلطالما تعلقت ابصارهم بصبح كاذب ، فليت يوم الانتخابات يمتد ليطول معه عذاب الحاكمين وهم ينتظرون فجرا لن يبزغ ابدا . هم قلقون ايضا ، فالحرس القديم ، لاشك ، اعد انقلابه على العهد الجديد .
اليوم ، ومن خلال التصويت الخاص ، تبدأ الطلائع الاولى من رجالات العراق ونسائه من الجيش والاجهزة الامنية والدوائر الساندة ثورتها البنفسجية التي تفجرها صناديق الاقتراع .
نظريا ، اليوم ومن خلال التصويت الخاص ، مليون ناخب من الجيش والشرطة ممن يحظر الدستور والقانون عليهم الانتماء والعمل السياسي يمكن ان ينتهي الى مليون صوت حر ينحاز الى الوطن ومستقبله الافضل . لكن الواقع ان ولاءا سياسيا قد يفرض على الكثير من هؤلاء للتاثير في قناعاتهم ، وقد يسهل حتى تزوير خياراتهم بسبب ظروف وتعقيدات التصويت الخاص .
ان واقع الفساد الذي يسود المؤسسة العسكرية خصوصا ، ويدفع الجنود استحقاقاته يشي بان الجيش سيصوت لصالح التغيير ، وان ظهور نتائج مخالفة لتلك القراءات يعني وقوع فساد في عملية الانتخاب الخاص .
اليوم ، وحتى السابع من اذار الحالي سيتوالى العراقيون في الخارج والداخل في التعبير عن خياراتهم ، ولن يفلح الفاسدون مهما حاولوا في كتابة تاريخ يعيد العراقيين الى الوراء ، فالديمقراطية التي تحبو اقوى من ان تقصم ظهرها ضربات الطغاة ، فببركاتها اليوم تمطر السماء غضبا على الدكتاتور .
هادي والي الظالمي
[email protected]