لحج نيوز/كتبها : محمد شوكت الملط -
"1"
توريث الكراهية
تُوفى المليادير ، وترك ثلاثة أبناء وبنتين ،ورِثوا عنه تركة كبيرة, ثروة هائلةمكونة من شركات عملاقة،أطيان شاسعة ، أبراج وعمارات شاهقة،قصورضخمة،شاليهات،حسابات لدى العديد من البنوك،بالدولارات،باليورو،بالإسترلينى،اختلفوا على التقسيم،تبادلوا السب والقذف،تخاصموا،أصبحت القطيعة بينهم سيدة الموقف،قادتهم، ليكونوامن رواد المحاكم المشهورين،خمس عشرة سنةمرت ،كانوا قد ورَّثوا أبناءهم الكراهية والحقد،لم يتفقوا ،بادر أحدهم إخوته،أرسل اليهم رسالة:طالما تمنيت أن يكون والدنا مثل عمنا ،الذى لم يترك لأبنائه سوى تركة قليلة
من الأموال ،ولكنها زاخرة بالحب والمودة، جمعتهم ولم تفرقهم
"2"
عِجل القرية
ذهب الى قريةٍ ،يعبد أهلها عجلا ،أمرهم بالصلاة ،بالصوم ،بالزكاة،بالحج ،بالأخلاق الفاضلة،بالنظام،بالإنضباط ، لم يستجب له أحد،مازال يبحث عن السبب
"3"
اتفاق واختلاف
دامت علاقاتهما الوطيدة سنين طويلة ،أراؤهما متطابقة،اهتماماتهما واحدة ،مجاملات متبادلة ،لقاءات مستمرة ،معاً ضد من يخالفهما الرأى،عندما تعاملا بالدرهم والدينار،اختلفا، تخاصما،تباعدا،انقطعت علاقتهما،التى كانت فى يوم من الأياموطيدة.
"4"
زوجان
زوجة مطيعةجميلة هادئة وادعة ،تسكن فى سويداء قلب كل جارة من جاراتها،تساعدهن،تتفقدأحوالهن،كلامها قليل،أفعالها الطيبة تتحدث عنها،كل من يعرفها من الرجال ،يتمنى أن تكون زوجته مثلها ،زوجها رجل غريب الأطوار، متقلب المزاج،سليط اللسان،لا يغض البصر،يتعالى على الجيران،يسخر منهم،لا يجاملهم ،لا يحبهم ولا يحبونه، طالما تفاخربأنه أسعد زوج،أما هى،فالصمت ظل طبعها الذى لم يتغير طوال رحلة زواجها الطويلة.
"5"
انهيار
فى الخامسة والعشرين من عمره،قوى الجسم،مفتول العضلات،يوميا يصعد الى الأدوار العليا،للمبانى التى تُشيد،يحمل على كتفه الطوب الأحمر ،لايشكو من مرض،رغب فى السفر للعمل بالخارج،طُلب منه اجراء التحاليل الطبية،قيل له أنه مصاب بفيرس "c " ... فى اليوم التالى ذهب الى الطبيب يسنده فتيان ،بعد الاطلاع على نتيجة التحاليل و الكشف عليه ،أخبره الطبيب بأنه سليم ...ولا يحمل الفيرس ،وانما يحمل أجساما مضادة لا تضر،من شدة الفرحةقفز عاليا ،ترك العيادة دون استئذان، جرى مسرعا باتجاه الشارع،وهو يصيح :الحمد لله.
[email protected]