لحج نيوز/تحليل :أبوبكر عبدالله - عندما يدعو السيد عبد الملك الحوثي انصاره لحشد الآلاف من الشخصيات السياسية والوطنية والعلماء والمثقفين والأكاديميين والاختصاصين والشباب والحرفيين والشقاة والعاطلين وجميعهم قطعا من أنصار الجماعة، في قاعة أو ميدان ويسمون ذلك اجتماعا شعبيا واسعا لتدارس أوضاع البلاد، ومخرجاته قرارات شعبية موضع اجماع، فنحن في الواقع سنكون على موعد مع أكبر مهرجان في التاريخ اليمني لصناعة الأكاذيب وتسويق الأوهام.
يعرف السيد الحوثي كما يعرف قادة الجماعة أن اجتماعهم هذا لن يكون سوى استعراض للقوة وله اهداف سياسية قطعا ويعرفون كذلك أن المشاركين سيتدافعون بالآلاف ليس للنقاش ولا التشاور بل لترديد الصرخة والهتافات الثورية والدينية والصلاة على النبي وآله، وللاستماع للخطب ثم التصفيق عند قراءاة البيان المعد سلفا.
هذا ما سيحدث لا أكثر ولا أقل وسيفاجأ الناس بعدها بشائعات تقول إن المشاركين مثلوا مكونات المجتمع اليمني وأنه كان تشاوريا وتمخض عن قرارات ثورية وإجماع شعبي، في أكثر صور الانحراف الاخلاقي والقيمي والديني وفي أكثر صور التضليل بشاعة وأحط صور الاستثمار السياسي لأحلام الناس بالتغيير والحياة، وفي أسوأ صور التوظيف السياسي للدين.
كيف للسيد الحوثي أن يدعوا إلى اجتماع على هذا النحو ويعلن مقدما أنه سيخرج بقرارات تاريخية حاسمة حيال ما يعتمل في الساحة من تعقيدات سياسية ناتجة اساسا عن لغة القوة التي فرضتها الجماعة بعد تورطها بحصار القصر الرئاسي والمرافق السيادية وفرضها حصارا على وزراء الحكومة المستقيلة.
يصعب أن يصدق أن الرجل يسوَّق أوهاما بهذا الحجم ويعتقد أن اجتماع الهرجلة هذا سيوفر لجماعته اسنادا شعبيا.
أي استخفاف بعقول الناس عندما يجتمع أعضاء الجماعة ومناصريهم في قاعة يرددون الصرخة والهتافات ، ثم يقرأ عليهم بيان معد سلفا ويكتفون بالتصفيق له ثم تحوله الماكنة الاعلامية التابعة للجماعة ا قرارات شعبية ومطالب ثورية.
بأي حق تسمي الجماعة هؤلاء ممثلون للشعب، ومن الذي كلفهم بتمثيل الشعب، ثم لماذ يتم العبث بالناس بهذه الصورة من أجل تحسين شروط التفاوض في قضية خلاف سياسي لن يصح معها في النهاية إلا الصحيح؟
أن يدعوا زعيم الجماعة 200 شخصية من المحافظات بواقع خمسة أشخاص من كل محافظة يمثلون الأوساط السياسية والاقتصادية وعلماء الدين والطلبة والأكاديميين إلى اجتماع تطرح فيه قضايا كبيرة للنقاش وتتخذ قرارات، ففي هذه الحالة يمكنني فقط أن أصف هذه الخطوة بأنها مبادرة سياسية أو مشروع للحل السياسي قابل للنقاش وغير ملزم ولا يحظى بأي شرعية قانونية.
أما ان تُستنفر العاصمة بحشود هائلة للصراخ والقاء الخطب تستحيل بقدرة قادر قرارات شعبية تفرضها الجماعة بالقوة الغاشمة فذلك للامانة والانصاف كذب بواح على الله وعلى الناس سترتد آثاره على انصار الله طال الوقت أم قصر.
على كل من سيشارك في هذا الاجتماع أن يدرك أنه لن يكون سوى اداة لاستعراض القوة وعليه أن يتحسس ضميرة قبل أن يشارك في مسخرة بهذا الحجم تنتظر أذرع القوة ولادة بيانها بزفة دردحة لتحولها قرارات ثورية ومطالب شعبية.
على المشاركين أن يتحسسوا عقولهم أيضا فهذه الدعوة سياسية لا أمرا ألهيا مقدسا عليهم تنفيذه بصمت اخرق ..إن لم تفعلوا فابشروا بالسقوط القريب . |