لحج نيوز/بقلم:ليلى محمد سويسي -
حين علقنا جلباب الوزير وطربوشه العثماني على مشجب النسيان بمتحف السرايا الحمراء.. واستبدلنا ذلك المتخلف الرجعي بالأمين الثوري المثقف .. كنا نؤكد سلطتنا .. سلطة الشعب.. وكنا نعلن عن قيام دولة الجماهير الديمقراطية الفريدة من نوعها..!!
لكن جناب الوزير كما يبدو.. لا يريد أن يحتفظ بزاويته في ذمة التاريخ.. فقد ترك عبايته وطربوشه العثماني المضحك في متحف السرايا وعاد إلينا وقد ارتدي أحدث ما صممه ( بيير كردان) وهو من باب التواضع المرسوم.. يقود أحدث السيارات وأثمنها سعرا.. معتقدا على نحو موغل في الخطأ والفجيعة أننا نسير فوق الأرض بلا عيون ترى وعقول تفكر وتميز بين الأعجف والسمين !!.
وزير اليوم ..كما يعتقد جنابه المضحك .. كان بالأمس رجلاً طيباً أمينا.. وكان فقيراً متواضعاً.. حتى إننا وثقنا في أمانته ومعدنه الشعبي الأصيل.. وصعدناه وسلمناه الأمانة ونحمد الله ونشكره لأنه رزقنا برجل يستحق ثقتنا وأكثر!! .
لكن وهذا أمر مؤسف.. ما أن سرى الدفء في جسمه .. وشبع وسمن وصارت توقيعاته مفتاحاً لأعتى الخزائن .. حتى عاد إلى ما كان عليه قبل قيام سلطة الشعب .. بل قبل قيام ثورة الفاتح العظيم..!!
ولا أعني هنا الإشارة إلى فرد معين.. ولا أعمم.. فالصالح موجود عبر كل عصر وأوان.. والطالح كذلك.. وما النفس إلا أمارة بالسوء.. والإنسان بطبيعته ضعيف أمام الإغراءات المادية والسلطوية.. وقد يبيع نفسه للشيطان مقابل إطار براق يظهر فيه صاحب السعادة والمقام وهو بكامل الصحة والعافية والثراء..!!
ولا نعتب على صاحب السعادة الوزير بقدر ما نعتب على أنفسنا لأننا أصحاب القرار.. ولأننا نحن السلطة و "نحن " لا تعني " الأنا " فنحن الشعب والشعب سيد الجميع .
نحن الذين سكتنا وأتحنا الفرصة لعودة صاحب المعالي المخجل.. ولم ننتبه لمن جاء محيطا نفسه بطوابير الخدم والحشم من التنابلة والارزقيين .. وإذا نحن المسؤولون مباشرة على ماحدث ويحدث.. ونحن الذين تهمنا صحة وعافية وسلامة سلطتنا الشعبية .. أما الأخ الأمين أو صاحب الوزير المودرن.. فكلاهما ذاهب في حاله.. وكلاهما سيعود إلى قاعدته.. ولا تبقى فوق الأرض إلا الأمانة وحسن السيرة والصدق.. وكل امرئ مسؤول على فعله..
مسؤوليتنا نحن.. مسؤوليات تاريخية .. ولذلك علينا أن نعيد النظر فيما يحدث حولنا عبر مؤ تمراتنا الشعبية .. وعبر سلطتنا الشعبية القوية التي منحت لنا دون أن نمارسها بفاعلية !!