بقلم/ نبيل سبيع - على الأرجح: سيتحقق من حوار صالح مع الميادين الكثير بينما لن يتحقق من حوار الرياض شيء.
مثلا:
- حوار الرياض أكد على أنه لا حوار ولا تفاوض مع صالح والحوثيين الذين يسيطرون على الأرض في اليمن (قبل أن يتخلوا عن كل شيء بما يعني الاستسلام)، بينما أكد حوار صالح على أن الجلوس على طاولة المفاوضات مع الطرف الآخر (في إشارة منه للرياض بشكل رئيسي أكثر منها لأطراف مؤتمر الرياض اليمنيين) لابد سيحدث عاجلا أو آجلا، وقد بدأت الرياض في ذلك فعلا مع الحوثيين في مسقط دون أن تكترث بحلفائها اليمنيين.
- حوار الرياض أكد على تنفيذ مخرجات حوار موفنبيك بعد كل ما حدث، بينما أكد حوار صالح على أن مخرجات حوار موفنبيك سقطت وانتهت بعد عاصفة الحزم، (وهي كانت بعيدة التحقق على كل قبل عاصفة الحزم وأصبحت أبعد ما تكون عن التحقق بعدها).
- حوار الرياض أكد على أنه ستتم إعادة صعدة الى ما قبل 2004 (
smile رمز تعبيري
)، بينما قال حوار صالح إن المشاركين في حوار الرياض حكموا على أنفسهم باللاعودة الى اليمن وتحدث عن الحوثيين كقوة لم يعد بالإمكان تجاهلها ناهيك عن اعادتها الى ماقبل 2004.
هذه ثلاثة من جملة أمثلة تبرز الفوارق بين ما خرج به حوار الرياض وما خرج به حوار صالح، وهي في الغالب تتجمع في مصب فارق واحد رئيسي بين صالح وخصومه:
صالح موجود في اليمن وفي الواقع وخصومه موجودون في الرياض وفي الأماني.
وما قاله ويقوله صالح لا يبدو أنه تحقق ومايزال حتى الآن لأنه قوي بقدرما لأنه واقعي، يعرف الواقع ويجيد إدارته واللعب على تناقضاته في مقابل خصوم يبدو كل جهدهم منصبا على الهروب من الواقع وتهريب الوقائع والحقائق عبر طمرها بأطنان من الأماني التي يصعب عليك حتى تخيل إمكانية تحققها.
ويبدو، بشكل عام، أن صالح يتعامل مع السياسة بما هي فن الممكن، فيما يتعامل خصومه معها بما هي تمني المستحيل دون أي فن. |