لحج نيوز/بقلم:خالد الهروجي -
في اليمن فقط يتحدث المسئولون بإسهاب عن الحريات الصحفية المكفولة دستوريا، ويتباهون بحماية الحكومة لحرية الرأي والتعبير، في الوقت الذي تصادر فيه السلطات الحريات الصحفية وتنتهك حقوق حملة الأقلام، وعلى عينك يا دستور.
وفي اليمن فقط تقوم وزارة الإعلام بسحب أجهزة البث التابعة لقناتي الجزيرة والعربية في صنعاء، وتستغرب للاحتجاجات التي تقوم بها هذه القنوات كرد فعل لما تعرضت له.
وهنا أيضاً تسهب القيادات الحزبية في الحكم والمعارضة في الحديث عن الديمقراطية، ويفرطون في التنظير لها، من باب المَن على الآخرين بالنسبة للحزب الحاكم، والمعارضة في سياق الشكوى التي لا تنقطع، وفي ذات الوقت يمارسون الديكتاتورية داخل أحزابهم التي لم تذق يوماً طعم الديمقراطية بالرغم من كثرة الحديث عنها.
الناس في كل دول الكون يتنافسون بالعلم وبالقدرات لخدمة أوطانهم، وفي اليمن يتوارى المتعلمون وأصحاب القدرات رغماً عنهم، ويفتح الباب للجهلة والأميين ليتسابقوا على المناصب القيادية ويجمعوا الغنائم، ويهلكوا حرث مرافق الدولة ونسلها حتى لا يقوم لأي منها قائمة بعد اليوم.
في اليمن فقط كل شخص يتصرف على هواه، لا حسيب ولا رقيب، القانون مغيب والنظام مجاز إجبارياً والقضاء مشلول وعاجز عن الحركة، ولا مجال هنا لمكافأة المحسن والمجيد، أو محاسبة العابث والفاسد، بل ويحدث العكس في كثير من الأحيان.
وفي اليمن فقط تتخذ كل القرارات في جلسات القات، وتبنى المواقف والاتجاهات وتحدد الأولويات تحت تأثيره الساحر، وهكذا لم ولن تقوم لهذه البلاد قائمة، وهانحن نجدها وهي مقبلة على العام الخمسين لثورتها، تشكو العطش وتعيش في الظلام وتكابد الأوجاع والأسقام، والعلم فيها ينام في سلام.
كل دول العالم بدون استثناء تسابق الزمن للوصول إلى أعلى مستويات التطور والنماء، واليمن فقط لم تكتف بالثبات في مكانها، ولكنها تتراجع إلى الخلف بخطوات حثيثة، ويبذل مسئولوها في سبيل ذلك جهوداً جبارة تؤهلهم لنيل المكافآت والعطايا والهبات.
* عن صحيفة "الغد"