بقلم/ أ: رويدا العريقي -
أرى حلم إيقاف الحرب مرسوما في كل العيون .. أراه في حدقات النساء، والاطفال، والشيوخ، والشباب .. في عيون سكان المدينة، وأهل القرية، في عيون الساسة، والطلبة، والعمال، والأكاديميين، والمثقفين .. في عيون الشمالي والجنوبي، والسيد والقبيلي .. الجميع يحلم بإيقاف الحرب، وأنتم أيضاً يا من تورطتم في اشعال نيران هذه الحرب اثق انكم بتم تتمنون وقفها، وتحلمون بالعودة إلى ماقبل (2015-3-26م) .. لكنه الغرور والعناد والمصلحة تمنعكم من الإفصاح عن ذلك مع أنكم تدركون تماماً بأن المنتصر في هذه المعارك جميعها خاسر.
ليس عيباً الاعتراف بالخطأ ولكن العيب والحرام هو الإستمرار فيه إنكم ترون العشرات من بسطاء هذا الشعب المغلوب على امره يلفظون انفاسهم كل يوم جوعاً وعطشاً إن لم يكن بقذائفكم وصواريخكم .. ومع ذلك تعرضون عن ذلك وتتظاهرون بأنكم غير عابهين بشيء.
أيها الساسة الصامتون في الداخل والخارج .. أيتها الجماعات الحوثية والمقاومة والقبائل الذين عثتم في الأرض فسادا .. أيها النظام السابق الذي منحناك ثقتنا لأكثر من ثلاث عقود .. أيتها الدول المتحالفة لقتل العُزل والضعفاء .. يا كل القوى المتصارعة على حساب الدم والارض اليمنية .. يا قادة العالم ومنظماته، يا كل الوسطاء والمعنيين بحل الأزمة في اليمن - اليكم جميعاً نقول: لا يزال الوقت مناسباً، والفرصة مواتية لتعلنوا عن حلمكم بإيقاف الحرب.
ندرك يقينا ان الجميع تورط في اذكاء نار هذه الحرب التي تفتك باليمنيين - سواء اطراف الداخل أو الخارج، وورطتهم تكمن في أنها اصلا حرب عبثية لا هدف لها ولا وجهة ولا استراتيحية .. ونعلم جميعاً ان الكل خاضوها دونما دراسة دقيقة وعلم بتبعاتها ، بل انهم اتخذوا قرارات عاجلة وغامروا في خوضها وكل طرف يعتقد أنه سيخرج منها منتصراً خلال فترة وجيزة .. لكن ما حدث كان خارج حسبان الجميع.
قبل عدة أشهر كانت الأقلام والآفواه تكتب وتتحدى وتتحدث عن الحرب والنصر والتعبئة والمقاومة .. والأن نعلم تماماً أنهم جميعاً باتوا يتمنون ويحلمون بإيقافها .. ووضع حد لنتائجها الكارثية التي طالت الجميع.
وها هي المعارك تتواصل شهرا تلو آخر ونيران الحقد والانتقام تزداد بشاعة وحقدا .. لتخرج بذلك الامور كلها عن سيطرة الجميع، وتحرق الحرب كل ما تجده أمامها من بشر ومقدرات ومكتسبات، إلى جانب احراقها كل القيم والمبادئ والاخلاقيات الدينية والانسانية والمجتمعية .. للأسف أحرقت كل شي جميل في نفوسنا .. أصبحت حرب بلا أخلاق .. دمرت خلال ثلاثة أشهر مالم يحدث في تاريخ الحروب لسنوات.
وعليه أقولها مرة أخرى: مازال الوقت مناسباً كي تعترفوا بأخطائكم ، وتتفقوا على وضع حد لهذه الحرب الملعونه الأن .. وتأكدوا ان ذلك سيعد إنتصاراً لنا جميعاً .. ونحن كشعب رغم كل ما فقدناه في هذه الحرب وما تجرعناه من خسائر، مازلنا قادرين على العفو والصفح وفتح صفحة جديدة مع بعضنا ، ولنتجه جميعاً لتضميد الجراح واصلاح وترميم كل الدمار.
وأخيراً أدعوكم باسم الإنسانية، بإسم الشهداء والجرحى، وباسم كل المشردين والنازحين، والجوعى، والمغبونين، وباسم اليتامى والثكالى والارامل .. وكل من تضرروا من لعنة هذه الحرب وما صاحبها من فوضى ودمار .. أن تحكموا العقل والمنطق وتنظروا الى هذا الشعب بعين الرحمة والعطف وتتخلوا عن غروركم وتتنازلوا عن مصالحكم .. وتعملوا سويا على وقف هذه الحرب المدمرة التي فتكت باليمنيين وشردتهم ومزقتهم وحولت حياتهم الى جحيم .. ونأكد لهم هنا ان استمرار الصمت والتغاضي عن ما يجري في الساحة اليمنية سيكون له عواقب وخيمة وحينها لن يستطيع احد احتواء ذلك .. اوقفوا الحرب وحققوا حلمنا جميعاً ولتكن هدنة سلام دائمة .