بقلم/جميل مفرِّح -
أعتقد أن على صبية ومأجوري الأحزاب الذين يقاولون المنشورات والتعليقات والإعجابات بالجملة والتجزئة، أن يخجلوا من أنفسهم الآن، لم يعد الوقت مناسباً لحضورهم وتفعيل عهرهم وعهر أحزابهم وتنظيماتهم وجهوياتهم المقيتة..
كفى.. اتخذنا من السياسة لعبة فيما مضى واشتغلنا على الهزائم والانتصارات التافهة والدنيئة.. وتسجيل النقاط على بعضنا البعض بطرق الغش والكيد والفهلوة والكذب والزيف.. لنحقق مكاسب أقل ما توصف به حقيرة.. ولكن هل ما يزال الوقت يسمح بمثل ذلك؟!
لا أعتقد.. الوطن يحترق ويسرق من بين أيدينا وأمام أعيننا.. فيما نحن ندعي الوطنية ونزايد بها.. وندعو مشارط التمزيق والتفتيت وأحذية القهر والغلبة لتمعن مزيداً في دهسنا ودهس وطننا وعزتنا وكرامتنا..!!
أفيقوا.. بل فلنفق جميعاً قبل أن تدركنا وتدرك وطننا غيبوبة لا إفاقة منها غيبوبة أبدية.. سيعلق التاريخ عارها وشنارها في رقابنا إلى الأبد.. فلنفق ولندرك أن اليمن حزبنا الأكبر وقريتنا الأكبر ومدينتنا الأكبر.. وحبنا الأكبر وولاؤنا الأكبر.. وأنه لا أكبر منه إلا كبير واحد فقط هو الله..
معيب في حقنا ان نداس بنعال التاريخ والواقع ونحن نجتر بداخلنا كل هزائم الوجود والحياء والانتماء والهوية.. فقط ليحقق كل منا هدفاً في مرمى الآخر..!!
من المعيب في حقنا فعلاً أن نتناحر من أجل حزب أو توجه أو منصب سياسي.. أو لسبب عنصري، ولا نجتمع يداً واحدةً من أجل وطننا الكبير.. أليس ذلك عيباً..
أسألكم بالله ادفنوا وجوهكم ورؤوسكم في التراب واختنقوا ما شاء لكم فقد اختنقت أخلاقكم وماتت هويتكم ورجولتكم ويمنيتكم.. وصرتم كعصف منهك..
والله ولي الأمر من بعد ومن قبل والله المستعان..