بقلم/المهندس:غمدان الهدور -
اعمارهم متفاوتة ، لا يتجاوزون سن العاشرة ....
اشكالهم مختلفة ، اجسامهم نحيلة ، ضحكاتهم ان وجدوها كئيبة ، لا يعرفون طعماً للفرح ، عيدهم وفرحهم هو ان يجدوا تلك الفضلات وبقايا الاكل المنتهي المرمي ببراميل القمامة .....
هل عرفتم من هم ؟؟
إنهم البائسون أو كما يسمونهم..( اطفال الشوارع )..
لطالما نجد من هؤلاء الكثير في كل أوقاتنا :
صباحاً ومساءًً ...
اولئك الذين لا يبحثون عن المال ، او المنصب او الجاه ...
كل،ما يتمنونه ...
وجلّ ما يطلبونه فتات خبزٍ طغى عليه الزمن ليسدون به
الجوع الذي
احتل بطونهم وجعل منها موطناً له....
لا يذوقون طعماً للنوم ..
ان ناموا كان رفيقهم البرد الشديد ونجوم السماء الكثيفة ..
أفرش نومهم كراتين ممزقة يضعون رؤوسهم على إحجار بإحجام مختلفة ...
حتى إذا :
أذن المؤذن ونادي لصلاةِ الفجرِ استيقضوا من اماكن نومهم ...
التي قد تكون :
رصيف - او مكان مهجور - او ربما سوقٍ شعبي ....
يستيقضون متوكلين على الله دون اذونات او مواعيد سابقة لعمل ما ...
فيذهب كل واحدٍ إلى مقر عمله لا يحمل بيديه سوى :
اكياس ُ سوداء ... ليملأها بما يجد من مخلفاتِ طعام ..
فيبحثون هنا وهناك عن رذاذٍ بسيط من بقايا اكل يستفتحون به صباحهم ...
لا يعرفون ابداً...
قهوةً ساخنة..
او إفطارٍ ساخن ...
يبدأون به الصباح الجميل بالنسبة الينا والسيء بالنسبة لهم ....
هل ترون كيف تضايقت انفسنا عند احساسنا بسوء الأوضاع .....
هل فكرنا يوماً وسألنا أنفسنا :
كم أشخاصاً منهم نجد يومياً ؟
أليسوا بشراً؟
ألا يستحقون العيش الهنيء؟؟
ما بالنا لا نذكرهم ؟
أليس لهم حقٌ بهذا الوطن المسكين الممزق جسده ....
ألا يحق لهم أن يحلموا بوطنٍ يكفل لهم عيشاً كريماً ؟
ألم يكن الوطن هو ابوهم المفقود او اسرهم الميتة التي فقدوها ذات يوم؟؟
نسيناكم والهتنا الدنيا عنكم ....
اقول لكم :
عذراً أبطال الكفاح
إني أستسمحكم
انتم من تستحقون العيش
نحن لا نصلح ابداً للعيش
سلامٌ عليكم أيها الشرفاء
سلامٌ عليكم يا منبع السلام
وانموذج التعايش ..
وتباً لنا
فقد قتلنا وطنكم وقتلنا احلامكم ..
تباً لنا ..... تباً لنا .....