لحج نيوز/ إعداد: ميسون جحا - عند سؤاله عن سبب دخول روسيا في الصراع الدائر حالياً في سوريا، تحدث آندريانيك ميجرانيان، خبير في السياسة الخارجية والمقرب من دوائر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطرح عدة أفكار ضمن لقاء أجرته معه صحيفة ناشونال إنتريست، الأمريكية.
يقول ميجرانيان إن قرار بوتين بالتدخل في سوريا "يعد استراتيجية مضمونة النجاح، فإن نجحت الهجمات الروسية، يكون قد أثبت زعامته، وإن فشلت، يستطيع الزعم أن التدخل قد أدى لقتل عدد كبير من الأشرار، وذلك لصالح العالم، وتتحمل الولايات المتحدة وتحالفها مسؤولية فشل العملية بسبب عدم تعاونهم مع روسيا".
عدة أهداف
وبرأي ميجرانيان، لبوتين عدة أهداف يرمي تحقيقها، وأولها دعم نظام الأسد، وتقديم المساعدة لقواته على الأرض، وكذلك مساعدة إيران والعراق وهما يعدان العدة لشن هجوم مضاد ضد المتشددين، فضلاً عن التصدي للمتطرفين الروس والسوفييت سابقاً، والذين يقاتلون حالياً في سوريا، وقد يرجعون إلى بلدهم لإحداث فوضى هناك.
ادعاءات
وفي نفس الوقت، يقول ميجرانيان بأن أزمة اللاجئين في أوروبا والمناقشات التي جرت في الكونغرس الأمريكي حول فشل مشروع تدريب عناصر من المعارصة السورية، كلها أشياء أظهرت فشل الدور الغربي، وعدم وجود بديل معتدل للأسد.
ويضيف "عندما يكون هناك فراغ في النظام الدولي، لا بد لأحد أن يملأه، وفي هذه الحالة، أصبح بوتين هو الزعيم الحقيقي الأوحد العامل على المسرح الدولي".
ورغم ذلك، يدعي ميجرانيان أن "التدخل الروسي لا يتعارض مع المصالح الأمريكية. فالولايات المتحدة لا تريد لداعش والجهاديين أن يتقدموا، كما أن بعض الدول الحليفة لواشنطن، هي التي تمول الجهاديين.
ومن جهة أخرى، تعتبر روسيا "أنه يجب قتل كل من يحارب الأسد لأنه إرهابي، لأن المعارضة تحوي عدداً قليلاً جداً من الإسلاميين المعتدلين المهمشين".
فشل سياستين
كما ينتقد ميجرانيان أفكاراً من قبيل أن تحالفاً عريضاً بين روسيا والغرب في سوريا سوف يكون بمثابة حرب ضد السنة. فقد أظهر دعم للتدخل الروسي صدر عن زعماء إسلاميين بأن موسكو "لا تحارب الإسلام التقليدي".
وبرأي السياسي المقرب من موسكو، كشف تدخل بوتين أيضاً فشل سياستين غربيتين مختلفتين، وهما عزل روسيا ومعاقبتها. والإصرار على رحيل الأسد كشرط مسبق لأي حل.
ويوحي ميجرانيان بأن هناك صلة بين ما يجري حالياً والسياسة الروسية في الأيام الأولى للصراع، عندما اقترحت موسكو التفاوض على مرحلة انتقالية، ولكن الاقتراح لم يقبل، وبدأ الجهاديون في التقدم، وغدا الأسد "أهون الشرين".
الحفاظ على الدولة
وبحسب السياسي الروسي، ليس القصد من التدخل العسكري الروسي الحالي في سوريا دعم الأسد، بل كمسعى للحفاظ على الدولة السورية، وأنه حال تحقق هذا الهدف، فإنه سوف يتم التركيز على دحر جميع القوى المتشددة الموجودة على الأرض السورية.
وقد انتقد ميجرانيان دعوات من قبل عدد من أعضاء الكونغرس والمرشحين للرئاسة الأمريكية، لفرض خط أكثر تشدداً تجاه روسيا جراء دورها العسكري الأخير في سوريا.
ورأى السياسي الروسي أن دعوات من هذا القبيل، كفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، لا تخدم إلا من يحاولون "كسب بعض النقاط".
خزعبلات
وأضاف "نشعر بالراحة لعدم تبني مسؤولين في البنتاغون لمثل تلك الطروحات" مشيراً لتصريحات صدرت عن الرئيس الأمريكي، أوباما، رداً على منتقدي سياسته في سوريا بأنهم يطرحون" خزعبلات".
وعندما سئل عن موافقة هيلاري كلينتون على فرض منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية، أجاب ميجرانيان "هناك فرق بين الترشح للرئاسة وبين أن تكون رئيساً، ومن يتسابقون حالياً لنيل ترشيحهم، يستطيعون قول أي شيء".
ريبة
ورغم ذلك أبدى السياسي الروسي ارتياحه لعدم اتخاذ واشنطن، حتى اليوم، قراراً استراتيجياً بشأن دور روسيا في سوريا، أو إلى أي مدى سوف تتعاون مع العمليات العسكرية الروسية أو تواجهها.
ولكن، كما أشارت ناشونال إنتريست "استقبل بعض الحضور آراء ميجرانيان المؤيدة لعمليات موسكو في سوريا، بريبة. ورأي محرر الصحيفة، جاكوب هيلبرون، أن روسيا تسير نحو" مستنقع".
فيما وافق آخرون على آراء السياسي لدرجة بدا فيها بوتين وكأنه فاق أوباما براعة، وأنه نجح في الإضرار بمصداقية الولايات المتحدة.
|