بقلم/ عادل عبدالاله العصار -
من أطراف الصحراء الكبرى، تنطلق أسراب الجراد، تغزو وتحتل وتدمر وتحرق كل ما تمر عليه.. حصادٌ مرعب للحياة يقوم به مسافرٌ شره زاده وقوته سلة الغذاء وطبقه المفضل يبدأ بكل ما هو أخضر ولا ينتهي عند حدود تدمير أحلام وآمال المزارعين في كل البلدان التي يغزوها ويخلف أشجارها عارية ونباتات محاصيلها بلا فروع وبلا أوراق وبلا محاصيل..
مسافرٌ لايحتاج جوازات سفر وعاصفة لاتحتاج لإذنٍ من ملك غبي أو وزير دفاع أخرق ليلعناها أو يجمعا المليارات لشراء الجيوش والمرتزقة والضمائر والمواقف..
الجراد جيوش لا نهائية الأعداد والرحلات تنطلق أسرابها في توقيت موحد، من أقصى غرب الصحراء الكبرى تطير أسرابها وتعبر الفيافي والقفار والوديان والسهول والبحار وأمام جبروتها يتلاشى جبروت آلات الدمار وأسلحة الفتك وطائرات الشبح وال 16f وصورايخ الباتريوت وطائرات الإنذار المبكر وقرن استشعار شيطان نجد..
جيوش لا تتوقف أجنحتها عن الطيران ولا تهدأ أفواهها عن التدمير تفوق قدراتها قدرات الجيوش، تعبر الحدود يوجهها رادار السماء وتدفعها قدرة وقوة رب الجنود..
محطات وميادين كثيرة تتوقف فيها أسرابها لخوض معارك أحادية الجانب، وبعد رحلة طويلة ومسيرة حافلة بالانتصارات تتوقف في اليمن كآخر محطة في مسيرة غزواتها العابرة للحدود والتي سرعان ما تتحول قوة جحافلها من نقمة إلى نعمة ينتظر اليمنيون مجيئها مستبشرين. وبمجرد غروب شمس أول يوم وقبل ساعات من انتهاء ليلة ضيافتها الأولى يبدأ موسم الصيد وتشتعل النار في كل بيت ويلتهب جمر التنور الذي تنتهي إليه رحلة الجيش المرعب العابر للقارات الذي تتلاشى فرصته في النجاة أو حتى في إعلان الهدنة والانسحاب..!!
إنه سر الله الذي ألهمه الشعب اليمني وأيده به لمواجهة جحافل جيوش الطبيعة، ولأن اليمنيين رأوها نعمة جعلها الله لهم نعمة، أما من رأوها نقمة فقد جعلها الله لهم كما رأوها..
في اليمن سواء جاء الغزاة جرادا أو جحافل بشرية فالكل في نظر اليمنيين جراد وعند اليمنيين لا يختلف موسم الصيد في الحالتين والتنور هو التنور والنار هي النار وسواء تم الشوي والقلي والغلي في صحن البيت أو في صحن الجن أو شعاب الجن أو غلاية العند فموسم الصيد في الحالتين لا يختلف إلا في كون جيوش الغزاة الجراد تتحول إلى وليمة يأكلها اليمنيون أما جيوش الغزاة البشر فتتحول إلى وليمة يقدمها اليمنيون للهوام والكلاب..
أيها الغزاة كونوا جراداً أو جيوشاً أو مرتزقة أو سموا أنفسكم ما شئتم ففي اليمن يبقى الغزاة غزاة وفي اليمن يبقى كل الغزاة جراد.