بقلم/ عادل عبدالاله العصار -
خروج مسيرتين تجسيد للديمقراطية وحرية الرأي والتعبير..
يبدو أن البعض ما يزالون يعيشون مرحلة (الف باء) سياسة ولو لم يكونوا كذلك لأدركوا أن الشعب اليمني اختار الديمقراطية والتعددية السياسية نهجا ثابتا للتبادل السلمي للسلطة ووسيلة حضارية لتجسيد حرية الرأي والتعبير..
وإنطلاقا من هذه المبادئ أصبح من حق كل مكون وحزب سياسي التعبير عن أرائه ومواقفه السياسية بالطريقة والاسلوب الذي يراه مناسبا ما دامت المصلحة الوطنية عنوانه وهدفه الاسمى، وهو الحق الذي لا يجوز لأحد انكاره أو مصادرته أو الحيلولة دون تجسيده كحق يكفله الدستور وتحميه القوانين النافذة..
اليوم وبعد مرور ربع قرن من الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير فإن الحديث عن شق الصف الوطني وتمزيق وحدة اليمنيين إذا ما تم ترجمة وتجسيد هذه المبادئ بخروج مسيرتين أو تظاهرتين -دعا لأحدهما حزب المؤتمر الشعبي العام ودعا للاخرى مكون انصار الله- يعد في حد ذاته غباء سياسيا وجهلا بالديمقراطية مهما حاول البعض تغليف دعاواه بالمصلحة الوطنية ووحدة الصف الوطني..
من حق حزب المؤتمر الشعبي العام التعبير عن أرائه ومواقفه السياسية في المكان والزمان والطريقة التي يراها مناسبة لإيصال مظلومية الشعب اليمني للعالم، ومن حق مكون حق أنصار الله التعبير كذلك عن أرائه ومواقفه السياسية في المكان والزمان وبالطريقة التي يراها مناسبة..
وعلى هذا الاساس نتمنى على بعض المتسيسين أن ينظروا بإيجابية لمثل هاتين الاختلاات والتي نؤكد أنها وحتى وإن تزامنت الفعاليتين وتم اقامتهما في وقت واحد وفي مكانين مختلفين فإن ذلك يعد في حد ذاته مؤشرا إيجابيا يعكس مدى تطور الحياة السياسية وحيوية التعدد والتنوع وتطور الوعي السياسي عند اليمنيين ونجاحهم في ترجمة وتجسيد حرية الرأي واحترام الرأي الاخر وتجاوزهم سياسات ومفاهيم مصادرة وإلغاء الآخر، وهي الرسالة الأقوى التي سيوصلها اليمنيون للعالم ولدكتاتوريات الجوار وللدول المتشدقة بإحترام حرية الرأي والتعبير صباح وعصر يوم السبت الموافق 26 مارس 2016م..