بقلم/د. عبد اللطيف العسالي -
يا سماوات بلادي باركينا
وهبينا عزة النفس هبينا
نحن قوم وهب الله لنا
قوة نسمو بها في العالمينا
فلتعيشي يا بلادي وأسلمي
وأنثري الأنسام حباً وشجونا
فلكي يمم سيفي شطره رافعاً
النصل محراساً أمينا
قسماً ليس للذئب أن يأتي على
كل شبر فيك أو يأتي علينا
قسماً لن يسلبوا منا الهوى
أو ينالوا عزة الإسلام فينا
إننا أسدُ ومن رام العدا
سيرى منا أسوداً لا تلينا
ولكي يشتاط سيفي غضباً
يبقر الجاني ويجتث السموما
إنها أرضي التي عملنا على
أن تعيش الدهر عدلاً ويقينا
يا بلادي أنتي جنة الخلد التي
صاغك الرحمن قرآناً مبينا
...
من يروم الذل منا لحظة
سيعيش الدهر منكوس الجبينا
فاليماني عزه الأرض التي
ارتوى الحب منها والشجونا
كلما خشع الناسك في محرابها
زاده الله شوقاً وحنينا
يمناً زادها الله من عليائه
فوق ذاك الحسن تاريخاً حسينا
إنها الحب الذي في خافقي
هز وجداني وزادتني فتونا
لدعاة القبح لا لن نرتهن
لن نبيع العرض مهما ساومونا
قسما لن يأخذوا منا الهوى
فهواك كله غالِ علينا
قسما لن يسلبوا العز الذي
صاغه الله رب العالمينا
فلقد وهب الله لنا
عرش بلقيس
الذي خطه المجد
وأهداه إلينا
...
نحن قوم يرتقي العز بنا
ولنا في العز سلطانا قديما
إنه الحق قد وحدنا
فتعاهدنا بألا نستكينا
نحن قوم وهب الله لنا
قوة البأس وسر الله فينا
ولنا تسجد كل الكائنات
ولنا تسكب السحب المزونا
هبة الله إنا قد خلقنا هكذا
ليس فينا خائن أو مستكينا
إنها العزة في موطنها
تهب النفس العلا في العالمينا
إنها العزة في مكنونها
إن سيف الحق ممشوقاً لدينا
نحن لا نطلب شيئاً أحداً
والمطايا كلها تأتي إلينا
يا سماوات بلادي باركينا
وهبينا عزة النفس هبينا
إنها ليلة العرس حتماً آتية
والغواني ترقب الفجر المبينا
ترقص الأرض بفرحي طرباً
تبهج النفس تسر الناظرينا
من يطاول عزة أرضي شرفاً
ليس إلا يمني الأصل معطاء كريما
إنه اليمني فتان الهوى
رافع الرأس حراً لا يلينا
سيفه بالله يحمي بلداً
حارس فيها كنمرود حصينا
يا رعاك الله يا مفتونتي
وحماك من سيوف الماكرينا
إنكِ الحب الذي ضاء الدجى
فأضاء الكون عدلاً ويقينا
من لغيرك يا بلادي
سوف يشدو قلمي
بتراتيل الهوى عزاً علينا
...
يا بلادي إن قلبي
يسكب فيك عطره
مثل عاشق زاده الحب فتونا
وإليكي يمم القلب الهوى
وبكِ صابني الحب جنونا
يا بلادي سأصوغ الوجد فيك حللاً
لتقيك البرد أو حر السنينا
يا بلادي
كلما زاغ عقلي عن هواكي لحظة
زادني كأس الهوى كأس الحنينا
قد شربت الكأس
حتى صرت يا محبوبتي
في كتاب العشق مجنون الجنونا
كلما وليت يوماً عن هواكي هارباً
ردد الكأس يا هذا الذي
ملأ الكأس لا زلت عليلا
إن ماء المزن لا يكفي الذي
هام بالعشق سنينا
إنني المجنون في بحر الهوى
وبه لا زلت مفتون الفتونا
...
يا فؤادي لا تسلني كيف
صرت معلول الهوى
فأنا مثلك لست أدري من أكونا
هل أنا عنتر وهاذي عبلة
أم أنا الهيمان في تلك العيونا
يا فؤادي لا تسلني
كيف صار القلب رقاص الهوى
وبه صار الهوى مثلي حزينا
يا فؤادي
إنها ساحرة الطرف التي
تعصر العشاق وجداً وحنيناً
ولقد صاروا بها
مثل مصروعي الهوى
كلما شربوا النخب منها زادهم
كأس الهوى شوق المجونا
إنها اليمن التي تسمو بنا
فوق ذاك الأفق تتحدى النجوما
يا رعاكي الله يا فاتنتي
وحماكي الخالق البر الرحيما
26/ أبريل 2016م
صنعاء