لحج نيوز/ترجمة: فارس سعيد - علاوة على الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن براً وبحراً وجواً، تفرض الرياض، أيضاً، حصاراً على الصحفيين الأجانب والمسؤولين العاملين في حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، في كثير من الأحيان، وتمنعهم من الوصول إلى اليمن، لتوثيق جرائم الضربات الجوية، حيث يلجأ بعض الصحفيين الأجانب للتهرب عبر سفن بحرية عن طريق الساحل الإفريقي للوصول إلى اليمن.
يكشف تقرير مطول، يستقي معلومات وتفاصيل خاصة من كواليس الأمم المتحدة ومجلس الأمن، نشرته صحيفة "بوليتكو" الأمريكية (السبت 30 يوليو/تموز 2016)، عن حصار آخر تفرضه قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، عن طريق منع الصحفيين الأجانب وناشطي حقوق الإنسان من الدخول إلى اليمن، لتوثيق الجرائم التي ترتكبها طائرات التحالف.
يشير التقرير- اعادة وكالة خبر ترجمته ونشره من جزئين (اقرأ الجزأ الأول)- إلى أنه وبمساعدة القوات الإمريكية، استطاعت السعودية فرض الحصار، عن طريق الجو والبحر، وشن هجمات على جارتها الجنوبية.
وبالعودة إلى ما قبل الحرب التي بدأت في مارس/ آذار 2015، يقول التقرير، كان اليمن بالفعل أفقر دولة في العالم العربي. وبحلول سبتمبر، قدرت الأمم المتحدة أن اليمن يتلقي 1 في المئة فقط من واردات الوقود الذي يحتاجه. اليوم، أكثر من 21 مليون شخص في اليمن في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، ويعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
يكشف التقرير، الذي كتبه الصحفي سامويل اوكسفورد، وهو مراسل شبكة "فايس نيوز" من داخل أروقة الأمم المتحدة، أن آخر ضحايا الحصار، كان تعثر وصول الصحفيين الأجانب والمسؤولين في حقوق الإنسان العاملين مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية في كثير من الأحيان الى اليمن.
في مايو 2015، بعد شهرين من التدخل السعودي، وبما أن عدد القتلى من المدنيين في اليمن اقترب من 400، قرر كبار مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن عدم السماح لأي من هذه المجموعات على رحلات الأمم المتحدة داخل وخارج البلاد. في ذلك الوقت، كانت المقاعد على الطرق التجارية التي تديرها شركة الطيران الوطنية اليمنية من الصعب أو المستحيل الحصول عليها؛ بسسب الغارات السعودية المكثفة. وبدلاً من ذلك يتم توجيه تلك الرحلات عن طريق المملكة العربية السعودية، حيث المسؤولين السعوديين يشرفون على كشوف المسافرين.
ويمضي تقرير صحيفة "بوليتكو"، أن الأمم المتحدة حافظت على طائرتها الخاصة بما يكفي لتناسب 27 أو 28 شخصاً. لكن الصحفيين والعاملين في حقوق الإنسان وموظفي المنظمات غير الحكومية محظورون من تلك الرحلات إلى اليمن.
في السياق، كشف مسؤولون بالأمم المتحدة - في اليمن وأوروبا ونيويورك - بالإضافة إلى عدد من عمال الإغاثة - تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم - أن سياسة الرفض تنبع من السعوديين أنفسهم، حيث منعت السلطات السعودية من دخول عدد من الصحفيين، بما في ذلك صحفيون من صحيفة نيويورك تايمز والـ"بي بي سي"، في مايو الماضي.
اقترح العديد من العاملين التابعين للأمم المتحدة، وفقاً للصحيفة الأمريكية، أن قرار السعودية منع دخول الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان إلى اليمن لتوثيق الانتهاكات "يبدو أنه ضد جدول بان كي مون، سيما فيما يخص حقوق الإنسان". السعودية هي من تعطي الموافقة أو الرفض لعمال الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة من الدخول إلى اليمن.
بدلاً من ذلك، بعض الصحفيين قاموا برحلات تكاد تكون خطيرة، عن طريق البحر من الساحل الأفريقي وصولاً إلى اليمن.
أحد الصحفيين، ماثيو ايكينز، وبتكليف من قناة "رولينج ستون" الإخبارية الأمريكية، تم تهريبه إلى داخل البلاد على سفينة، حيث يعتبر من أوائل الصحفيين الغربيين الذين اخترقوا الحصار المفروض من قبل التحالف السعودي في اليمن لتوثيق عدد من جرائم الحرب الجوية.
قال الصحفي، ماثيو ايكينز، إنه قبل رحيله من جيبوتي، أخبره مسؤولو الأمم المتحدة أن السعوديين لا يسمحون للصحفيين الأجانب بالسفر إلى اليمن.
من جانبها، دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري استجابة الأزمات في منظمة العفو الدولية، قالت إنه تم إلغاء رحلتها من جيبوتي إلى صنعاء في أواخر يونيو، وإنها اضطرت إلى السفر من طريق الأردن لتصل في نهاية المطاف إلى اليمن.
ويقتبس التقرير: تعليقاً على ذلك، يقول مسؤول سياسي رفيع في الأمم المتحدة لصحيفة "بوليتكو": "من الواضح أن السعوديين كانوا يدفعون ويبتزون كل من يتجرأ على قول أي شيء، والأمم المتحدة، للأسف، وجدت نفسها محاصرة في تلك البلطجة السعودية". |