بقلم/احمد غيلان -
حينما نقول احذروا شعب اليمن، فإننا نقولها بالصوت العالي واللغة الواضحة والمقصد المطلق للعدو والصديق والمحايد ، ونقولها وبين ايدينا اسفار من الشّواهد التي نتكئ عليها للقول بصوت عال إنّ من يحاول النّيل من الشعب اليمني لن يحصد إلاّ الخسران المبين .
ولسنا بحاجة لنذهب بعيدا للاستشهاد على هذه الحقيقة ، ويكفينا ان نتوقف امام عناوين رئيسية لاحداث ست سنوات مضت ، اكدت لمن له قلب وعقل أنّ هذا الشعب لا تقهره القوة ولا تقصمه العواصف ، ولا تنال من قيمه وحريته مؤامرات الشياطين مهما استجلبت من مفردات الغلبة والقوّة .
إعتقد ( اخوان اليمن ) ان القوة والعنف والاقصاء، هي الادوات الناجعة والناجحة لتحقيق الغلبة ، فتجاوزوا النضال المشروع وقضايا الشعب والارادة الشعبية في 2011 م، فسقط مشروعهم التدميري الاقصائي ، ولم يجدوا بداً من العودة لطاولة الحوار، والسير في طريق المبادرة الخليجية ...
ولانّ ايمانهم بالقوة والعنف والاقصاء ظلّ هو السائد، نكثوا بحلفائهم قبل خصومهم، وركنوا الى القوة والعنف والتسلط والاقصاء ، فسقطت حكومتهم تحت وطأت أنين الشعب الذي ضاق ذرعا بصلفهم ...
ولانّ اعتقاد "الاخوان" متين بجدوى القوة والعنف والتسلط والاقصاء، تجاهلوا سنوات التعايش السلمي التي ابقت على مركز دماج السلفي لسنوات عديدة في صعدة ، ودفعوا بالاختلاف الى المواجهة ، واختلقوا للعنف اسبابا تجاوزت قدرة الشيخ الحجوري على كبح جماحها ، فكانت النتيجة اقتلاع مركز دماج بما فيه ومن فيه ...
لم يحفظ هادي عن "الاخوان" سوى الايمان بالقوة والعنف والتّسلط والاقصاء ، فحاول ان يضرب كلّ قوة بالاخرى ، وحقق شيئا من النجاح - ابتداء على الاخوان - لكنّه شرب من ذات الكأس التي اراد ان يسقيها لكل القوى ، وغادر صنعاء مذموما مدحورا ..
ولان هادي لم يستفد من الدرس، وظل ايمانه بالقوة والعنف والاقصاء والتسلط، فقد غادر اليمن ليجلب كل ادوات الغلبة التي يؤمن بها ( القوة والعنف والاقصاء والمال والتسلط ) فجلب العدوان السعودي الهمجي مسنودا بحلفاء لا حصر لهم، وخزائن اموال مدنّسة لاحصر لمحتوياتها ، وأسلحة لم يستخدم كمياتها ولا تقنياتها ولا قدراتها، محارب من قبل .. لكنّه أمام الارادة الشعبية اليمنية سقط هو وحلفاؤه، وكل قوى العدوان التي تقف معه وتقترف باسمه أبشع جرائم الحروب ضد الانسانية والاديان والقوانين والقيم والاخلاق والحياة ...
وعلى مدار 18 شهراً ماضية، لم يفلح هادي ولا من جاءوا خلفه، إلاّ بتحقيق سقوط غير مسبوق للتحالف الكوني الذي تجاوز ما يطمح به هادي ، كما تجاوز منسوب السقوط الديني والقانوني والانساني والاخلاقي والعسكري الذي وقع فيه كل الساقطين الذين يحتفظ التاريخ باساطير سقوطهم منذ ان خلق الله الارض ..
وحدها الارادة الشعبية اليمنية، بما تملك من قيم الخير والسلام والمحبة والايمان بالله ثم بالحق والعدل وقدسية الاستماتة دون الارض والعرض تسطر اليوم - بابسط الامكانات - فصول الانتصار، ومفردات البطولة، ونبل القيم، وانسانية التعاطي مع القبح مهما اشتدت ضراوته .
نعم هي الارادة الشعبية الحقة، التي يشهد التاريخ انها انتصرت في كل زمان للحق والعدل والسلام ، وقهرت الغزاة الذين قدموا اليها بمطامع الدنيا وقوة الدنيا واسلحة الدنيا وقبح الدنيا ، من البرتغاليين الى الانجليز ، ومن الفرس الى الاحبوش ، ومن الاتراك الى الاعراب ...
وهي الارادة الحرّة الثّائرة الابية التي اطاحت بالمستبدين والمتسلطين والغلاة والانتهازيين والعملاء والمرتزقة ، من المندوبين الساميين، الى الولاة الظالمين، الى الأئمة الرجعيين، الى جيوش الوصاية وسلاطين العمالة ودعاة الزيف وحملة مشاريع التمزيق والفرقة والتعصب والتطرف بكل اشكاله والوانه ومسمياته ..
إنّها ارادة الشعب اليمني العظيم، الذي لا يخضع ولا يركع لغير الله ، ولا يستكين إلاّ للحق والعدل ، ولا يلين إلاّ لقيمة انسانية خلاقة تحترم انسانيته وتؤمن بوجوده وكامل حقوقه ...
فليحذر من تسوّل له نفسه، تجاوز ارادة هذا الشعب وقيمه ، أو إستلاب حقوقه، او المساس بحرّيته وكرامته ولقمة عيشه ، أو التسلط على رقاب افراده، بأي مسمى وخلف أي جلباب وتحت أي ظرف .
ولا عزاء لمن لا يفهم ولا يعتبر..