لحج نيوز/بقلم:علي عمر الصيعري -
كان لرجل ظريف مغنيتان، إحداهما حاذقة حسنة الغناء تنتقي ما يستهويه ويطربه، والأخرى رصينة لا يحب أن يسمع لها صوتاً، وكان إذا غنت الأولى طرب واشتد به الطرب، حتى أنه ليشق قميصه ويمزقه من فرط الانفعال والاهتياج، وإذا أخذت الأخرى تغني قعد يخيط قميصه ويرتق ما تمزق منه.
ومثلما كان لصاحبنا هذا، كان للمشترك مغنيتان إحداهما "قناة الجزيرة" والأخرى "العربية"، فإذا صرحت الأولى بخبابير قتلة الأبرياء وقطاع الطرق ودعاة الانفصال في بعض مديريات لحج وأبين والضالع، وضخمت صور مسيراتهم وشغبهم انشرح لها صدره وامتلأ قلبه سروراً ينم عن شماتة بالضحايا والأبرياء ونكاية بالوطن وأمن أبنائه، فيخرج عن طوره ويشق "عثرته" ويمزق بنطاله.
وقد ثبت على "المشترك" وصحافته والمقاولة معه مدى صيامهم وغيرتهم على "الجزيرة" عندما سحب عليها جهاز البث المباشر، وما أدراكم بالبث المباشر، إذا علمتم أنه "مطبخ" متنقل لذوي النوايا المبيتة والغواية "اللا وطنية"، رغم أن إجراءات وزارة الإعلام سليمة وقانونية وتصب في المصلحة العامة لدرء الفتن والقلاقل عن الوطن، ولأن هذا الجهاز لم يكن مصرحاً به وكان محل شبهة، إذ على ما أذكر إنه كان موجوداً بالمكلا قبل يوم من هجوم "القاعدة" على ناقلة النفط الفرنسية بميناء "ضبة" بحضرموت، وكلكم شاهد ذلك البث المباشر.. نقول جاءت ردة فعل المشترك سريعة إذ ندد بإجراء سحب الجهاز مؤخراً من "جزيرته" مغنيته الفاتنة وبج مقاولوه مقالات استنكار من السلطة إلى حد أن وصف أحدهم هذه القناة بـ"دولة الجزيرة" وشنع بدولة وطنه ووصفها بـ"جزيرة دولة" نائية، وهكذا الوطنية والغيرة على الوطن بتدميره وهز صورته في المحافل وإلا بلاش.
أما المغنية الثانية والتي هي حقيقة أكثر احتشاماً وذوقاً من الأولى ورغم أنه سحب عليها جهاز بث مماثل، فلم يعرها جهابذة "المشترك" وعتاولته أي اهتمام لأنها لا تروق لهم، بل وتذكر "المشترك" بما رتق من قمصانه وخيط من بنطاله.
والمثير أن يبلغ الغضب مما تعرضت له "الجزيرة" عند جهبذ صبار مبلغا بحيث صب جام غضبه على راس قامة إعلامية سامقة في بلادنا، رأست تحرير أول صحيفة صدرت عن المؤتمر الشعبي العام في أعقاب قيامه وهي "الميثاق"، وصاحبنا الجهبذ المتطاول لا يزال طفلاً يحبو في بلاط صاحبة الجلالة، و "قلك" مهنية وأخلاق لا أدري من أين استقاها هذا الجهبذ؟!!.
قال الشاعر:
لسانك عقرب، فإذا أصابت
سواك، فأنت أول من تصيب
أثمت بما جنته فمن شكاها
وفي لك، من شكيته نصيب
أبو العلاء المعري
نقلا عن:الجمهور نت