صباح البغدادي -
يذهب حاليآ المحللين السياسيين وما يدور حاليآ في حواراتهم للصحافة والإعلام والفضائيات العربية ألإخبارية حول معركة أخراج تنظيم داعش المخابراتي من الموصل , بأن هذا هو الأهم حاليآ وتحديدآ لأهل المحافظة والمدن والقرى المجاورة وما ينتج بعدها هي مجرد أوضاع إنسانية يمكن إيجاد حلول لها من قبل الحكومة وقوات التحالف العسكرية الدولية !!؟ ولكن هذا الموضوع قد نعتبره مفروغ منه إذ لم تشارك وبصورة فعالة على أرض المعركة ميليشيات الحشد الإيرانية وميليشيات البيشمركة الكردية! وأكتفى الامر فقط بقوات الجيش والشرطة الرسمية الحكومية والتحالف العسكري الغربي !.
هناك مفاوضات جدية وعلى قدم وساق تجري حاليآ وسط نيران الحرب المسعورة بين ممثلين من قبل قيادات العمليات المشتركة والتحالف الغربي من جهة وبين أهم قيادات داعش لغرض الخروج الأمن من المدينة وتسليمها بدون المزيد من القتال !؟ بالإضافة ما تم تسريبه خلال الساعات الماضية لبعض وسائل الاعلام العربية من خلال مراسليها المتواجدين بالقرب من ساحات القتال : بأن محاور ومنافذ خروج أمنة مفتوحة حاليآ من الجهة الغربية للمحافظة !؟.
ولكن المعركة الحقيقية التي نعتقدها ويتخوف منها كثيرآ أهل الموصل سوف تبدأ بعد أخراج تنظيم داعش , ولان جميع المشاركين في هذه المعركة يريدون حصتهم كاملة غير منقوصة من المحافظة ,والأهم من بين هؤلاء هم مرتزقة الميليشيات الإيرانية والتي لديها خطة مرسومة مسبقة بالسيطرة على المناطق الاستراتيجية بالمحافظة ,وتثبيت وضع تواجدهم العسكري هناك تحت حجة : لغرض عدم عودة تنظيم داعش مرة أخرى للمحافظة !!؟ ولان الأهمية القصوى لهم حاليآ هي أيجاد ممرات أمنة والسيطرة عليها عسكريآ ومهما كلف الامر بالنسبة لهم ,وذلك لسهولة إيصال المساعدات العسكرية والبشرية ومنفذ مهم إستراتيجي لغرض دعم النظام السوري في حربه الدموية مع مختلف فصائل المعارضة السورية ,وهناك كذلك ميليشيات البيشمركة وإطماعها المستقبلية المسبقة في ضم مدن وقرى جديدة الى دولة كردستانهم المزعومة من جهة ,وهناك كذلك التحالف الغربي العسكري المتمثل بالأمريكان والبريطانيين والفرنسيين من جهة أخرى , ويبقى الجيش العراقي محصور ومتفرج بين أطماع هؤلاء ولا يستطيعون فعل أي شيء تجاه مثل هذه الاطماع وتغير التركيبة السكانية والديمغرافية للمحافظة لان الحكومة في المنطقة الخضراء وبشخص رئيس الوزراء حيدر العبادي والمعروف عنه بأنه ضعيف الشخصية ومتردد دائمآ ومتخوفآ كليآ من القيادات الإيرانية السياسية وبالأخص منهم بقيادات الحرس الثوري الإيراني المسيطرين فعليآ حاليآ بصورة أو بأخرى على معظم مفاصل حكومة العبادي السياسية والعسكرية والأمنية منها !!؟.
هناك معركة خفية طائفية مسعورة أخرى سوف تبدأ بعد أخراج تنظيم داعش بين ميليشيات الحشد الإيرانية وميليشيات البيشمركة من جهة وبين الحشد الوطني الذي يقوده محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي والمدعوم عسكريآ من قبل تركيا وقادته العسكريين وخصوصآ بأنهم تقلوا تدريبات عسكرية مكثفة خلال الأشهر الماضية في معسكرات خاصة كان يشرف عليها ضباط أتراك , وهناك الأهم من كل هذا هم العشائر العربية في الموصل والتي ترى بأن تواجد المليشيات الإيرانية بمختلف فصائلها سوف تعيد لهم مأساة ما جرى في محافظة الانبار وصلاح الدين من تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية لمئات من مواطنين هذه المحافظات ! لذا سوف يعملون بكل جد أبناء محافظة الموصل على ردعهم بقوة السلاح ! وحتى ميليشيات البيشمركة الكردية سوف تكون في دائرة القتال وطردهم من محافظة الموصل لان تركيا ترى بتواجد هذه المليشيات الكردية تهديد صريح ومباشر للمكون التركماني وتغير التركيبة السكانية للمحافظة !.
القصف العشوائي المتواصل حاليآ من قبل مرتزقة الميليشيات الايرانية سوف يتسبب بأكبر خسائر بشرية لأبناء المحافظة , !إضافة إلى تدمير ما تبقى من البنى التحتية للمحافظة ! لان هذه المليشيات لا تهمهم سلامة المواطن الموصلي , ولكن يهمهم بالدرجة الأساس تدمير المدينة واستعمال سياسة الأرض المحروقة تحت حجة تواجد أو أخراج تنظيم داعش منها!
والذي يدفع الثمن هم أبناء المحافظة المحصورين حاليآ بين سندان داعش ومطرقة القصف العشوائي ... ناهيك عن الإنتقام الطائفي والتصفيات الجسدية من خلال قوائم معدة مسبقآ بالأسماء والعناوين !؟ المأساة الإنسانية سوف تظهر بأبشع صورها ليس أثناء حكم تنظيم داعش لمحافظة الموصل ولو أنها كانت مأساة لهم ,ولكن سوف تظهر حقيقة أخرى أبشع من سابقاتها بعد أخراج تنظيم داعش وبدء الحرب والمعركة الطائفية المذهبية لتغير التركيبة السكانية والديمغرافية للمحافظة!؟.
إعلامي وصحفي إستقصائي
[email protected]