بقلم/فيروز محمد علي -
إشتقت لمكتبتي بكل ما تحويه من كتب عالمية وعربية ودينية وفلسفية ومنطقية ووجودية .. إشتقت لأوراقي وأقلامي ودفاتري وحروفي الغجرية.
فجأة بعد مغيب طال زمن إتصل وقال: "كيف الحال غاليتي".
قلت له: "عايشة رغم أنفك زائد الجميع".
قال: "الا تردين السلام".
قلت: "وهل تركتم للسلام مجالا".
قال: "مالي آرى وجه صوتك عبوس وحزين".
قلت: "لا عليك هكذا حالي منذ دخلتم عالمي".
قال: "غدا أجمل".
قلت: "منذ حللتم مدينتي لم أرَ أجمل، ولا غدي ظهر وبان له ملامح، ولا وجه مستنير".
قال: "يا سيدتي الا ترين العالم وقف الي جوارنا والقوم تهتف بإسمنا".
قلت: "وذاك ما جعلني في حيرة فجأة إكتشفت ان القوم في السر غير قوم العلانية .. الم أخبرك أحدهم ممن كنا نظنه من شعبنا يعلن للعدو بميعاد قصف عزائنا".
قال: "انك تهولين الامور فليس نحن ممن يبيع شعبنا".
قلت: "صدقت والدليل لم يمت من قومك لا كبير ولا حتى مهرج الا ممن اتبعكم من الغاويين".
قال: "إنك تعظمين الامر".
قلت: "لا عليك ربما لوثة صابت عقلي من هول ماجرى من منكر .. تصرفون ببذخ على أبواق صراخكم من مولد نبوي، وحملة مجهود، حربي الي إجبار تمويل لزيادة مدخراتكم، وتفرضون على الشعب تجرع مرار عاشوركم، وتضيقون عليه العيش من أجل رخاءكم .. لا عليك فقط أهذي ما بي لربما كان كابوس ويوما أستيقظ منه ولا أجدكم".
"صه دعني أكمل ولا تقاطعني انكم تقولوا سوف تديرون شؤون البلاد وتضبطون الاسعار وتزيلون الفساد ولم نرَ شيء مما قلتم .. الغلاء دمر الناس .. تفشى الفساد .. حتى المرتبات اصبحت في خبر كان .. انكم بجدارة تمثلتم بالنازية .. لن نقبل وصاية احد الا بالتقوى والرقية".
قال" "ما خطبك يا بنت الكرام تحملينا المسؤولية".
قلت: "نعم احملكم فلا أجد احدا غيركم نادى بالصرخة وجعل من قلوبنا دامية وكانت جدا ندية
انا زيدية، انا يهودية، انا شيعية، حنبلية، مسيحية، شافعية، انا سنية .. لا يهم مذهبي دام الرب مقصدي فلماذا تجبرونا على اتباع مذاهبكم الدينية؟! .. جعلتمونا مهجرين داخل وطنا ونحن له دوما عاشقين".
قال: "لحظة إنتظري، الم تسمعي بكاء باسندوة حين أخبركم بأن لابد من الجرعة والا تبيتون غير شابعين".
قلت: "الم تعلم انه كان يتفادى هذا اليوم العصيب الأليم .. ارجوكم دعونا نعيش، ولا داعي لان ترقعوا خرقة صراخكم بكلام فلان، وبغيره تستعينون .. كنا نتوقع حين ظهوركم ان الجنة تحت أقدامنا وجعلتم من ارضنا جحيم .. اللعنة تمتهن كرامتنا وتنهب حقوقنا .. صرختم فتنبه عدونا .. زادت صرختكم وجماعتكم انتهزت الفرصة ووقت الضجيج لسرقة أرزاقنا .. زدتم صرختكم فانتبهنا".
قال: يا سيدتي إنتبهي جدا لكلامك..!! .. كيف ولم بهذه الطريقة تنقلبي وتخاطبينا ونحن أخوالك".
قلت: "أرجوك قل لجماعتك وانت منهم ارحلوا عنا .. فقد تجرعنا مرارات مروركم الغير كريم، وفي معيشتنا قتلنا .. ارحلوا فليس لكم مقام عندنا .. ارحلوا قبل ان يفيض الشعب وجعكم وللعالم يفضح ما سترنا .. ارحلوا عن حياتنا، هوونا".
قال: "غاليتي اهدئي".
قلت: "سمعنا وكثيرا جدا أطعنا .. ارجوك ارحل ارحل ارحل دون ضجيج ولا تزعجنا".
قال: "غدا سوف تسمعين هدير أصواتنا".
قلت له: "قد سمعنا زواملكم وإنزعجنا حتى صممنا .. فقط دعونا نعيش ولا تقتلونا فما عاد البدن يحتمل وحشية الجوع ولا الضمأ، ولا تقلي كانوا وكنا".
قال: "ربنا وربكم يقول: ((إن تبتم فخيرا لكم وان لم تفعلوا فأعلموا أنكم غير معجزي الله)) .. وهذا الحكم بيننا وبينكم".