لحج نيوز/بقلم:دلع المفتي -
أحاول جهدي مقاومة الدخول في المواضيع الساخنة التي نالت حقها في النقاش، كملابس الرياضة النسائية وحدودها الشرعية، والتهجم على الليبراليين والليبراليات، وفتاوى «التيك اوي»، وذلك خوفاً من ارتفاع مشاعر اليأس والإحباط عندي، وخوفاً على نفسي من أن أقتنع بأننا ننفخ في قربة مخرومة. وحتى يأذن الله ونجد مفهوماً موحداً يتفق عليه الجميع حول الليبرالية، وعلى سبيل التغيير سأتحدث عن النكد الزوجي، فهو أرحم وأخف وأهضم. فإليكم هذا الحوار:
- مازلت زعلانة من زوجك؟
- .............!!
- هل هناك امرأة أخرى؟
- لا لا لا لا
- إذًا.. ما عندك سالفة.. والحق عليك.
- كيف؟ وهل لا يوجد خلاف بين الرجل وزوجته إلا على امرأة أخرى؟
- حين لا يكون في الجو امرأة أخرى، فكل المشاكل الأخرى محلولة وغالباً الحق عليك.
- كيف يمكنك أن تكون متأكدا أن الحق عليّ وأنت لا تعرف ما المشكلة أصلاً، وهو «أبكم» لا يتفوه بكلمة لأحد؟
- الرجل لا يسكت إلا عندما يشعر انه مظلوم.
- سكوته هو أصل المشكلة. أحيانا أشعر أنه مصاب بداء «الخرسوفينيا»، وهو اسم ابتدعته أنا من كثرة ما يقتلني سكوته.
- الرجل يسكت عندما لا يجد شيئاً نافعاً معها.. فيختصر على نفسه كثر اللغو.
- هل هو طبع عام في الرجال جميعا؟
- لا.. الرجل المحترم هو الذي يسكت، أما الغوغاء فهم لا يسكتون، وصراخهم يسمعه الجيران.
- ولماذا لا يشتكي؟ لماذا لا يعترض؟ لماذا السكوت إذا؟
- هذه وسيلة الرجل السلمية للاحتجاج المدني وهي أرقى وسيلة للاعتراض.
- طيب والحل؟
- لا حل. المشكلة أن الرجل يعامل المرأة كما يعامل رجلا مثله، بينما المرأة تريده ان يعاملها مرة كطفلته المدللة ومرة كندّ له، ومرة كمتفوقة عليه، ومرة كضعيفة مستكينة، وهكذا تضيع الحسبة عند المسكين فيخلط الأدوار.
- نهايته؟؟
- لا نهاية في الأفق يا عزيزتي.. سيظل الأزواج يتشاجرون على مواضيع تافهة، وستظل الزوجات تتفنن في طرق «الزعل والحرد»، وسيظل الأزواج يخترعون طرقاً جديدة للصلح!
وتوتة توتة.. ولن تخلص الحتوتة!
[email protected]