بقلم/ عبدالكريم المدي -
المهندس هشام شرف وزير الخارجية الذي يكاد يصل الليل بالنهار وهو يعمل في وزارته من أجل البلد وإيصال مظلوميته وصوته للعالم وفتح الأبواب المؤصدة وكسر الحصار والعزلة الظالمين والإنتصار للطلاب والمرضى والوجوعى والجرحى والمشردين في الداخل والخارج والقول للعالم :ما يزال هنا شعب صامد يقاوم كل أشكال العدوان والحصار والتآمر، يقع في هذه الجغرافية التي تتناسونها عمدا، واسمه اليمن الأرض والإنسان الذي يُحاصر ويُقصف بكل أنواع الأسلحة المحرمة والذكية التي تلقيها فوق رؤس أبنائه صواريخ وطائرات العدوان على مرأى ومسمع من سبعة مليار إنسان وفي مقدمتهم دول أدعياء الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية ومعهم الأمتان العربية والإسلامية اللتان تُجيدان الصمت وتُحسنان الاستماع والاستمتاع بمشاهد فصول مسرحية الدم اليمني الذي تسفكه المملكة كل يوم. هشام شرف المواطن والقيادي اليمني ،المقاوم والمُقاتل، المدني والعسكري ، يؤمن بوطنه وقيمه ومبادئه ويمنيته التي لم ولن تسمح له بإخراج جوازه الدبلوماسي والفرار مثلكم نحو الأشقاء / الأعداء، أو شرق المعمورة وغربها للنأي بنفسه ,وبقى في أرض أقيال ومكاربة سبأ وحمير، يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ، نجاحاتهم وإخفاقاتهم ، فمن أول قنبلة ألقيت على اليمن بقي صامدا كغيره من الرموز الوطنية والمواطنيين الشرفاء،يتنقل بين مختلف الجبهات يقابل الجماهيرالهادرة في الساحات ،ويقاتل مع المقاتلين الأشاوس في الجبهات،يحمل السلاح بيد والورود والأعلام الوطنية بيد.
هشام شرف الوزير الإنسان ، الوطني العتيد، العنيد عُرِضت عليه كل المغريات التي سالت لها لعاب الكثير من غيره، وكان قادرا أن يبيع القضية في إحدى غرف الخمسة نجوم في الرياض،لكنه أبى، وكان قادرا - أيضا - أن يتبوأ أعلى المناصب بما فيها رئاسة حكومة المنفى،لكنه ابى إلا أن يكون يمنيا ، وكان قادرا أن يحوّل ملايين الدولارات والريالات لحساباته وحسابات من يحب ،لو قبل أن يترجل من على صهوة جواده ويتخلى عن فصيلة دمه وهواه وهويته ، ويتحول من فارس يمني نبيل إلى سمسار وصعلوك طريد.
هشام شرف الذي كان دوما وطوال أيام وشهور العدوان - أيضا - وإلى اليوم، يبثُّ شعاع حيويته وتواضعه بين الناشطين والإعلاميين والسياسيين والبسطاء لا يفوّت لقاءً ولا دعوة من منظمة مدنية ولا فعالية مخصصة لمواجهة العدوان وتعزيز اللحمة الوطنية إلا وتواجد فيها بل واسهم حتى بشراء لافتة بسيطة من راتبه، دافعا ضريبة الوطنية بمختلف الأثمان ومقدما نفسه كخير سند بما أوتي من وسائل، شامخا مع أصدقائه وأبناء وطنه الذين ينافحون عن سيادته ،غير باحث عن التلميع أوبريق الشهرة.
هشام شرف الجذر التربيعي للوطنية وأحد أهم أسرار الحميرية اليمنية المكتنزة في أمثاله كان قادرا أن يكون أحد كبار واهم حملة المبخار في الرياض ويقبض ثمن ذلك.. وكان قادرا- أيضا- أن تحمل إليه المباخرمن قبل أحباب العاصفة لكنه بقي في وطنه يتبخر ببخور الوطنية ومسك الشهداء، بقي يوزع البهاء ويزرع الوفاء، يبذر الأمل وينشر المعنويات ،يبلسم الجروح في كل مكان وفي كل مكلوم وجريح ومحبط ، بقي كرجل إطفاء لحرائق القصف البربري، بقي كخبير سياسي ، واقتصادي ونفسي ، بقي كمناضل وكرجل دفاع مدني ينتشل الضحايا من بين الركام ،بقي إلى جوار الزعيم الخالد علي عبدالله صالح - حفظه الله -، وإلى جوار العَلم الوطني الذي ظل يرفرف خفاقا في جبال عيبان وصبر وعطان نقم وميادين ومواقع البطولة.
هشام شرف لا يجيد التلوّن بألوان الأماكن والبيئات كالحرباء،لهذا لاتتعبون أنفسكم وتحاولون التأثير على شخص مثله خُلق ليكون هكذا ، يحمل فكرا عميقا وقلبا كبير وصدرا واسعا لا تنبت فيه أعشاب التردد وأقنعة التخفي.
الوزير شرف يا أنتم ، مثله مثل أي يمني وأي إنسان ينتمي لمجتمع بشري متعدد ومتنوع ومرتبط بعلاقات اجتماعية قد يكون صهره إصلاحيا ونسبه إشتراكيا ،وجاره سلمانيا وزميل دراسته محايدا، وقريبه مع علي محسن ، وكحال أي شخص ، آخر- أيضا - حصل ابنه أو بنته على فرصة التعلُّم في أميركا أو أوروبا ، وهذه من بديهيات ومسلمات الحياة ومن يحاول الاصطياد فيها ستظل شباكه فارغة إلا من طحالب الخيبة. الجميع يدرك أن تحركاته وأداءه الحيوي المشرف في الخارجية جلب لبعضكم حالات نفسية وإنفصام في الشخصية والوعي والمقدرةعلى إدراك حقائق الإموروالتفريق بين الأشياء، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن السراب في صحارى أوهامهم وفشلهم السياسي وعوالمهم المظلمة التي تُعاني من إلتواء أخلاقي وطغيان الحمق ..الذي طغى على صفات الحلم ، والشك على اليقين،وغير المعقول على المعقول. ومن ذلك ظلوا طوال أيام وربما أسابيع،هي أسابيع تسلمه لحقيبة الخارجية، يبحثون عن قشة يتعلقون بها،وتهمة يلصقونها بهذا الرجل، لكن وكعادتهم لم يضيفوا له إلا وساما جديدا وتقديرا جديدا وإعترافا جديدا بأنه رجل المرحلة وفرس الرهان في الخارجية ودينموالعمل الدبلوماسي والسياسي وواحدا من أهم أوراق حكومة الإنقاذ الوطني التي تراهن عليها.
تحية للوزير هشام شرف وألف مبروك هذا النجاح والحضور اللافت رغم صعوبة الوضع والإنعدام التام للإمكانيات المادية .
وعلينا هنا أن نتخيل كل هذا النجاح والتحركات التي تقوم بها في ظرف قياسي وفي ظل العدوان والحظر الجوي والبحري والبري المفروض على بلادنا،فكيف سيكون عليه الحال لو رفع الحظر حتى جزئيا وما هي النتائج التي سيجنيها البلد كثمار يانعة بذرتها وتبذرها في الحقل الدبلوماسي والعلاقات الخارجية ؟ وفي الأخير امضي معالي الوزير وتذكّر أنها لا تُقذف إلا الأشجار المثمرة. ودمت والوطن وكل شرفائه بألف خير.