نظمت مؤسسة بيت الشعر اليمني والإتحاد العربي للثقافة والإبداع وبالتعاون مع وزارة الثقافة اليوم مهرجاناً ثقافياً وتكريمياً احتفاء باليوم العالمي للشعر"21مارس"واختتاما لدورة الشاعر عباس الديلمي ( أكتوبر 2009- مارس 2010) وتدشيناً لدورة الشاعر مطهر الإرياني(ابريل ـ سبتمبر2010م)وإشهاراً للإتحاد العربي للثقافة والإبداع فرع اليمن"تحت شعار"من أجل ثقافة عربية مبدعة".

وفي مستهل المهرجان الذي أقيم على رواق بيت الثقافة بصنعاء ألقى وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي كلمة أكد فيها على أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر والاحتفال بتكريم عدد من رموز الثقافة والأدب والفن والإبداع تقديراً لعطاء اتهم الإبداعية وإسهاماتهم المتنوعة في مختلف المجالات السياسية والأدبية والأكاديمية والتاريخية والفنية والتجارية وإشهار الاتحاد العربي للثقافة والإبداع .

وقال الوزير إن لهذا العدد من المكرمين دلالته الواضحة على ما قطعه مجتمعنا اليمني من أشواط لا يستهان بها في المجالات الإبداعية المختلفة منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين. مؤكداً استمرار وزارة الثقافة في دعم كل المؤسسات الإبداعية الحكومية وغير الحكومية بما يكفل الإسهام الفاعل في إحداث تنمية ثقافية فاعلة ومؤثرة وباعتبار المؤسسات الثقافية غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني شريكاً أساسيا في خلق بيئة ثقافية فاعلة ونابضة بالحياة.

ونوه بدور بيت الشعر اليمني في إثراء المشهد الثقافي والأدبي في بلادنا. متمنيا للاتحاد العربي للثقافة والإبداع تحقيق النجاحات التي تكفل له تجسيد أهدافه وتطلعاته في خدمة الثقافة العربية والإبداع في كل الأقطار العربية.

من جهته أشار رئيس مؤسسة بيت الشعر الدكتور عبد السلام الكبسي إلى أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للشعر والذي ينطلق بشعار لماذا المعرفية التي تعني الحرية، و ما عداها العبودية عبودية التقليد والاجترار وتصريف الخطابات ومتعاليات الخطاب،والارتهان إلى الخارج والانسلاخ وتنكر الجذور والاتكاء على النظريات وضعف التعليم والافتقاد إلى البحث العلمي وقمع الحريات والتكفير والجهل.

وقال ": إن المعرفية هي الحرية في أن تكون مختلفاً وفي أن تكون أنت لا غيرك في أن تكتب بدمك في احترام القواعد الأصيلة "..منوهاً بضرورة التزام الشاعر بالعروض والوزن في الشعر واحترام نتاج الآخرين، والحرص على تلاقح العقول وتمازج التجارب وانتقال الأفكار وكتابة القصائد بلغة العقل

ونوه الكبسي بتجربة الشاعرين الكبيرين المحتفى بهما مطهر الإرياني وعباس الديلمي تحت شعار"بالشعبي والحميني والفصيح تتجلى عبقرية الثقافة اليمنية"، وخصوصيتهما الإبداعية في مجال الشعر والأدب مستعرضاً نماذج من نتاجهم الشعري والإبداعي .. منوهاً بهذا الصدد بأهمية تكريم الشخصيات الثقافة والإبداعية وفاء وعرفاناً لعطاء اتهم كل في موقعه في سبيل تنمية الوطن .

فيما استعرض رئيس الاتحاد العربي للثقافة والإبداع على محسن الأكوع خطوات وأهداف تأسيس "الإتحاد العربي للثقافة والإبداع " في إثراء المشهد الثقافي والإبداعي في اليمن سيما انه تم اختيار اليمن مقراً رئيساً له ويضم في عضويته العديد من الدول العربية. مشيراً إلى ان الاتحاد يهدف إلى إحياء وإقامة التظاهرات والمهرجانات الإحتفائية بالمناسبات الدينية والوطنية والثقافية وغيرها وإقامة الندوات والدورات التدريبية وطباعة البحوث والمؤلفات والكتب التي ترسخ القيم الإنسانية النبيلة..وأكد الاكوع الأهمية التي يكتسبها هذا الكيان الإبداعي ليكون رافدا حقيقيا لخدمة الحركة الثقافية والإبداعية العربية من خلال عمل مؤسسي يشترك فيه عدد من رموز الفعل الثقافي والإبداعي في كل الأقطار العربية وفق برنامج يعي أهمية الثقافة والإبداع في الارتقاء بالوعي العربي وتنمية القدرات الإبداعية المتطلعة إلى غد مشرق بالجديد .

وأوصى بيت الشعر اليمني في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للشعر بتعميم الورقة التي تحتوي على مختارات لأهميتها وطرافتها - من ردود فسوافا شمبورسكا على قراء كانوا يرسلون محاولاتهم الشعرية إلى صحيفة" الحياة "الأدبية البولندية التي كانت شمبورسكا مشرفة على صفحتها الأدبية وقد انتقت هذه الردود وترجمتها إلى الإنجليزية كلير كفاناج تحت عنوان " كيف تكتب الشعر أو لا تكتبه ", ونشرت على موقع مؤسسة الشعر - حسب المترجم احمد شافعي بمجلة نزوى.

وتضمن البيان جملة من التوصيات والنصائح لكتاب الشعر منها ضرورة أن يشتغل الشاعر المبتدئ على شعره بتصحيح الأخطاء الكثيرة التي تعتروه بالحذف والتعديل مادام الشعر نشاطاً إنسانياً له وجهه الأرضي،وعلى المترجم ألا يخلص للنص وحسب بل عليه أيضاً أن يكشف كل جمال الشعر فيما يحافظ على شكله ويحتفظ قدر المستطاع بروح العصر وأسلوبه.

ونوه بيت الشعر في بيانه بمناسبة اختتام دورة الشاعر عباس الديلمي وتدشين دورة الشاعر مطهر الارياني بدور الشاعرين الكبيرين في الارتقاء بالشعر اليمني وإسهاماتهما في خدمة الأدب اليمني. مشيرا إلى شعراء اليمن المؤثرين من كل الأجيال ومن أجل التواصل بين الأجيال الشعرية وعلاقة كل ذلك بالجمهور وبهدف الرقي بالإنسان ذوقاً وفكراً كهدف رئيس ضمن إستراتيجية مفتوحة وشاملة نتوقع لها أن تكون قد ساهمت إلى حد بعيد في إثارة السؤال الشعري المعرفي الإبداعي لأعلى صعيد الثقافة العربية فقط بل الإنسانية كلها باتجاه الشاعر الكبير ومن أجل نص شعري مختلف.

وأوصى بيت الشعر بأهمية طباعة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الكبير عباس الديلمي أسوةً بغيره ممن طبعت لهم وزارة الثقافة,لأهمية تجربته الشعرية على صعيد التحديث والتجديد منذ السبعينات في القصيدة اليمنية المعاصرة،وأهمية القيم الإنسانية الأصيلة التي تحملها,في التأكيد على المضمون الرسائلي والجانب الروحي, والوطنيات..علاوةً على الحمينيات والشعبيات،وتشجيع الباحثين على تناول تجربة الشاعر نفسه ضمن الدرس الأكاديمي بحثاً ودراسة لتعدد موضوعاتها وتنوع أشكالها مع التأكيد على أهمية كتاباته الأدبية كإبداع يتعلق بالمكتبة السمعية على مستوى العالم العربي.

كما أشار إلى أهمية تجربة الشاعر الكبير مطهر الإرياني على صعيد المشهد الشعري اليمني كشاعر مجدد ساهم في تقديم الثقافة اليمنية الأصيلة من خلال الشعر بأشكاله المتعددة من فصيح وشعبي وحميني، وذلك تحت شعار"بالشعبي والحميني والفصيح تتجلى عبقرية الثقافة اليمنية".

وكان الشاعران المحتفي بهما عباس الديلمي ومطهر الارياني شكرا في كلمتان لهما في ختام المهرجان جهود بيت الشعر، وفيما نوه الشاعر الديلمي بعلاقته المبكرة بالشاعر مطهر الارياني والتي كان لها عظيم الأثر في تطوير تجربته الشعرية أعرب الشاعر مطهر الارياني عن الثناء للشاعر عباس الديلمي. مؤكدا دور الشعر في الحياة و أهمية الإبداع في التنمية المعرفية والثقافية والإنسانية.

كما شهد المهرجان الذي حضره رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رئيس التحرير نصر طه مصطفى ووكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون الشعبية والمسرح نجيبة حداد وعدد من الأدباء والشخصيات الاجتماعية والدبلوماسية تكريم بيت الشعر اليمني لكوكبة من المبدعين والمثقفين وعدد من الشخصيات الاجتماعية و رجال الأعمال تقديراً لأدوارهم البارزة وعطاء اتهم المتميزة في مختلف المجالات .

وفي ختام المهرجان الذي تخلله قراءات شعرية للشاعرين مطهر الارياني وعباس الديلمي تم إشهار الاتحاد العربي للثقافة والإبداع وتكريمه لعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والإبداعية التي أسهمت وتساهم في خدمة الحركة الثقافية والإبداعية في اليمن.