بقلم/بشير المنصوب -
مع ان إيماننا لن يتزعزع بالحكمة القائلة: "إذا نطق السفيه فلا تجبه" إلّا أن للضرورة أحكاماً.. تجعل المرء يتخلى -أحياناً- عن الإلتزام بحكمة السكوت على السفاهات، وخاصة عندما يتمادى السفهاء والأقزام والحاقدون ويتطاولون على قمم وهامات وطنية شامخة، قدّمت للوطن وللثورة والجمهورية والوحدة مالم يستطع تقديمه آباؤهم وأجدادهم من الأئمة والطغاة طيلة فترة تسلّطهم على اليمنيين ومقدرات اليمن لأكثر من ألف عام، كما فشل من جاء بعد تلك القامات والهامات الوطنية في تحقيق أي شيء إيجابي يُذكر للوطن سوى تدمير ما بناه اليمنيون وأنجزوه بجهدهم وعرقهم طيلة أكثر من خمسين عاماً، بالإضافة إلى قتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ والعجزة والمرضى، حتى لو حاول أولئك السفهاء الأقزام إدعاء حرصهم على مصلحة الوطن، بينما هم في الحقيقة ينهشون في جسد الوطن ويثخنونه جراحاً دامية وغائرة، بهدف قتل أي مشاعر وطنية لدى الناس.
• صحيح أن عدم الثقة بالنفس يؤدي إلى الإحساس العميق بالفشل الذريع، وتجعل الفاشلين يلقون التهم جزافاً على الآخرين، وتوجيه سهام إساءاتهم بأسلوب منحط ورخيص ضد الرموز الوطنية الشامخة، إعتقاداً من أولئك السفهاء بأنهم سينالون من تلك الرموز بإساءاتهم وسفاهاتهم، وغاب عن أذهانهم بأن الجميع يدرك بأنهم بممارساتهم تلك وأساليبهم الرخيصة إنما يريدون من ورائها لفت الأنظار إليهم ليس إلّا.. كما فاتتهم حقيقة بأنهم لن يستطيعوا تشويه سمعة وتاريخ أولئك العمالقة الذين ستظل أسماءهم وأدوارهم التاريخية محفورة في وجدان وقلوب كل اليمنيين حتى أولئك الذين كانوا يختلفون معهم.
• النكرة أسامه ساري حفيد نائب الإمام في حوث، الذي تآمر على كثير من الأحرار أمثال حسين بن ناصر الأحمر وحميد بن حسين الأحمر وعبداللطيف بن قايد بن راجح.. وغيرهم، وهاهم الأحفاد اليوم ينتقمون من الثوّار الأحرار، لأن تاريخ أولئك المتآمرين مملوء بالفساد والإنتقام والعنصرية والمناطقية، هذا الساري وأمثاله وأشباهه من سفهاء الواقع الراهن ومن يقف وراءهم ويشجّعهم ويدفع بهم لنفث سمومهم الخبيثة للإساءة للآخرين، ينطبق عليهم مقولة "إذا أتتك مذمّة من ......... الخ" ولأنهم عاجزون كل العجز عن تقديم أي نموذج إيجابي لإدارة الدولة، والمحافظة على مصالح الوطن والشعب، فلا يُستغرب أن يستمروا في بذاءاتهم وسفاهاتهم واعتبار كل من يخالفهم الرأي والموقف أعداءاً للوطن وفاسدين ومتآمرين.
وإلّا.. فماذا نفسّر استمرارهم في الإساءات لزعيم اليمن وباني نهضته الحديثة ومحقّق وحدة الوطن اليمني الزعيم علي عبدالله صالح القائد الصامد والصابر والثابت في وجه العدوان، الذي رفض ويرفض كل أنواع الترغيب والترهيب والعمالة واختار الوقوف إلى جانب شعبه وفي وطنه، برغم ما تعرّض له من إستهداف شخصي هو وأنبائه وإخوانه وأسرته وكل زملائه من قيادات المؤتمر الشعبي العام الذين دُمّرت منازلهم بالصواريخ على رؤوس ساكنيها ومزارعهم وممتلكاتهم؟؟
ثم ألا يدرك أسامه ساري وأمثاله ومن يقف وراءهم ويسير في فلكه بأنهم وبأساليبهم وتخرصاتهم البذيئة يقفون في صف العدوان وينهشون في جسد الوحدة التي تتعرّض اليوم لمحاولات وأد إمامية مرتدة كما هو حال النظام الجمهوري والثورة والحرية والديمقراطية التي تتعرّض أيضاً لهجمة إمامية شرسة ومرتدة بأيدي هؤلاء المتطفلين أمثال ساري والصنعاني والعماد وأبو بارعة والمؤيد وغيرهم، بهدف تمزيق الوطن وتفتيت النسيج الإجتماعي لشعبنا.. وصولاً إلى إقامة كانتونات ودويلات وإمارات صغيرة على أنقاض دولة الوحدة ونظامها الجمهوري الشوروي الديمقراطي.
وهنا سؤال يطرح نفسه بإلحاح، يجب أن يرد عليه أولئك السفهاء الحاقدون: ماذا يشكّل عليهم السفير أحمد علي عبدالله صالح من خطورة وهو الموضوع تحت الإقامة الجبرية في دولة الإمارات العربية منذ أكثر من سنتين بدون وجه حق..؟!
وماذا سيستفيدون من نشر الإفتراءات وفبركة الأكاذيب حول تحرّكات مزعومة للسفير أحمد علي عبدالله صالح بين ألمانيا وفرنسا والخليج -كما يدّعون- ولقاءات وهمية ليس لها أي وجود سوى في عقول هؤلاء الذين ليس لهم من هدف سوى كيل الإساءات والبذاءات التي تعكس أخلاقيات أصحابها، وتزييف وعي الناس..؟؟
وهل الخوف من هذه القامة الوطنية التي تلهج كل ألسنة اليمنيين بالثناء له ولدوره في بناء وتطوير القوات المسلحة اليمنية الحديثة تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الزعيم علي عبدالله صالح الذي تحمّل على عاتقه مسئولية قيادة الوطن وبإختيار شعبي ديمقراطي حُرّ، منذ عام 1978 حتى 21فبراير2012م والذي لم يكن قائداً إنقلابياً كالذين سبقوه أو الذين جاؤوا بعده، وإنما جاء بإرادة الشعب وعبر صناديق الإقتراع، والذي لولا جهد هذا القائد الفذ وحنكته القيادية الرشيدة لما تسنى لكل من تحمّل شرف الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان، من الرجال الرجال الذين ربَّاهم وأعدّهم وأهّلهم (صالح).. ونجله (أحمد).. ولولا تلك الترسانة الهائلة من الصواريخ والأسلحة المختلفة من الدبابات والمدفعية والعتاد العسكري الذي أوجده صالح وورّثه لهذا الشعب اليمني العظيم ليدافع عن سيادته وإستقلاله وسلامة أراضيه، بالإضافة إلى ذلك الإحتياطي النقدي الذي كانت خزائن البنك المركزي مليئة به والبالغ قدره خمسة مليارات وسبعمائة مليون دولار أمريكي وهو المبلغ الذي ورّثه صالح عندما سلّم السلطة بإرادته، واستنفده وعبث به هادي ومن تحالف معه..؟!!
أليس الأفضل أن يتّجه الجميع لتوحيد الصفوف وحشد الطاقات لمواجهة العدوان وتعزيز الجبهة الداخلية، والإبتعاد عن المناكفات والإساءات والشخصنة الذي يحاول البعض تكريسها في كتاباتهم وممارساتهم من منطلق أن (الطبع غلب التطبّع)، ومن ثم التفرّغ لبناء الوطن وترسيخ أُسس الدولة ومقوّماتها الدستورية والقانونية، وإتاحة المجال لليمنيين ليختاروا حكَّامهم بإرادتهم الوطنية الحرّة وعبر صناديق الإقتراع، وبعيداً عن أساليب الفرض بالقوة والوصاية والإكراه..؟؟!!