بقلم/طه العامري -
هناك فرق بين الامس واليوم والغد فالامس صنعناه واليوم فرض علينا والغد سنشكله كما نريد لا كما تريده الاحداث لاننا نحن من نصنع الاحداث ونحن من نتحكم بنتائجها ، تلكم هي خلاصة الإرادة البشرية لمجتمع ضارب جذوره في اعماق التاريخ الإنساني ، مجتمع يبحث عن السكينة والاستقرار والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ، هذه الحقائق او المطالب إذا ما تحققت لا يهم من يحكم ولا يهم من يتزعم ففي مراحل تاريخية سادت هذه القيم واعتلت عرش الحكم النساء فانقاد خلفهن اباطرة وفرسان وعظماء كانت الارض تهتز تحت اقدامهم ان مشوا ، لم تقول ( بلقيس ) ساحكمكم بكتاب الله ولا بسنة الانبياء ، ولم تقولها ( اروى ) المكرمية التي دان لها رموز ووجهاء كل المذاهب والمدارس الدينية ، لأن العدل أساس الملك وليس المذهب والعدل سمة إلآهية ومطلب رباني والله سبحانه وتعالى امر عباده وقبلهم انبيأئه ورسله بتطبيق العدل ومقاومة الظلم الذي حرمه على نفسه وعلى عباده ، اعطونا عدالة راسخة ومواطنة متساوية وحققوا لنا الامن والاستقرار ، واحكموا كما تريدوا وبمن تريدوا فوالله لو حكمنا ( موحد ) لن يضمن لنا الجنة ولو حكمنا ( ملحد ) لن يخرجنا من الجنة ايظا ، لان الجنة والنار امرهما اولا بيد الله سبحانه وتعالى وثانيا بيد المر الذي عمله فقط يجعله من اصحاب الجنة او من اصحاب النار ، وليس هناك مخلوق علىوجه البسيطة يملك حق إدخال كائن من كان للجنة او للنار ..!!
أن الدين انزله الله عبر الانبياء والرسل وجاء خاتم الانبياء والمرسلين بقوانين وتشريعات من عند الله ولم يكلفه الله بفرض تشريعاته على العباد وأنما قال سبحانه مخاطبا رسوله الكريم ( عليك البلاغ وعلينا الحساب ) وقال سبحانه ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ولهذا اوجد سبحانه الجنة والنار وقال الجنة لمن اطاعني والنار لمن عصاني وانا الرؤف الرحيم اعذب من اشاء واغفر لمن شاء ..وبالتالي ووفق لتعاليم السماء ليس هناك بعد رسول الله صل الله عليه وسلم من يزعم إنه مكلف من الله بمحاسبة عباده الذين لم يحاسبهم رسوله المصطفى ولم يعاقبهم ، بل قال ( انا عبد الله ) وحسب ،صلوات الله وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله ما اعظمك وانبلك وما احقر وابشع بعض منا يزعمون انهم يقتدون بك وهم ابعد منك بعد السماء عن الارض ..
إذا كونوا على ثقة بان الغد نحن وانتم وهم من سيشكله ليس بناء على تعليمات لاهوتيه وكهنوتيه بل وفق قيم واخلاقيات سماوية عادلة تستوطن قلوب ووجدان وذاكرة البشر ممن امنوا واحسنوا وامنوا واتقوا وامنوا وازدادوا تواضعا لله وخوفا منه واصبحوا يرون في عبوس وجوههم ذنبا وفرية كبرى ، لذا يستغفرون الله إذا ما عبست وجوههم ، فالبسمة بقيمهم صدقة والكلمة الطيبة واجب ديني واخلاقي وهولا موجودون على الارض ويعيشون بيننا وهولاء هم لا دونهم من سيشكلون المستقبل او الغد وسيذهب عشاق الدنياء وتجار الدين الى حيث يجب ان يكونوا انهم غثاء وعنوان فتنة ولمثلهم اوجد الله الحساب والعقاب. .