لحج نيوز/خاص:صنعاء - شارك المئات من وجهاء وعقال وأهالي مديرية السبعين وسط العاصمة صنعاء، صباح اليوم، في وقفة احتجاجية للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم الشديدين إقدام مسلحين بلباس مدني يقودهم أحد المشايخ على السيطرة على الجزء الجنوبي من حديقة 26 سبتمبر والتي تعد آخر متنفس للمديرية -حد قولهم.
ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات كتب على بعضها: (نناشد المجلس السياسي الأعلى التدخل لإيقاف المتنفذين من بيع حديقة 26 سبتمبر ومرافقها)، (لا لبيع الحدائق والممتلكات العامة).. وجاب المشاركون بالوقفة التي دعى لها وجهاء وعقال ومشايخ المنطقة، شوارع الحي، رافعين اللافتات والعلم الوطني.
واتهم بيان صادر عن الوقفة -حصلنا على نسخة منه- الشيخ/ حميد حسين العصيمي ومسلحين تابعين له، بالإستحوذ على الأموال والممتلكات التابعة للدولة.
وناشد البيان، أمين العاصمة وأعضاء المجلس المحلي، بضرورة فتح ملف للتحقيق في هذه الجريمة التي تعد إنتهاكا صارخا لكافة القوانين، لقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه الإضرار بممتلكات الدولة العامة.
من جانبه، قال الشيخ/ محمد دبوان -أحد وجهاء المنطقة، إن المسلحين الذين يقودهم أحد المشايخ إستغلوا الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن ليدعوا ملكية الجزء الجنوبي لحديقة 26 سبتمبر التي يعرفها جميع أبناء العاصمة صنعاء كحديقة عامة وداخلة ضمن كافة المخططات منذ قيام الرئيس الحمدي -رئيس الجمهورية الأسبق- بوضع حجر الأساس لها بمنتصف سبعينيات القرن الماضي، مضيفا في كلمة له خلال الوقفة: (ليس من المنطق أن يظهر من يدعي ملكيته لحديقة عامة بعد مضي زهاء أربعة عقود من تأسيسها، ويحاول الإستيلاء عليها بقوة السلاح، ومستغلا في ذلك ظروف اللا دولة التي تعيشها بلادنا اليوم عقب العدوان الذي يشنه علينا العالم أجمع).
وأوضح دبوان: إن هذا الإعتداء الآثم على المال العام، يمثل جريمة قانونية ينبغي أن يتكاتف الجميع لمنعها، وتعتبر في الوقت ذاته خطوة محمومة تنبأ بالإستيلاء على كافة أراضي وعقارات الدولة في البلد ككل، ولكن هذه المخططات لن تمر، فأهل المديرية كافة أجمعوا على ضرورة استخدام كافة السبل والوسائل القانونية، لمنع هذا الاعتداء الآثم على أموال وممتلكات الدولة.
وعلى السياق ذاته، فقد أكد الدكتور حسين محمد سلام -أحد أبناء المنطقة- أن أرض الحديقة مازالت على مر التاريخ مطمع لكثير من رجال الأعمال والنافذين الذين يحاولون عقد الصفقات للسيطرة عليها وإمتلاكها مع قلة من مسؤولين مرتشين سكنت ضمائرهم القبور فاستباحوا المتاجرة بأموال الدولة وعقدوا صفقات مشبوهة تم تدبيرها في ليل مظلم، مؤكدا على أن أرض الحديقة بكاملها قامت الدولة في السبعينيات بتعويض ملاكها الأصليين، ورغماً عن ذلك، يحاول عدد من المتاجرين بحقوق اليمنيين البسطاء استباحها، مُستغلين في ذلك الفترة الصعبة التي يمر بها البلد.
وقالت أم إلياس، إحدى المدرسات في المديرية، إنها ككثيرين وعت على الدنيا، وحديقة 26 سبتمبر على الواقع، إلا أنها فوجئت خلال الأيام القليلة الماضية بمن يدعي ملكية الأرض، مضيفة: على الجميع أن يحترم الأموال والممتلكات العامة للدولة، ولا يمكن لقيادة المديرية أن تسهل اقتحام الحديقة وتسخير الأجهزة التابعة لها لذلك، في حين من المفترض أن تكون هي أول من يدافع عن المال العام، لافتة إلى أن الحديقة أصبحت ضمن المخطط الإستراتيجى للدولة منذ ما يزيد عن أربعون عاما.
وكان مسلحين بلباس مدني، معززين بآخرين يرتدون الزي العسكري على متن عشرات الأطقم، أقدموا الخميس الماضي على الإستيلاء على حديقة 26 سبتمبر وقاموا بتطويق الأحياء المجاورة لحديقة، وهو ما أثار الهلع والخوف والفزع في نفوس النساء والأطفال الذين كانوا بداخل الحديقة.
وتأتي تلك الوقفة بعد تكرار محاولات الإستيلاء على الجزء الجنوبي من أرضية حديقة 26 سبتمبر، في حين أنه من المقرر أن ينظم أهالي مديرية السبعين غدا -الأحد أو بعد غدا الاثنين- وقفه احتجاجية أخرى، أمام مقر أمانة العاصمة -كجهة صاحبة حق- والتي تعد بداية لخطوات تصعيد مماثلة، ضد محاولة مسلحين السطو على الحديقة، ويتضامن مع أبناء المديرية عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وإعلاميين ومنظمات مجتمع مدني وآخرين.
وتعتبر حديقة 26 سبتمبر واحدة من أهم الحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة والتي تخدم ما يربوا على خمسين ألف نسمة، وتم تأسيسها في منتصف العام 1975م، أبان تولي الشهيد إبراهيم الحمدي رئاسة الجمهورية. |