صنعاء- خاص - قام طلاب دار رعاية الأيتام وممثلون من عدة دور أيتام بالعاصمة صنعاء بأول وقفة احتجاجية أمام المحكمة الجزائية بالعاصمة صنعاء, وأثناء الوقفة خرج رئيس النيابة الجزائية, الذي أوضح للمحتجين أن القضية لم تحول إلا منذ أسبوع ونصف للنيابة الجزائية, ونظرا لإضراب الوكلاء والقضاء لم ينظر فيها, مؤكدا أن ذلك وضع استثنائي, وقد تم تكليف قاضي بالذهاب إلى بحث محافظة صنعاء, مكان احتجاز القتلة والبدء بالتحقيق معهم, وتحويلها للمحكمة في أسرع وقت ممكن؛ ليأخذ القانون مجراه.
من جهة اخري كان طلاب دار رعاية الأيتام الذي ينتمي إليهم الشاب الجمال قد بعثوا بمناشدة يطالبون بسرعة القصاص من القتلة.
نص المناشدة
نحن طلاب دار رعاية الأيتام نناشد الجهات المعنية بالإسراع بالقصاص من القتلة, الذين لم يتم القصاص منهم منذ خمسة أشهر رغم اعترافهم بالقتل وسرقة الموتور الخاص بزميلنا عبدالغفور الجمال, ونحن نحملهم كافة المسؤولية.
نرجو التعاون من الجميع كونه يتيم أولا ومواطن يمني قتل ظلماً.
وكان الشاب عبد الغفور الجمال قد قتل في صنعاء من أجل نهب دراجته النارية, وهي جريمة حركت غضب اليمنيين ودعوات للاحتشاد لمحاكمة القتلة.
ففي ظلمة صنعاء لايزال الموت يتخبط في أهلها دون تفرقه فما بين المرض والغارات والقتل الخطاء تموت ضمائر البشر لتتحول إلى ذئاب مفترسة تسعى الى سفك الدماء, وهذا ما قامت به عصابة تتكون من ثلاثة أشخاص من قتل شاب يتيم في صنعاء وسرقة دراجته النارية.
لم يكن الشاب اليتيم عبد الغفور الجمال ذو الـ 17 عاما يعلم أن خروجه بعد المغرب للعمل على دراجته النارية ليجمع مصاريف حياته سوف يكون آخر أيامه, التي سعى من أجل أن يحسنها للأفضل.
بينما يقف بين البرد ويكافح من أجل توفير مصاريف لحياته, التي كانت صعبة لطفل يتيم في طفولته وكافح في بداية شبابه من أجل توفير مبلغ مالي؛ لشراء دراجة نارية, التي عول عليها الكثير وبنى عليها طموحاته في بلد يتخبطها الموت من جميع الاتجاهات .
في مغرب يوم الأربعاء الموافق 5/ ابريل /2017 كان الشاب الجمال يقف على دراجته النارية ينتظر أحد ليقوم بتوصيله لكسب لقمة عيشه فاجأه شخصان أخبروه بأنهم يريدون مشوارا إلى خلف المسلخ المركزي.
لم يكن أمام الشاب اليتيم الجمال إلا الموافقة برغم بعد المسافة لكن من أجل أن يجمع بعض مصاريفه لتساعده, وافق وركب معه الشخصان وتحركا باتجاه المكان المتفق عليه.
وعند وصولهم إلى المكان ابتسم لهم الجمال بابتسامته التي تخفي خلفها مواجع يتيم ومعاناة طفل حرم من حقه في الحياة وأخبرهم بأنه يريد الحساب.
إلا أن القتلة كان لهم طريقة أخري في دفع الحساب؛ فقد كان هناك فرد آخر للعصابة قام بإخراج مسدس وأطلق رصاصة في رأس عبد الغفور الجمال, دون أي سبب إلا برغبتهم في القتل والنهب وسرقة دراجته النارية.
قاموا بأخذ الدراجة النارية وتركو الجمال في الأرض مضرجا بدمائه قبل أن يغادروا المكان وما هي إلا لحظات حتى اجتمع المواطنون ليشاهدوا من هذا الشاب المقتول ولماذا قتل.
تمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال العصابة الإجرامية, التي اعترفت بقتل الشاب اليتيم عبد الغفور الجمال, وقالت إن قتله كان من أجل سرقة دراجته النارية.
تم إيداع القتلة السجن وحتى الآن بعد مرور أكثر من خمسة أشهر لاتزال قضية الشاب الجمال حبيسة أدراج المحاكم.
|