زعفران علي المهنا - أن تقف موقف الحائر وأنت ترى الكل قد انشغل بمجريات الأمور من الساسة والنخب والجمهور العام بمراقبة أفعال عُشاق «النظرية السفسطائية» على واقع البلد، متجاهلين كل ذلك الدمار والمكائد الرخيصة على الوطن لنُسهم في تطبيق تلك النظرية التي فرضتها قوى المجهول وهي تنص على «إن لم تكن معي فأنت ضدي» لذا يطرح السؤال نفسه حول ما هو السر وراء ملامح التغييرات التي طرأت في واقع الوطن بعد مرور تسعة عشر عاماَ على الوحدة ؟! «ومن هم مع، ومنهم ضد »..؟! ومن المسئول عن كل ذلك التخريب والاعتصامات والمظاهرات وعن تعبئة الناس..؟! وكيف تشكلت ثقافة الاختراقات لكياننا الثقافي والاجتماعي؟! وماهي أهم الثغرات التي ولج منها الطامعون والطامحون في تطبيق « نظرية السفسطائيين» وهم يرقبونا من مكان بعيد؟!!.
لذا يجب أن نعيد النظر في تحليل الأحداث ومحدثيها وتطوراتها وآثارها على الوطن والناس فلابد أن ثمة أموراً جساماً حدثت مع جملة التغيرات والتقلبات داخل هذا الوطن الغالي ومهما وجدنا غصة تؤلمنا ونحن نعيد النظر فيما حدث في السنوات الأخيرة، فلا بد أن نقف الآن لنتأمل ماذا يجري وكيف لنا أن نفهمه ؟!
إنها دعوة لكل الأنقياء للنظر في أحوالنا من جديد لنُقيم وضعنا ونراجع ما أفرزته الأحداث فقد ذهب الانفصاليين وذهب معهم كل دعاة نظريتهم ولكنهم عادوا من جديد بوجوه جديدة وقد أوغلوا بالعمالة والخيانة والارتزاق وتشبّعوا بـ “ النظرية السفسطائية” لذا توجب علينا أن نجد معالجات توقفهم عند حدهم ونقول لهم وداعاً إذا لم تأخذكم عقولكم إلى التفريق بين مصالحكم وبين ثوابت الشعب اليمني الوحدوي الحر الذي لن يقبل أن يعود إلى الوراء في سبيل تحقيق هذه المصالح الخاصة بكم، ولا تظنوا أنكم أفلحتم عندما ضحكتم على عقول البعض من المغرر بهم والجاهلين بتفاصيل “حواديتكم” القذرة وبنظريتكم التي لا تلقى منهم بالاً، قدر ما أثرت بهم وعودكم الكاذبة لهم بإحالة حياتهم إلى جنة بينما كنتم تأخذونهم إلى الجحيم كل ذلك لأجل أن تحققوا مصالحكم ومآربكم الأنانية، فقد صلبتم أرواحهم بأيديكم في أكثر من مكان، وقد أثخن المرتزقة والخونة في الأرض فساداً بقدر الحقد الذي يتوطن صدورهم ضد الوطن.. ظانين كل الظن أنهم بذلك يفقدون الإرادة الحكيمة قدرتها على تسيير الأمور وهم يتنقلون في غرف تلك الفنادق ذات الصقيع الخالية من دفء الوطن مراهنين بذلك على قدرات تلك الفئة الغافلة التي أصبح واجباً عليها أن تصحو من غفلتها وتدرك كيف سُيرت في طريق الباطل باسم الحق والجور باسم العدل عبر قنوات استفزازية ما وجدت إلا لتضع يدها مع أيدي الخونة تحت مسميات عده نذكر أهمها: مكافحة الفساد، وتطبيق الحكم الرشيد والقضاء على الغلاء والبطالة والمطالبة بحقوق المرأة وعندما تضيق بهم السبل تصل بهم الجرأة والوقاحة حد استخدام الإرهاب في محاولات يائسة للنيل من الوطن ووحدته المباركة، فبئساً لهؤلاء وما يفعلون!!
|