عادل كريم - في إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية التي ستنطلق قبل نهاية سبتمبر 2018 أصبح الوضع الداخلي في ليبيا أكثر حدّة. فيؤثر هذا الوضع على الناس العاديين وقبائل وطوائف ليبيا. ويدرك ليبيون أن اختيارهم سيحدد مستقبل البلاد.
وهكذا، يعتقد كثير من زعماء القبائل والليبيين العاديين أن يعتبر الآن خليفة حفتر الشخص الوحيد القادر على توحيد البلاد المقسمة وتوفير الأمن والاستقرار فيها. بالإضافة إلى ذلك يعتبره الكثير من الناس الرجل سيعود السلام والازدهار للبلاد.
يعتقد ممثلو المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية أن الوضع الحالي في ليبيا تأثره السيطرة على الفوضى التي تهدف إلى إطالة أمد الأزمة السياسية والاقتصادية.
ويقدّر المحللون أن مثل هذا الرأي يشهد المزاج العام في البلاد. ووفقا لمصادر مختلفة بدأ المزيد والمزيد من الناس في ليبيا يدعمون القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية خليفة حفتر. وهذا أمر يدلل عليه أيضا تزايد نفوذ حفتر في العالم العربي.
وخلال اللقاء الذي جرى يوم 25 يوليو في باريس عقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اجتماع بين رئيس الوزراء الليبي فايز السراج والمشير خليفة حفتر. وأدت هذه المحادثات إلى إعداد خارطة طريق للخروج من هذه الأزمة في ليبيا وتوقيع اتفاق الهدنة بين الطرفين.
بالإضافة إلى ذلك خرج ديسمبر الماضي أهالي مدن طبرق وبنغازي وطرابلس بمظاهرات مطالبة بتفويض المشير خليفة حفتر بتولي رئاسة الدولة الليبية. ويعتقد كثير من الليبيين أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج لم تعد شرعية. يدين معظم المواطنين الليبيين سياسة السراج التي أدت إلى تشكيل الفصائل المختلفة تسيطر عليها الدول الأجنبية مثل تركيا وقطر.
وتمسك القبائل الليبية بنفس الرأي. يبدو أن زعماءها يظهرون دعم حفتر بسبب اعتقادهم بأنه يمكن أن يكون الشخص الذي يقف الرعب والإرهاب في البلاد ويدمّر الجماعات المتطرفة التي تمنع استعادة الحكومة.
من الواضح أن في الوقت الحاضر ينقسم الليبيون على ذاتهم بين المجموعتين السياسيتين. ومع ذلك، يدرك عدد متزايد منهم أن يحدد اختيارهم مصير البلاد. وهذا هو السبب لأنهم مستعدون لتخلص من جميع اختلافات الماضية وتوحيد جهودهم في إطار الهدف المشترك العام فهو استعادة السلام.
|