بقلم/عارف الشرجبي -
.العدوان الثلاثي الغاشم الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا على سوريا الشقيقة فجر اليوم وعدوان التحالف الدولي الذي تقوده المملكة السعودية على اليمن منذ ثلاث سنوات أكد وبما لا يدع مجالا للشك أن المجتمع الدولي بأسره قد أصبح خانعا وتابعا للهيمنة الصهيوامريكية التي تسير العالم باستخدام سياسة العصا والجزرة لتحقيق مصالحهم الاقتصادية والسياسية والعسكرية وتحديد مناطق النفوذ.
من الواضح أن هناك تفرد في الهيمنة الغربية على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي صوت عصر اليوم ضد مشروع قرار إدانة العدوان على سوريا الذي كانت قد تقدمت به روسيا الاتحادية. وهو ما يؤكد أن المجتمع الدولي أصبح دمية في يد هذه القوى وهذا الأمر اتضح في أبشع صوره حيال ما يدور من مذابح ومجازر في اليمن وسوريا من قبل قوى الشر والعدوان.
لقد وقف مجلس الأمن الدولي اليوم يدين مجازر افتراضية ( لم ترتكب ) من قبل النظام السوري كما يدعي الغرب ودول الهيمنة والاستكبار العالمي ليبرر تلك الضربات والعدوان الصهيوامريكي الغربي على سوريا بحجة قتل المدنيين كما يدعون. وفي الوقت الذي يبحثون عن حجج واهية تدين النظام السوري نجد مجلس الأمن والمجتمع الدولي يتجاهل كل المجازر والقتل الجماعي بحق أطفال ونساء اليمن مستخدمين اقوى وافتك أنواع الأسلحة المحرمة دوليا علاوة على الحصار المفروض برا وجوا وبحرا من قبل السعودية وحلفائها ضد اليمن وشعبه ورغم ذلك لم جد أيا من دول العالم. تقف لتنقذ اليمن مما تتعرض له تحت غطاء سياسي من قبل مجلس الأمن ودول الغرب التي أباحت الدم اليمني طالما كان المقابل تدفق المال السعودي الى خزائنهم.
لقد ثبت للعالم اجمع وباعتراف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن العدوان على اليمن قد استخدم أبشع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والقنابل العنقودية وبرغم ذلك نجد مجلس الأمن قد أصبح أداة طيعة بيد دول العدوان دون أدنى خجل أو التزام بالأعراف والمواثيق الدولية بما فيها تلك التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي التي لاتجيز قتل المدنيين والأطفال والنساء بل وحتى المعسكرات التي لم تتدخل في المعارك الدائرة بين أطراف النزاع أيا كانت الدول التي.
مفارقات عجيبة للأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان يكيلان بمكيالين حيال القضايا المطروحة عليهما إن لم يكن قد أصبح المجلس هراوة غليظة بيد دول الهيمنة والصهيونية العالمية التي تسيطر على مراكز صنع القرار الدولي منذ إنشاء هذه المؤسسة الدولية التي لم تنشا إلا لتتحكم بمصير العالم وتسخيره لخدمة الصهيونية العالمية ودول الغرب.
الغريب في الأمر هو الموقف لروسي المستسلم والمهادن حد التعايش مع لتلك الهيمنة الغربية على مجلس الأمن والمجتمع الدولي رغم ما تعوله شعوب وحكومات العالم المستضعف على روسيا لتنقذه من الهيمنة الغربية فقد بدا الدب الروسي أكثر شيخوخة عما كان عليه اثنا الحرب الباردة نظرا لمكانته كدولة عظمى فقد بدت روسيا في موقف حرج لا تحسد عليه حين تترك حلفائها يتعرضون للعدوان والابتزاز السياسي والاقتصادي والتدمير دون أن تتخذ موقف يليق بروسيا كدولة عظمى غير انه على ما يبدو قد نجح الغرب في استخدام سياسة العصا والجزرة مع روسيا والصين وغيرها من الدول التي تظهر معارضة أمريكا والغرب في الوقت الذي تثبت الأحدث أن الجميع قد أصبح في بيت الطاعة الصهيوامريكية دون أدنى حرج.