لحج نيوز:بقلم:أنيسه جبر الصيادي -
أجمل ما ينعم به الإنسان هو أنه يستطيع التعبير عن مكنونات نفسه فقد حباه الله لسانا يتكلم به ويوضح به عما يجول بخاطره وفي قديم الزمان كان الرقص والإشارات وسائل تعبير حتى تعلم الإنسان النطق والحديث وصارت هناك العديد من اللغات السامية الحديثة والقديمة التي وجدت ولا زالت وعبر العصور كان الإنسان يسير في خطى سريعة للاستفادة بهذه النعمة عبر منافذ عده منها الجميل ومنها القبيح فكان الشعر والغزل والحكم والأمثال والغناء ومنها أيضا التعبير عن الرأي ونقد الأوضاع والاشاره إلى مكامن الخلل والفساد وبلادنا وبعد ميلاد دولة الوحدة انتهجت حرية التعبير وكان بندا أساسيا من الحقوق المكفولة دستوريا فسار اليمنيون على هذا المبدأ كلا يعبر عن رأيه وعما يشعر به ملتزما بمبدأ النقد البناء وكلا تحت مضلة الدستور ورغم ما مضى إلا انه يسؤءني كثيرا ما يتعرض له حملة الفكر والأقلام من محاربة شديدة وقمع وإرهاب وذلك لكسر أقلامهم وإثناءهم عن ممارسة الحق الدستوري المكفول فالحكم الذي صدر بحق الأخ حسين اللسواس كان جائرا جدا وشديد القسوة ورسالة واضحة إلى توجه مرفوض نحو قمع الحريات وتهديدها . ماذا جنا اللسواس غير أن تحدث عما رآه واقعا أمامه وماذا خط قلمه ليكون تقييد حريته لمدة عام هي الحكم ؟ لا أرى إلا أننا في زمن المقاييس المغلوطة ففي حين يترك القتلة والمجرمون والمرتدين أحرارا أمثال الحوثي والفضلى بل ويدعوا إلى خوض غمار السياسة كأن لم يفعلوا شئ كأن لم يقتلوا أحدا كان لم يخونوا وطنا ها نحن وبكل ما أوتينا من قوة وعنفوان نتوقف بحزم أمام ما كتبه اللسواس لنقاضيه ونحاكمه وندينه ونخرج مفتولي العضلات ...يا له من زمن العار فيه شرف والشرف فيه عار . هل أخطأ اللسواس أم لم يخطئ ؟ لا يكون هذا الحكم سوى نوع من توجه جديد نحو القمع وتكميم الأفواه ومهما كان ما كتبه اللسواس لا يرقى أبدا إلى مستوى إصدار حكم بالسجن وعليه أتمنى أن يقف كل صاحب فكر وقلم وقفه واحده رافضه ومنددة بهذا الحكم الجائر وهذه السياسة الجديدة المرفوضة فقط أحببت أن يعلم الجميع أن كل ما جناه اللسواس ليحكم عليه انه أشار إلى أوضاع موجودة في المحا فضه ومشاكل متراكمة ولربما لو أنه أجاد النفاق والمح لكان نجا من سياسة التقزيم هذه ولكن الأقلام الصادقة لا تفرز سوى الحقيقة والحقيقة دوما عدوة المسئولين لذا يسعوا بكل ما أوتوا من قوة إلى حرمان المواطن البسيط من التعبير عن همومه ومشاكله فصارت الصحف وكتابها والصحفيين غريما سهلا يجب مطاردتهم وملاحقتهم فهم أكثر خطرا من الحوثيين والانفصاليين ولا عزاء لنا فنحن كما قال الشاعر :
شعب إذا ضرب الحذاء بوجهه صاح الحذاء بأي وجه أضرب
كل ما في الأمر أنني كنت أتمنى من أبناء المحافضه رفض مثل هذا الحكم ويجب أن يشكر كلا من الاستاذ ين الإعلاميين عبدا لله عاتق ألسوادي وعبد السلام مطبق لأنهم سارعوا إلى إعلان رفضهم واستنكارهم لهذا الحكم الجائر جدا وها أنا أضم صوتي إلى صوت كل من يرفض تكميم الأفواه واستخدام السلطة للتخويف.
[email protected]