لحج نيوز/بقلم: بهاء رحال -
مرة أخرى تعود حماس بمحاولاتها المتكررة للتقرب من الولايات المتحدة الأمريكية وتفصح عن ذلك علانيةً على لسان احمد يوسف وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة في غزة واحد ابرز قيادة حماس السياسية ومن أهم عرابين الدولة ذات الحدود المؤقتة التي تبناها يوسف مع الأوروبيين في جنيف عام 2006 فيما عرفت في حينه بوثيقة احمد يوسف وما تلاها من محاولات عديدة بأشكال مختلفة ورؤيا ليست واضحة وغير مكتملة كونها كانت تحمل في كل مرة وجهة نظر مختلفة ، لكن جميعها لم تلقى آذاناً صاغية من المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية مهما بلغت فيها حجم التنازلات المقدمة قرباناً لمزيد من النفوذ والسلطة التي تتمناها قيادات الحركة وتسعى لتحقيقها من خلال ما تقوم بطرحه من أفكار بين الفينة والأخرى .
الرسائل الأخيرة التي بعثت بها حماس الى الرئيس الأمريكي باراك اوباما ، ليست الأولى و ليست الوحيدة وليست الأكثر جرأة ، كما وإنها ليست خطوة سلبية الى الحد الذي يمكن لنا أن نتحدث عنها كثيراً ونحللها وندقق فيها ، خاصة ونحن لا نعلم عن فحواها إلا القليل مما تناقلته وسائل الإعلام ، لكن الشيء المختلف هذه المرة أنها اتخذت شكلاً جديداً ولغة أكثر وضوحاً بلا وسيط ولا وسطاء ، وحملت مضامين عديدة أهمها استجداء الإدارة الأمريكية لفتح باب الحوار مع الحركة التي تحاول أن تلقى هذه الرسائل هذه المرة أذن أمريكية صاغية خاصة وقد استبشروا بالرئيس اوباما خيراً على حد وصفهم.
رسائل لم يكترث إليها الرئيس الأمريكي ولم ينظر إليها حسب ما أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض في إشارة الى أن مثل هذا النوع من الاستجداء لن يكتب له النجاح خاصة خلال المرحلة السياسية التي تعيشها المنطقة برمتها ، فأجندة الرئيس الأمريكي لا تتسع لمثل هذا النوع من الرسائل المبهمة التي لا تحمل أفكار سياسة واضحة ، ولا تأخذ توقيتاً مناسباً لتبادل مثل هذا النوع من المبادرات التي تطلقها حماس سواء على لسان الحكومة في غزة أو قيادة الحركة في الداخل والخارج.
ربما خطأً في التوقيت أو ربما لأنها لا تجيد فن التعامل بمثل هذه القضايا لهذا تعامل البيت الأبيض مع رسائل حماس الأخيرة دون مبالاة ولم يكترث لها لأنها أمريكا الدولة العظمى في العالم ولها ما لها في السياسة ، ولان العمل السياسي مع الدول الكبرى بحاجة الى الكثير من الحنكة والقدرة وفن اتخاذ القرار ، الى جانب انه بحاجة الى التوازن في المواقف والاتزان في التعامل ، فانه كان لا بد لحركة حماس ولحكومتها في غزة أن تفكر طويلاً قبل أن تطلق هذه المحاولة التي فشلت في مهدها ولم تحقق ما كانت تصبوا إليه.
أما الرئيس الأمريكي باراك اوباما ، فكما خيب آمال العرب جميعاً وقد استبشروا كلهم به خيراً بعد خطابه في القاهرة والذي تحدث بإسهاب كبير عن تطلعاته ورؤيته للمنطقة وتعاطفه مع قضاياها ، وكما أيضاً خيب الآمال التي عقدت عليه في موضوع المفاوضات وفشله في الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف الاستيطان وتهويد القدس ، ها هو اليوم يخيب آمال قيادة حماس وحكومتها في غزة بعد أن رفض التعامل مع رسائلها التي أرسلتها تعرض عليه الصلح وإشراكها في العملية السياسية وقبولها اعترافاً بحدود 67 .
وفي الوقت الذي تشتد فيه لهجة التصريحات بين سوريا وإيران من جهة وهم حلفاء رئيسيين لحماس وبين أمريكا وإسرائيل من جهة أخرى لا نرى ما يفسر هذا الشكل من الرسائل التي أرسلتها حماس في هذا الوقت الذي تتبادل فيه الإطراف الاتهامات حول تزويد حزب الله بالصواريخ والأسلحة الى جانب قضية السلاح النووي الإيراني ، فهل هي رسائل إعلان براءة من حلفائها ومحاولة التقرب من الولايات المتحدة أم هي رسائل في الهواء