لحج نيوز/بقلم:ابتسام المتوكل -
تتجاذبني السطور وتستفزني الأحرف لأستفز معاني طال تواريها.. ونقاطا ضلت عن أحرفها، فبدا الكلام غائما والمواقف مشوشة.. إنه الاتحاد؛ اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هذا الكيان المؤسسي الذي نحتفي مطلع أيار القادم بعامه الأربعين..يا لهذا الاتحاد الموغل في الوحدة والمبشر بها حتى أن إعلان تأسيسه كان في شهر الوحدة نفسه مستبقا الحدث الأجمل بعشرين عاما وعشرة أيام فقط!
ولأن كل القامات الأدبية والوطنية قد تركت بصمتها هنا، فمن المحتم علينا أن ننتمي لتلك القامات، وأن نتمسك باتحاد يكتسب راهنه قوة وحضورا لا يقلان عن ماضيه.
وهنا سيحز في النفس جملة أمور لا بد من طرقها، لمحاولة بلورة رؤية عن اتحاد قادم، ستسفر عنه نتائج انتخاباته المقبلة.
أول هذه الأمور التدخل السافر للسلطة في سير انتخابات الاتحاد وتوجيهها وجهة حزبية صرفة لا تراعي خصوصية الثقافة والأدب وحريتهما.
تجسد هذا التدخل بكامل فجاجته في الانتخابات الماضية وبدا أن السلطة استمرأت ذلك وأنها تصر على أن تترك آثار (بياداتها) على مدخل الانتخابات القادمة!
وأول (بيادة) تعلن –هذه المرة- عن قربها من مبنى الاتحاد ومعناه تخص الأخ عبد ربه منصور هادي الذي أصابته حرفة الأدب فيما يبدو فأفاق ذات صبح مهتما بأمر الاتحاد وقام على إثر مقابلة للأمينة العامة لاتحادنا بمنح درجات وظيفية ومبنى!
والحق أني لم أخش من هدايا النائب لأنها مكشوفة الغرض، لدرجة الفضيحة، لكن جلّ ما أخافني هو أن يرفض النائب عضوية الاتحاد الذي هانت عضويته مؤخرا، وأصبحت مستباحة حتى أن الوصول للأمانة العامة فضلا عن المجلس التنفيذي صار متاحا لمن لم يصدر لهم كتاب أو يخطوا بأيديهم –أو أرجلهم - نصا أدبيا واحدا.
لذا لن أسارع لرفض مبنى دار الخير، الذي وضحت مقالة الزميل ميفع عبد الرحمن أن الأخ الرئيس قد وجه به في زمن مضى، و ما لم ينفذ توجيه الأصل، فلا داعي لانتظار تنفيذ توجيه الفرع.
ولن اعترض على مكرمة الوظائف، فقد وصلنا إلى زمن تتحول فيه الحقوق إلى مكرمات على أيدي من أضاعوها.
ولكني أريد أن أسأل: وأين الجزرة الكبيرة التي تم تقديمها لنا لنسكت عن كل الفترة السابقة التي لم يقم فيها الاتحاد بدوره المأمول، في خدمة الثقافة الوطنية وإثراء المشهد الأدبي في بلادنا، رغم مضاعفة الميزانية بأمر من الأخ الرئيس حين قابله أعضاء الأمانة المنتهية فترتهم القانونية منذ أكثر من سنتين!
إنني أعني الأرض. نعم (الأرض يا هدى) مع الاعتذار لمحمد عبد الولي وسلماه، فقد عُدت هذه الأرض منجزا فعليا حققته الأمانة العامة لأعضاء الاتحاد، وعليه تغاضى الكثيرون عن غياب كبير لدور الاتحاد على الساحة الأدبية والثقافية والحقوقية في بلادنا.
الأرض التي قالت التصريحات - مرارا وتكرارا، شفاهة وكتابة ،منذ أكثر من عامين- أنها موجودة ولا مشاكل عليها والأمر لا يعدو أن يقوم المختصون بعملية جرح الأرض! ورغم أنني في حينها لم أفهم معنى (جرح الأرض) إلا أنه من الواضح أن الجرح كان بليغا فأودى بالأرض إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم!
سؤالي بكل براءة واهتمام: هل ماتت الأرض؟ هل شيع جثمانها؟ نريد أن نعرف على الأقل لنتقبل العزاء ونحن أولا وأخيرا مؤمنون أن الموت نهاية كل شيء فلا تخافوا علينا من هول الصدمة، فقوة احتمالنا وإيماننا بالقضاء (ليس اليمني طبعا) تعصمنا من الانهيار، صارحونا لنعرف أين نحط قصور أحلامنا التي بنيناها في فضاء وعد استغرق السنوات الماضية، ومازال صبرنا يأبى أن يصدق كل الدلائل التي تقول: حان الوقت لننهي تشييع ذلك الحلم ونلتفت للاستحقاق الانتخابي القادم؛ الذي يضعنا أمام أطروحات تنادي بفعل ثقافي أكثر جدية وجدوى، وأمانة عامة تليق بأربعين سنة كان الاتحاد فيها مقرونا بأسماء منقوشة بأحرف من نور في قلب الوطن وذاكرتنا جميعا: اتحاد الجاوي والبردوني وعبد الله فاضل فارع والربادي والشحاري ومحمد حسين هيثم وأحمد قاسم دماج وزين السقاف وإسماعيل الوريث ود.سلطان الصريمي وعبد الباري طاهر وعبد الرحمن عبد الله إبراهيم والقرشي عبد الرحيم سلام وعبد الرحمن الأهدل وكثيرين يسعهم القلب ولا تسعهم هذه العجالة، فهلا تكف السلطة عن التغريد خارج سرب الأدب والإبداع؟