لحج نيوز/بقلم:المحامي سفيان عباس -
الاجتهاد في فلسفة العلاقات الدولية المعاصرة مبني عادة على مبدأ حسن النوايا والالتزام المطلق بما تقره شعوب الأرض والنظم السياسية الحاكمة كونها تجسد المفاهيم العامة للعادات والتقاليد التي تتحكم بمجمل العلائق بين الدول. هذه المجسمات الملزمة متواترة منذ نشوء القواعد الأساسية للقانون الدولي منذ ألاف السنين ولا يجوز تجاهلها أو الانحراف عن أهدافها او التحايل على إجماعها الاممي تحت أي ظرف كان. فالنظام الإيراني هو احد الأنظمة الخارجة على تلك الموضوعيات القانونية الجوهرية التي تحكم العلاقات الدولية كافة ففي ظل التجاذبات القائمة بينه وبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهيئة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي حول مشروعه النووي المخصص للأغراض العسكرية يحاول جاهدا الالتفاف على تلك الرؤى القانونية الثابتة ويطرح آراء وأفكار وتصورات تكتيكية تهدف إلى خداع الرأي العام العالمي ومعه منظماته الفاعلة في ترسيخ السلم والأمن الدوليين ويلعب في أكثر من ساحة من اجل تمرير مخططاته المريبة فتارة يسهم في دعم المنظمات الإرهابية على الساحة الدولية وتارة أخرى يزعزع امن واستقرار الدول ويتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي لأغلب دول الجوار عن طريق الجماعات المسلحة المتمثلة في الميليشيات المتواجدة ألان في معظم الدول الإقليمية من الفلبين شرقا حتى شمال أفريقيا غربا على شكل خلايا قتالية نشطة وأخرى نائمة. إن مهزلة التعامل معه بالطرق الدبلوماسية من قبل الدول الكبرى زائد المانيا ما هي السذاجة بعينها والغباء الاستراتيجي بذاته فقد تجاهل هذا النظام كل النداءات العقلانية والصيحات المدوية والتهديدات الفارغة من قبل أمريكا والغرب ومضى الى حيث يريد في بناء أكثر من مفاعل نووي عسكري وخصب اليورانيوم بنسبة 20 % ولم يعد يلتفت الى تفهات القوة الناعمة الأمريكية التي يتبناها الحزب الديمقراطي الضعيف في إدارة الأزمات الدولية وراح يرسم منهجيات مبرمجة في كيفية إدارة الصراع مع المجتمع الدولي وكان أخرها ما سمي بالاتفاق الخاص بتبادل اليورانيوم المخصب خارج إيران بوساطة تركية وبرازيلية وقد انتهج طرق تكتيكية باستدراج الدولتين الى حيث ألاعيبه المشهودة المستوحاة من الفكر الفارسي الخبيث ووجه اهانة تاريخية الى رئيس الوزراء التركي والرئيس البرازيلي لكونهما حضرا الى طهران بدافع حسن النيات وضرورة حلى قضية الملف النووي بالطرق السلمية دون أن يخلد في ذهنهما إنهما وقعا فريسة التكتيك الإيراني بغية تلافي العقوبات الدولية الذكية المحتملة في مجلس الأمن ولكن وبكل الأحوال كانا الرجلين حسنا النيات بالرغم من قلة خبرتهما في كيفية التعامل مع مثل هكذا قضايا شائكة يحيط بها الدهاء الفارسي من كل حدب وصوب. إن خطوة إيرانية كهذه تنم عن انحطاط خلقي غير مسبوق في العلاقات بين الدول بغض النظر عن أهدافها ووسائلها المشينة بحق الآخرين لأنها عملية خداع مكشوفة لدى أمريكا والغرب والأعضاء في الأمم المتحدة ، فأن النظام يبدو عليه الكهول والشيخوخة ولم يعد بمقدوره تمرير الطروحات الإستراتيجية التي يتبنها مهما اكتنفها الدهاء بدءا بالمشروع النووي المخصص لصناعة الأسلحة الذرية مرورا بدعمه للإرهاب العالمي حتى الملف الأكثر خطورة إلا وهو الانتهاكات المرعبة بحق الإنسان الإيراني والذي أدين على ضوئها ستة وخمسين قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان أخرها الإعدامات الشنيعة بحق العوائل الذين يزور ذويهم من سكان اشرف وهم من المعارضة السياسية المقيمين على الأراضي العراقية والخاضعين الى الأحكام والمبادئ العامة للقانون الدولي كونهم من المشمولين باتفاقيات جنيف الرابعة. أذن ثلاثة ملفات ساخنة تداهم النظام الإيراني من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمعاهدات والمواثيق والعهود وعموم القوانين الدولية الواجبة التطبيق والامتثال الى أحكامها بغض النظر عن تكتيكات النظام الإيراني التي فقدت بريقها وقوة تأثيرها أو جدواها كونها تمثل العقم في التفكير والانغلاق على الأوهام التاريخية بشأن المفاهيم المذهبية وأخرى خرافية ألصقت بها عند عمد متعمد؟