لحج نيوز/ محمد محسن السعيدي -
في مثل هذه الأيام من كل عام يخفت صوت السياسة في مصر موقتاً, ليرتفع صوت الاقتصاد وخطباء المنابر, فميزانية الأسرة تصبح مشكلة كل بيت على تنوع المشارب والقدرات المالية, خاصة مع ازدياد السلوكيات الاستهلاكية على نحو واضح خلال العقود الأخيرة, فلا تستطيع غالبية الأسر الاستغناء عن العديد مما بات يعتبر ضمن المتطلبات الأساسية, في وقت يستمر ارتفاع أسعار السلع الغذائية, حيث تضاعف أخيراً ليبلغ نسبة هائلة تتراوح بين 100 في المئة و250 في المئة خلال الشهور الستة الماضية.
وأكدت دراسة ميدانية حديثة أعدها فريق بحثي من "مركز البحوث الاجتماعية والجنائية" و"الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء", وهما جهتان حكوميتان, أن المصريين ينفقون على الغذاء سنويا 200 مليار جنيه مصري, يستأثر شهر رمضان وحده بنحو 15 في المئة من هذه النسبة, بما يعادل 30 مليار جنيه شهرياً, بمعدل مليار جنيه يومياً.
ورغم الشكوى المستمرة من ارتفاع أسعار اللحوم, فإن ذروة استهلاك المواطنين من اللحوم تكون في رمضان حيث تبلغ نحو 25 ألف طن, في حين أنها تبلغ في المتوسط 17 ألف طن في الشهور العادية.
ووفقا للدراسة التي أوردها موقع "ايلاف" الالكتروني, أمس, فإن 60 في المئة من أطنان الطعام التي تتربع على موائد المصريين خلال شهر رمضان, ينتهي بها المآل إلى سلال القمامة, وتتجاوز هذه النسبة 75 في المئة بحالة المناسبات والولائم العامة والعائلية.
وأظهرت الدراسة أن 83 في المئة من المصريين يغيرون عاداتهم الغذائية خلال شهر رمضان, فيرتفع استهلاكهم من الحلويات بنسبة 66.5 في المئة, بينما يتزايد استهلاكهم من اللحوم والطيور بنحو 63 في المئة, والمكسرات بنسبة 25 في المئة نتيجة العادات الاجتماعية, مثل تبادل الزيارات والولائم التي تزيد بنسبة 23 في المئة مقارنة بباقي شهور العام.
وكان "مركز المعلومات" قد كشف في تقرير حديث له عن أن الأسرة المصرية تنفق 44.9 في المئة من إجمالي إنفاقها على الطعام سنوياً, وأن الطعام يأتي في المرتبة الأولى من حجم إنفاق الأسرة المصرية, فيما يتوقع خبراء اقتصاديون أن يتضاعف هذا الرقم في السنوات المقبلة, خصوصا في الأسر الفقيرة والمتوسطة, بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية المصرية خلال الستة أشهر الماضية, والذي بلغ نسبة هائلة خصوصاً في أسعار الزيوت والطحين.
|