|
|
لحج نيوز/حاورة:عبد الناصر المملوح - جميع مؤسسي جمعيات المتقاعدين باستثناء "المعطري" عادوا إلى أعمالهم.. ودعاة التشطير فريقان. اغتالوا سالمين بأوامر روسية ومقتل فيصل عبداللطيف أسس لمجازر 13 يناير 86م.
منذ وقت مبكر التحق محمد إسماعيل مقبل الضالعي بالجبهة القومية ومن خلالها كان له شرف النضال ضد الاستعمار البريطاني. حصل عام 68م على رتبة “ضابط”.. وقبل أن يبتعث للدراسة في موسكو عمل منذ 72حتى 76 نائبا للدائرة السياسة في القوات المسلحة.. عاد إلى عدن مع أحداث سالمين عام 78م ليجد نفسه في المعتقل مدة 5 سنوات.. أعيد له اعتباره مع قيام الوحدة وفي 93م صدر به قرار بتعيينه مديراً عاماً لمديرية الضالع، غير أن البيض والعطاس عطلا العمل به.. الأمر الذي جعل رئيس الجمهورية يصدر به قراراً للمرة الثانية مديراً للضالع وردفان ثم وكيلاً لمحافظة الضالع قبل أن يصبح عضواً في مجلس الشورى. حالياً ومنذ ثلاثة أسابيع يتواجد المناضل محمد إسماعيل في الضالع باعتباره ممثل اللجنة الرئاسية المشكلة من مجلس الشورى.. التقيناه عبر الهاتف.. فإلى تفاصيل الحوار: ¿ كلجنة رئاسية موفدة إلى الضالع إلى أين وصلتم في مهامكم؟ - لازلنا مستمرين.. مستمرين في حصر الأضرار في المباني والبيوت المتضررة، وكذا الجرحى جراء أحداث يوم الاثنين المعروفة. ¿ لكن لجنتكم عادت إلى صنعاء بعد يوم واحد من وصولكم إلى الضالع؟ - لا أنا لم أعد.. عاد زملائي، صحيح.. وبقيت أنا في الضالع ولا أزال في الضالع منذ أكثر من 17 يوماً. ¿ لماذا بقيت أنت.. لماذا لم تعد مع زملائك؟ - أنا مكلف بمتابعة القضية كممثل للجنة الرئاسية، لأننا وصلنا إلى الضالع ووجدنا لجنة محلية قد شكلت لذات القضية، برئاسة أمين عام المجلس المحلي وتضم في عضويتها كل القوى والتنظيمات الموجودة في الضالع وأنا معهم ممثلا للجنة الرئاسية المشكلة من مجلس الشورى. ¿ هل صحيح أن قيادات الحراك رفضت تلتقيكم كلجنة رئاسية؟ - نعم. ¿ كيف تفسر هذا الأمر؟ - هذا رأيهم.. احنا حاولنا نجري اتصالات ببعض الأشخاص للاستفادة من رؤاهم وما لديهم لكنهم رافضين الالتقاء بنا. بلا قيادة ولا رؤى ¿ هل نستطيع القول بأنهم- قيادات الحراك- في الضالع لا يريدون حلولا ومعالجات؟ - والله يبدو يا اخي أنهم إلى الآن لا توجد قيادة موحدة تمثلهم.. قيادة عقلانية تقدر تدخل معها في محادثات. ¿ يعني عدم وجود قيادة موحدة للحراك جعلهم يتهربون إلى الخلف.. إلى عدم اللقاء باللجان؟ - طبعا.. إلى الآن لا زالت الأمور لديهم عشوائية، ما عندهمش قيادة توحدهم ولا عندهم أصلا رؤية، ولهذا أنت كلجنة مش قادر من تمسك.. من تحاور. ¿ كيف.. ما فيش قيادة موحدة ولديهم ما يسمى المجلس الأعلى..؟ - “مقاطعا”.. يا آخي ما فيش.. يتضح ذلك من خلال أعمالهم.. تصرفاتهم.. سلوكياتهم.. مواقفهم المتناقضة. هناك جزء من الحراك يرفض رفضاً قاطعاً استخدام العنف من قتل ونهب وتقطع، وشعار هؤلاء “الحراك السلمي لنيل المطالب” وفيه جزء يستخدم العنف.. وهذا دليل عدم تجانس. ¿ يمكن يكون هذا توزيع أدوار بينهم؟ - لا أعتقد ذلك.. أغلبية الذين نسمعهم ونلتقيهم شخصياً يرفضون مسألة العنف، وتلاحظ أن الذين يستخدمون أو يميلون إلى العنف شباب في سن المراهقة. جمعيات المتقاعدين ¿ هل هؤلاء الذين ينبذون الحراك المسلح لديهم سقف معين لمطالبهم لا يتجاوز الوحدة.. يعني مطالب حقوقية.. أوضاع منقطعين عسكريين ومدنيين؟ - مثل هذه المطالب الحقوقية اعتقد (ما عادش) لم تعد موجودة. ¿ يعني الهدف واحد.. هدف “الحراك السلمي والمسلح” وهو الانفصال أو ما يسمونه استعادة الدولة؟ - هذا شعارهم الآن. ¿ لكن رغم واحدية الشعار المرفوع، هناك فرق بين فعاليات ما عرف بجمعيات المتقاعدين العسكريين” وفعاليات حراك اليوم..؟ - طبعاً.. فرق شاسع. ¿ ما وجه الاختلاف؟ - مطالب جمعيات المتقاعدين كانت مطالب حقوقية، ومطالب حراك اليوم غير حقوقية. ¿ لماذا لا نقول بأن حراك اليوم هو امتداد لجمعيات المتقاعدين؟ - لا.. لا.. جمعيات المتقاعدين انتهت، لم يعد لها وجود. ¿ ربما أنها انتقلت إلى طور آخر؟ - يا أخي جميع مؤسسيها أو أغلبية اللي كانوا على رأسها باستثناء “المعطري” عادوا إلى أعمالهم وإلى وحداتهم العسكرية والأمنية. ¿ يعني نستطيع نقول إن مشاكل المنقطعين المتقاعدين العسكريين الذين كانوا ضمن “جمعيات المتقاعدين” حلت.. تم معالجتها؟ - مش الكل. ¿ يعني هناك استثناءات.. استقصاءات؟ - لا.. لا.. مش بهذا الفهم.. يا أخي هناك- وأقولها بصراحة- أعضاء في جهاز الدولة لا يريدون ينفذون مش القوانين والأنظمة وحسب بل لا يريدون تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية.. يعملون على عرقتلها من خلال المماطلة وما إلى ذلك. ¿ هؤلاء هم من أبناء المحافظات الجنوبية ممن يتبوءون مناصب قيادية في السلطة.. ما رأيك؟ - من الجنوبية ومن غيرها.. فيه من رجالات الدولة لا يريدون إصلاحات ومعالجات.. لا يريدون أن تهدأ الأوضاع.. لا يريدون الاستقرار في البلد. ¿ لماذا؟ - ربما مصالحهم تقتضي ذلك. دعاة التشطير فريقان ¿ أفهم من كلامك أن هناك من أبناء الضالع العسكريين لم تعالج أوضاعهم.. لم يتم تسكينهم بعد؟ - لا زال نعم.. وبعضهم يا أخي لما نرسهلم احنا ما بيقبلوهومش.. ترفضهم ألويتهم.. يعني هناك قضايا معلقة بحاجة إلى حل. ¿ من الذي يرفضهم.. من تقصد بالضبط؟ - أنا قلت لك يا اخي.. فيه في جهاز الدولة “فاسدين” لا يريدون إصلاح الوضع. ¿ طبعاً دعاة التشطير في الحراك يستغلون مثل هذه الأخطاء التي تقع فيها السلطة والتي ربما قد تكون متعمدة خدمة للحراك؟ - أنا اعتقد أنه عندنا فريقين من دعاة التشطير.. دعاة في السلطة ودعاة خارج السلطة. ¿ من هم دعاة التشطير في السلطة.. إلى أين تمتد جذورهم السياسية أو من أي التيارات قدموا؟ - الذين لا يحترمون الأنظمة والقوانين.. الذين لا يحترمون المسؤولية.. الذين لا يحترمون الوطن هم ايضا انفصاليون الفرق أنهم في السلطة وأولئك خارجها، وكل التيارين، الفريقين بحاجة إلى محاسبة. ¿ أستاذي.. وكأنني بك تؤكد صحة ما ذهب إليه مراقبون عندما قالوا إن المشكلة اليوم في الضالع وردفان متجذرة، تعود أسبابها إلى “طغمة” و “زمرة”.. بعض المحسوبين على علي ناصر “الزمرة” من قيادات عسكرية وسياسية حلت محل المحسوبين على البيض “الطغمة” من أبناء الضالع ولحج.. أو على الأقل لا يريدون معالجة أوضاعهم لحسابات قديمة.. حسابات 13 يناير 86م؟ - أنا أرفض هذا التوصيف.. هذا التحليل أرفضه رفضاً قاطعاً. ¿ يعني هذا الكلام مش صحيح؟ - نعم.. مش صحيح.. لكن بدون شخصنة، بدون تسميات فيه في جهاز الدولة أشخاص تريد أن يبقى الوضع متوتراً، ومع ذلك أنا لا ألوم هذا العنصر أو ذاك وإنما اللوم كل اللوم على الدولة.. على القيادة السياسية باعتبارها المسؤولة على الجميع، وعليها محاسبة أي عنصر يثبت فساده بغض النظر عن منطقته. لا أحد يمثلنا ¿ شهدت مدينة زنجبار انفراجاً سياسياً.. وفي الآونة الأخيرة شهدت مديريات يافع وردفان انفراجاً نوعا ما.. لماذا الضالع بالذات هي اللي تكاد تكون بؤرة لدعاة التشطير؟ - ربما لنا في الضالع أوضاع خاصة. ¿ من أية ناحية.. هل تقصد أن كوادر أبناء الضالع من عسكريين وسياسيين كانوا قبل 94م في جهاز الدولة؟ - كانوا قيادات على مستوى الحزب والحكومة، والآن قل لي: هل لنا من يمثلنا في الدولة.. لا.. ما معانا أحد. ¿ الوزير الدكتور يحيى الشعيبي أليس من أبناء الضالع؟ - طبعا وله احترامه، لكنه رجل أكاديمي ومشغول بشغلات كثيرة. ¿ أليس من أبناء الضالع قادة ألوية عسكرية؟ - مننا قادة ألوية، نعم.. لكنهم بعيدون عن صنع القرار. الهدوء الحذر ¿ اللافت أن بعض قيادات الحراك في زنجبار وردفان حافظوا على مناطقهم ويعملون على إبقائها آمنة ومستقرة من خلال وصولهم مع السلطة إلى حلول، لكنهم وفي الوقت نفسه يدعون أنصار الحراك التوجه إلى الضالع للمشاركة في أعمال عنف وتخريب؟ - يا أخي أنا أتوقع أن ما حصل في تلك المناطق التي ذكرتها هو هدوء حذر. ¿ تقصد أن ما وصلت إليه اللجنة الرئاسية في ردفان لا يمثل حلولاً جذرية؟ - ما اعتقدش أنها حلول جذرية يقدر الواحد يطمئن عليها، ولكن نتمنى أن تكون حلولاً ناجعة وأتمنى أن تكون توقعاتنا وحساباتنا خاطئة. صور البيض ¿ ترتفع صور البيض في الضالع ولا نراها في حضرموت “مسقط رأسه”.. كيف تفسر هذا الأمر؟ - أنا قلت لك لنا في الضالع أوضاع خاصة. والمسألة – صور البيض- هي ردة فعل وليست حباً أو تأثراً أو رغبة في البيض. ¿ ربما أن البيض قدم لأبناء الضالع في فترة من الفترات ما يشفع له ويجعلهم يتشبثون به؟ - والله لم يقدم شيئاً سوى المزيد من القتلى والجرحى، وليس هناك في الضالع مشروع تنموي أو خدمي يحمل بصمات البيض. ¿ أحد أعضاء كتلة لحج البرلمانية قال أنه “كلما زاد عدد القتلى والجرحى من أبناء الضالع ولحج زاد رصيد البيض في البنوك”.. وكان الضالع ورقة رابحة ومصدر رزق للبيض؟ - يا أخي نحن أبناء الضالع تعودنا أو هذا قدرنا.. أن نقدم وباستمرار الضحايا تلو الضحايا منذ 67م حتى يومنا هذا. ¿ حتى لما صعد البيض إلى السلطة عقب أحداث 13 يناير 86م صعد على أكتاف ودماء أبناء الضالع.. وراح فيها خيرة المناضلين والكوادر؟ - نعم.. وعندنا في الضالع مقبرة طويلة عريضة.. لكنه ومع ذلك لم تكافأ الضالع بشيء. ¿ تقصد أنه ليس في الضالع قبل الوحدة ما يشفع للبيض؟ - إطلاقاً. ومع ذلك مواقف البيض ليست جديدة علينا.. ليست غريبة.. نحن مناضلون ونعرف مواقف البيض منذ 67م.. أعني منذ الأيام الأولى للاستقلال، بل ومن قبل. ¿ مثل أيش؟ -مواقف عصبية، متسرعة، لا تراعي المصالح العامة، تصرفات تطغى عليها مصالح شخصية ضيقة منذ أن كان وزير دفاع.. الخ. يحلمان بالسلطة ¿ واضح أن هناك نوعاً من التسابق بين علي ناصر محمد من جهة والبيض من جهة ثانية.. تسابق على زعامة الحراك ومن يجعل من نفسه الممثل الشرعي للحراك.. هل توافقنا الرأي؟ - أتكلم معك بصراحة: من حق أي كان أن يحلم بالسلطة ولكن هل القيادة السياسية الحالية قادرة على ضبط الجبهة الداخلية؟!!.. هل هي قادرة على تصحيح الأوضاع وسد المنافذ؟!.. هنا مربط الفرس، فإذا كانت قادرة على ذلك ستتلاشى كل القوى التي تعمل للوصول إلى السلطة خارج الإطار الوطني والدستوري. ¿ أفهم من كلامك أن السلطة لا تزال طموحاً وحلماً يراود علي ناصر والبيض بغض النظر عن الوسيلة؟ - طبعاً، ومن قال لا.. ومن حقهم ذلك. ¿ وبغض النظر عن الوسيلة؟ - لا.. لا.. مش من حقهم ولا من حق أي كان الوصول إلى السلطة على حساب وحدة اليمن وأمنه واستقراره.. ليس من حقهم ولا من حق غيرهم الدعوة إلى الانفصال والعمل على التخريب والقتل والتقطع وإقلاق السكنية العامة.. هناك ثوابت.. هناك أسس وأطر قانونية ومن خلالها والالتزام بها يحق لأي كان حتى البيض وعلي ناصر السعي إلى السلطة. ¿ ما مدى تأثير المعارضة في الخارج.. إلى أي مدى تشكل خطراً على الوحدة اليمنية؟ - بقدر ما تعمله السلطة في الداخل يكون ثقلهم زيادة أو نقصان فإذا عملت السلطة فعلياً على تصحيح الأوضاع ومعالجة المشاكل والاختلالات، أؤكد لك بأن هؤلاء وغيرهم سيتلاشون تلقائيا. ¿ معنى ذلك أنهم- البيض وعلي ناصر وتجمع تاج- يتصيدون أخطاء السلطة في تهييج الناس؟ - طبعا.. سواء الذين في الخارج أو غيرهم ممن يعملون في الداخل على زعزعة أمن البلاد والعباد. الإساءة لأصحاب المطالب ¿ ألا ترى أن حلفاء السلطة في المحافظات الجنوبية والشرقية من سياسيين ووجهاء ومشائخ بدت أمام فعاليات الحراك عديمة الجدوى؟ - انا اعتقد أن هذا الجانب ما “يخصهمش”. ضبط أمن واستقرار البلد يخص جهاز الدولة مش المواطن وإلا ليش عندنا جهاز حكومي، شرطة، مخابرات.. الخ. ¿ ما مدى صحة ما يقال بأن هناك تعاطفاً مع الحراك من قبل مسؤولين ووجهاء من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية تربطهم علاقة بالسلطة؟ - شوف يا اخي.. لا أعتقد أن أي عقلاني يرغب أن يحصل في المحافظات الجنوبية ما يحصل.. صحيح هناك كثير لديهم تحفظ حول السلبيات التي تمارس من قبل بعض مسؤولي الدولة لكن لا اعتقد أن هناك من أبناء المحافظات الجنوبية في السلطة شخصاً واحداً يرغب أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، بل ومن خلال وجودنا في أوساط الناس أؤكد لك أن المجتمع بمختلف شرائحه يرفض أعمال القتل والتقطع والنهب وأعمال التخريب.. الجميع يرفضها صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، يرفضونها ويمقتون من ينفذها ومن يقف وراءهم. حتى أن هناك اعتقاداً سائداً في أوساط الجماهير بأن العناصر المسلحة وما ارتكبته من جرائم وأعمال تخريب أساءت إلى من لهم مطالب حقوقية. ¿ من أية ناحية؟ - يا أخي على الأقل أنها أفقدت أصحاب المطالب الحقوقية من أي تعاطف جماهيري. ¿ قيادات الحراك تنسب مختلف الجرائم التي حصلت تارة إلى هيئات الدفاع عن الوحدة وتارة إلى السلطة.. بدعوى أن السلطة تعمل على التشهير بالحراك السلمي والإساءة لسمعته محلياً وخارجياً؟. - “ضحك ثم أردف قائلاً”: الذين ارتكبوا جرائم القتل والتقطع والنهب هم عناصر مسلحة خارجة عن القانون. ¿ تابعة لما يسمى بالحراك السلمي؟ - طبعا.. وإذا أرادت قيادات الحراك الجنوبي السلمي تبرئة نفسها عليها أن تثبت براءتها من هؤلاء وتسليمهم، وأقصد أولئك الذين قد اعترفوا في تصريحات صحفية بارتكابهم جرائم. ¿ على سبيل المثال علي سيف (صاحب جريمة العسكرية) وطاهر طماح؟ - نعم.. وأنا قلت لك: الجرائم وأعمال العنف مرفوضة رفضاً تاماً في أوساط الناس. ¿ أنت تقول ذلك، لكن القيادي في الحراك النائب صلاح الشنفرة أكد في تقييمه لمسيرة الحراك أن الحراك يزداد قوة وشعبية؟ - أنا اقول لك العنف مرفوض، ومرتكبو الجرائم وأعمال التخريب منبوذون لكن هناك جزءاً من الحراك.. حراك سلمي ومن خلال تبنيهم مطالب حقوقية قد يلقون تعاطفاً، وصدقني أنه إذا لم تبادر الدولة أو بالأصح السلطة وتعمل على ترجمة توجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى معالجة أوضاع الناس ممن لهم مطالب حقوقية.. ترجمتها إلى واقع عملي فإن الحراك سينمو وسيكسب أنصاراً. قناة “سهيل” ¿ بصراحة.. هناك من يقول ومن العقلاء أن الأوضاع في الضالع معقدة إلى درجة يصعب حلها؟ - من قال هذا الكلام.. أبداً.. إذا فيه إخلاص ونية صادقة لإصلاح الوضع ستتلاشى كل هذه المظاهر.. احنا مش البلاد الوحيد اللي فيها مشاكل، العالم كله فيه مشاكل.. ولكن أؤكد للمرة الألف أنه ما لم يجر تصحيح الأوضاع ووضع حد للفاسدين والمفسدين الذين يسيئون للوحدة ستكون العواقب وخيمة. يا أخي لماذا السكوت على الفاسدين والعابثين.. هؤلاء خطرهم يفوق خطر الحراك.. يا أخي ما تبثه قناة “سهيل” الفضائية أخطر مليون مرة مما يقوله الحراك. ¿ إلى هذه الدرجة.. قناة “سهيل” لا يقل خطرها عن خطر الحراك؟ - طبعاً.. وتابعها يوماً واحداً وستعرف. ¿ اسمح لي.. هناك من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من السياسيين المعروفين يقولون إنه مستحيل عودة جنوب ما قبل الوحدة، وهناك آخرون باتوا يطالبون بالفيدرالية ويرون فيها حلاً لمختلف المشاكل.. ما رأيك أنت؟ - عودة جنوب ما قبل الوحدة مستحيل، لكن إذا استمر الوضع دون معالجات.. دون تصحيحات ستحل الفوضى محل دولة الوحدة، وبالتالي ستكون هناك أكثر من دويلة. ¿ يعني مستحيل أن يهيمن أبناء الضالع وردفان على عدن وأن تبقى حضرموت مع الضالع ولحج..؟ - ستكون هناك دويلات صغيرة فوضوية. ¿ وبالنسبة للفيدرالية.. ما رأيك فيها؟ - الفيدرالية أو أي شكل من اشكال الحكم التي قد تمس الوحدة الوطنية مرفوضة.. ما فيش عندنا في اليمن عرقيات واثنيات وقوميات، نحن أمة واحدة اليمن موحدة شعبيا قبل وحدة 22 مايو 90م.. اليمن هوية واحدة على مدى التاريخ. عملاء بريطانيا ¿ لكن قيادات سياسية بحجم البيض والعطاس تحدثوا من خلال أكثر من وسيلة إعلامية عن هويتين يمنيتين: هوية شمالية وأخرى جنوبية؟ - إذا كانوا قالوا ذلك فهم يناقضون التاريخ بل ويناقضون أنفسهم، ثم يا أخي هذا رأيهم، وكلامهم مش آيات سماوية أو حجة يعتد بها. ¿ ماذا يعني لك أن يرفع البيض وآخرون راية ما أسموها دولة “الجنوب العربي”؟ - عمالة. ¿ لمن؟ - لقوى خارجية. ¿ تقصد بريطانيا.. باعتبارها هي من كانت تسعى إلى تأسيس مثل هذه الدولة لطمس الهوية اليمنية؟ - ربما. معنى ذلك أنهم- البيض ومن معه- بحديثهم عن “جنوب عربي” يدوسون بأقدامهم التاريخ النضالي لثوار 14 أكتوبر؟ - طبعاً.. وهذه دعوة خطيرة جدا وإساءة بالغة لتاريخ الجبهة القومية النضالي. حكايتي مع “سالمين” ¿ على ذكر الجبهة القومية.. بداية حياتك السياسية والتنظيمية ارتبطت بالجبهة القومية أم أن لك ارتباطات سبقتها؟ - ما فيش ارتباطات أخرى.. أنا التحقت منذ وقت مبكر بالجبهة القومية ضمن كوكبة المناضلين، الذين هبوا من مختلف مدن وقرى اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ضد الاستعمار البريطاني. ¿ ما أول منصب تقلدته عقب الاستقلال؟ - عام 68م التحقت بالقوات المسلحة برتبة ضابط. ¿ على أي أساس منحت لك هذه الرتبة؟ - مجموعة من المناضلين أعطيت لهم رتبة “ضابط” وحلينا محل الجيش القديم. ¿ ماذا عن أول منصب سياسي، تنظيمي؟ عينت عام 72م نائباً للدائرة السياسية في القوات المسلحة واستمريت حتى عام 76م.. ثم ذهبت إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة “علوم اجتماعية” وعدت إلى عدن عقب اغتيال الرئيس “سالمين” واعتقلوني فور وصولي. ¿ باعتبارك من كوادر تيار سالمين في صفوف الجبهة القومية؟ - نعم.. واستمريت في السجن وتحت الإقامة الجبرية خمس سنوات. ¿ ونحن نعيش ذكرى استشهاد “سالمين”.. هل هناك أمور لا تزال غامضة، لم تكشف بعد حول استشهاده؟ - لا.. الأمور واضحة وضوح الشمس. ¿ كيف؟ - السوفيت كانوا غير مقتنعين ببقاء سالمين في السلطة باعتبار أنه لا يمثل الحركة الشيوعية وإنما يمثل الحركة الثورية. ¿ تقصد أن الذين نفذوا عملية اغتيال “سالمين” إنما نفذوا أوامر الاستخبارات السوفيتية؟ - بالتأكيد. ¿ يأتي كل من عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض على رأس منفذي عملية الاغتيال؟ - بدون الشخصنة. كانت قيادة اسمها المكتب السياسي للجبهة القومية، التنظيم السياسي الموحد، ولاحقا الحزب الاشتراكي اليمني هي المسؤولة عما لحق بسالمين وما لحق بالبلاد من خراب وتدمير. ¿ علي ناصر والبيض إذا كانوا صادقين بالتصالح والتسامح عليهم أن يقدموا في ذكرى اغتيال “سالمين” اعتذاراً علنياً للشعب ولأنصاره ولأسرته.. ما رأيك؟ - والله المسألة تخصهم، وهم أحرار.. يعتذرون ما يعتذرون هذا الأمر يخصهم. البداية فيصل عبداللطيف ¿ هناك من يقول إن ما حصل في 13 يناير 86م من مجازر هي “لعنة سالمين”؟ - لا تدخلناش في التفاصيل.. هذا الكلام مش وقته الآن دعها للتاريخ. ¿ أنا أقصد أن أحداث سالمين شكلت مقدمة لأحداث يناير 86م الدامية؟ - لا.. لا.. البداية الحقيقية لسلسلة الصراعات تقدمت استشهاد “سالمين” وتحديداً عند مقتل فيصل عبداللطيف الشعبي، الذي كان يمثل القطب القوي وحجر الزاوية داخل الجبهة القومية، وباغتياله اختل التماسك وبدأت الصراعات الدموية تأخذ طريقها.. تتناسل.. تتوالد وصولا إلى مجازر 13 يناير 86م. ¿ بالنسبة للصراعات داخل الجبهة القومية هي سابقة حتى لمقتل فيصل عبداللطيف الشعبي.. فالجبهة القومية لم تكن من التماسك بحيث تستطيع وضع حد للصراعات في صفوفها؟ - هي كانت متماسكة إلى يوم الاستقلال وعندما وصلت إلى السلطة بدأ البحث عن عدو داخلي.. بدأت التيارات المشكلة للجبهة تبحث عن مكاسبها، ولكن الأمور ازدادت سوءاً واشتعل فتيل الصراع بمقتل فيصل عبداللطيف. ¿ مؤسسو الحزب الاشتراكي اليمني كانوا يأملون أن يضع هذا الحزب “الطليعي” حداً للصراعات التي بدأت تنهك الجبهة القومية؟ - بالعكس الصراعات انتقلت إلى داخل الحزب وبشكل أكثر ضراوة، بل إن السير نحو إنشاء حزب طليعي كان سبب الصراعات، ولو ترجع إلى تاريخ الحزب ستجد أنه لم يكن سوى مسرحاً للصراعات الدموية. ¿ أنتم أنصار “سالمين” ما وجه اعتراضكم على نشأة الحزب الاشتراكي؟ - الاشتراكية على النهج السوفيتي، وهذا كلام الشهيد سالمين نفسه.. هي مغايرة لبيئتنا.. نحن في إطار منطقة عربية وإسلامية وقد أثبتت الأيام أن الذين هبوا نحو تأسيس الحزب الاشتراكي الطليعي لبسوا لباساً لا يليق.. لباساً مغايراً ومناقضا لبيئتنا، وهذا ما أوصلهم إلى ما وصلوا إليه. ¿ بعد سنوات أفرج عنك مطلع الثمانينات.. هل عدت إلى عملك ضمن صفوف الحزب؟ - لا.. في 81 عينت مدير فرع مؤسسة “14 أكتوبر” للصحافة في الضالع.. وعام 90م مع إعلان الوحدة أعيد اعتباري وتم منحي رتبة مقدم وترقيت إلى رتبة عقيد، وفي 93م صدر بي قرار مدير عام مديرية الضالع، لكن البيض والعطاس رفضا القرار حتى أن البيض رفض مقابلتي له، وقال بالنص “لا يمكن أن تكون مدير عام مديرية الضالع” وأضاف: “قل لعلي عبدالله صالح يعينك في سنحان”. ¿ كيف تفسر موقفهما هذا؟ - هذا الأمر حصل عام 93م وحينها كانت الخلافات قد دبت. ¿ تقصد أنهما البيض والعطاس قد بدآ الترتيب للحرب قبلها بعام؟ - طبعاً قد بدأ الصراع يأخذ طريقه، ثم ان اختلاف البيض مع الرئيس علي عبدالله صالح ليس سابقة أو أنه استثناء، البيض اختلف مع كل الزعماء والقادة من 67 إلى يوم الوحدة، ما فيش زعيم إلا وهو اختلف معه.. اختلف مع قحطان الشعبي.. اختلف مع سالمين.. اختلف مع عبدالفتاح إسماعيل.. اختلف مع علي ناصر.. اختلف مع الناس كلهم، وهذا تاريخه. ¿ تاريخ سيئ؟ - نعم. وحدويون ¿ العطاس عندما يذكر أسباب خسارتهم في حرب 94م يتهم قيادات عسكرية بالخيانة ويقول: “إن جيش الجنوب كان مخترقاً”.. برأيك هل هذا هو السبب، أم أنها وحدوية أبناء المحافظات الجنوبية؟ - والله انها وحدوية أبناء المحافظات الجنوبية.. أنت تعرف أننا دخلنا الضالع ولم يقتل فيها سوى اثنين أو ثلاثة بالكثير والناس التفوا مع الوحدة.. وأذكر أننا عندما دخلنا الضالع وكانت عندنا معلومات أن هناك متسللين من الانفصاليين في جبل ضبيان.. وطلعنا إلى هناك لملاحقتهم وفوجئنا بزغردة النساء من كل بيت.. الناس حقيقة في الضالع التفوا مع قوات الشرعية وكانوا بموقفهم الوحدوي المشرف سندا لاستتباب الأمن. ¿ كلامك يؤكد صحة ما ذهب إليه البعض “عندما أعلن البيض والعطاس ومن معهم الانفصال حاربتهم حتى وحداتهم العسكرية”؟ - طبعا.. ولو لم يكن أبناء المحافظات الجنوبية وحدويين لما حصلت الانتصارات وبتلك السرعة. ¿ وبعد أن استتبت الأمور، تم تعيينك مديراً لمديرية الضالع؟ - نعم.. صدر بي قرار مرة ثانية مدير عام لمديرية الضالع وكنا لا نزال في المعركة، ومسكت إلى جانب الضالع ردفان وحالمين إلى حين تم تعيين مدراء عموم لهما. ثم عملت مدير عام لمديرية ذي السفال، ثم عدت مرة ثانية مع إنشاء الضالع محافظة، صدر بي قراران من رئيس الجمهورية قرار وكيل محافظة الضالع وقرار مدير عام مديرية الضالع، يعني قراران في آن واحد.. ثم قرار تعيين عضو في مجلس الشورى، وإلى الآن. ¿ اسمح لي.. الآن هناك كلام يتردد في أوساط الناس، مفاده أنك تسعى وراء منصب المحافظ بديلاً عن اللواء علي قاسم طالب؟ - هذه إن وجدت هي شائعات لا أساس لها من الصحة.. ومع ذلك من حقي أن أكون حتى رئيس وزراء. المؤتمر فاشل ¿ كيف تقيم أداء حزب المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية والشرقية؟ - فاشل.. فاشل.. فاشل.. وليس له أي نشاط يذكر، وأشتي أقول لك حاجة واحدة.. الحاصل عندنا في المحافظات الجنوبية هو عمل سياسي أكثر مما هو عمل عسكري ولو قابلنا وقارعنا العمل السياسي بعمل سياسي ما وصلت الأمور إلى هذا السوء. ¿ ما سبب الفشل.. هل هو ضعف في الكادر؟ - اسأل جهات الاختصاص.. اسأل القيادة!. مواقف المشترك ¿ ماذا عن أحزاب المشترك.. كيف تقرأ مواقفها تجاه الحراك.. خصوصا وأنها تقترب من الحراك وتشترط معالجة الأوضاع.. ويتشدد ربما أكثر من الحراكيين بالنسبة لإزالة النقاط الأمنية والمواقع العسكرية من المدن!. - مكايدات سياسية وصدقني أنه لو وصل المشترك إلى الحكم سيعمل على نشر النقاط الأمنية من أول يوم.. وهذا الأمر طبيعي: أية دولة لازم تعمل على نشر قواتها لحفظ الأمن والاستقرار وإلا ليش وجدت الدولة؟!!. ¿ يعني من حق الدولة أن تقيم نقاطاً أمنية ومواقع عسكرية في أي مكان؟ - طبعا.. هذه مسألة طبيعية، من حق الدولة ذلك إذا لزم الأمر لاستتباب الأمن، لكن المشكلة إذا وجدت هذه النقاط والمواقع في منطقة معينة وهي في الواقع لا تحقق شيئاً فلماذا الإصرار على بقائها؟!!. أخيراً.. حادثة التواهي ¿ كيف تقرأ دلالات حادثة التواهي الإرهابية التي استهدفت مبنى الأمن السياسي؟ - حقيقة أنا مش مختص، أو لست ملماً بشؤون الإرهاب، لكن بشكل عام: هذا الجهاز – الأمن السياسي- هو أكبر جهاز أمني في الدولة وعندما يصله الإرهابيون ويضربونه في العمق وبهذه السهولة معنى ذلك أن هناك خللاً. ¿ وإذا كان جهاز الأمن السياسي غير قادر على حماية نفسه كيف سيحمي الآخرين؟ - صحيح.. تدخل عناصر إلى عدن وتقتل وتحرق وتعود سالمة هذه مشكلة وجرس إنذار. ¿ أيش من جرس إنذار.. هل تقصد إحداث تغييرات جذرية في الكادر.. في القيادات أم ماذا؟ - مش تغييرها وبس، ولكن تغييرها ومحاسبتها على الإهمال.. أنا مع نظام الثواب والعقاب.. شخص مسؤول أخطأ يجب محاسبته، أيا كان ومن أية منطقة كانت.. يا أخي في باكستان منعوا وزيري الدفاع والداخلية من مغادرة البلاد لاتهامهم بالفساد. نائب رئيس اللجنة الرئاسية في الضالع
عن صحيفة الجمهور |
|
|
|
|
|
|
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
RSS |
إعجاب |
نشر |
نشر في تويتر |
|
|
| |