لحج نيوز/كينبا -
للدخول إلى المرحاض في كينيا ضريبة.. هي الاغتصاب. ولأن 75 في المئة من المنازل الكينية تفتقر إلى بيوت الخلاء، تخاطر الكينيات في الأحياء الفقيرة بدفع ضريبة باهظة لدخول الحمام.
تخيّل للحظة أن أقرب مرحاض من منزل في كينيا يبعد نصف ميل، ما يعني أن على «المسكينة» التي تضطر إلى استخدام المرحاض ليلاً أن «تسير لـ20 دقيقة في طرقات معتمة، تغصّ برجال خرجوا لاغتصاب أي امرأة».
ونقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتر»، عن تقرير لمنظمة العفو الدولية الظروف الصعبة التي تتعرض لها النساء في الأحياء الفقيرة في العاصمة الكينية، نيروبي، نتيجة انخفاض عدد المراحيض وبُعدها عن المنازل.
ويشير تقرير «انعدام الأمن والكرامة» إلى أن «24 في المئة فقط من المنازل في الأحياء الفقيرة في نيروبي تحتوي على مرحاض داخل المنزل، ما يضطر النساء إلى المجازفة لإيجاد مرحاض»، محملاً الحكومات الكينية المتعاقبة مسؤولية الفشل في تأمين أبسط حقوق المرأة، خصوصاً مسألة الوصول إلى مرافق الصرف الصحي للمراحيض والاستحمام.
وتروي جودي، التي عاشت طوال حياتها في حي «ماثار» الفقير في نيروبي، كيف «يتوجب علينا المشي بعيداً، بعد السابعة مساء من أجل دخول الحمام. وهو أمر خطير». تستذكر بألم كيف «كانت ذاهبة، ذات ليلة، إلى المرحاض، فاستوقفها أربعة رجال وقطعوا عليها الطريق ثم نزعوا ملابسها وضربوها (فقدت سناً بسبب شدة الضرب) وحاولوا اغتصابها»، ولم تنجُ إلا من كثرة الصراخ. كانت محظوظة، مقارنةً مع «الكثيرات اللواتي تعرّضن للاغتصاب».
وفي تجربة أخرى، قالت غريس وايوا، وهي أم لثلاثة أطفال أن البديل المتاح هو استخدام أكياس بلاستيكية، مضيفة «حتى الاستحمام أمر صعب»، حيث تجبر على الاستحمام بدلو ووعاء استحمام كبير في غرفة ضيقة مع أطفالها الثلاثة.
وأوضح تقرير المنظمة أن «دوريات الشرطة خجولة في هذه المناطق» كما أن «الجهود قليلة لتأمين أي مستوى من الإضاءة في شوارع هذه الأحياء»، ولكنه أشار إلى إجراءات «واعدة» تقوم بها الحكومة لبناء 46 مربعاً سكنياً جديداً، حول 200 مبنى غير شرعي في نيروبي، ولكن «هذه مجرد نقطة في بحر الأحياء الفقيرة».
وأكدت «العفو الدولية» أن «مستوى الإذلال لا يمكن التصدي له سوى عبر بناء المزيد من المراحيض المشتركة، وعبر إجبار الملاّك على التقيد بقانون البناء الذي ينص على أن يكون لكل منزل الحق في الوصول إلى مرحاض».
قد يطالب أصحاب الطبقة الوسطى في كينيا بهذا الحق في المحاكم، لكن «الفقراء لا يفعلون، خوفاً من أن يطردهم الملاك إذا اشتـكوا» فـ«لا حول ولا قوة لهم». |