لحج نيوز/ خاص:بسام البان -
كما قلنا في مقالات سابقة بأنه يبدو لنا أن مدينة عدن تعيش على كف عفريت و كـُـلّ ما يجري فيها هنا وهناك لا يبعث إلاَّ على مزيد من الخوف والقلق،لا شيء يجعلنا نتفاءل بالمستقبل الأفضل ، واليمن الجديد..!!صور الانفلات الأمني التي نعيشها يومياً أعادت إلى الأذهان حروب المناطق الوسطى التي حدثت في النصف الثاني من القرن المنصرم ، وجعلت من أمراء الحروب في الصومال نموذجاً قد يتكرر في اليمن تحت مسميات قد تختلف في الأسماء وتتشابه في الممارسات والأداء.ومشاهد القتل اليومية تبدو ظاهرة غير مألوفة هنا، ضحاياها الأساتذة في المدارس والأطباء في المستشفيات، والطلاب في الجامعات، والباعة المتجولون في الشوارع وعلى الأرصفة، وحتى أصحاب الكافيتريات والمطاعم، فالموت هنا ينتشر فوق كـُـلّ شبر في الوطن، فالمواطن بين حياة الخوف أو نهاية القتل.وضعٌ كهذا جعل الكثيرين يفكرون في الإقدام على الموت بأية طريقة كانت، ولا فرقَ بين لبس حزام ناسف، أو تجرُّع قارورة من السم، المهم تعددت الأسبابُ والموتُ واحد.وفي الوقت الذي أعترف فيه د. رشاد العليمي نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن باختراق القاعدة لأجهزة الأمن، وتوجيه العديد من الاتهامات لجهات حكومية بالضلوع في أعمال التفجير الإرهابية من قبل أعضاء مجلس النواب... يبقى الخوف قائماً من اتجاه اليمن نحو الصوملة.صار الآن أن ندخل في صلب الموضوع وهو الحديث عن العمل في مجال التحريات الخاصة وجمع المعلومات في اليمن وسنقدم لكم قصة استثنائية لشاب يمني يعمل في مجال جمع وتحليل المعلومات منذ خمس سنوات تقريبا وقدم الكثير من المعلومات لبعض المسئولين الأمنيين في عدن وكشف عن العديد من المخربين وتجار الحشيش والمخدرات وتعاون مع العديد من ضباط الأمن السياسي والقومي ومعظم رجال التحريات في مدينة ...!!ولكن قبل الحديث عن هذا الشاب والذي يدعى (ب.م.ا) سنتطرق أولا إلى عمل التحريات وأهميتها ومشروعيتها..!!التحري عمل قانوني:-
ذي عناصر موضوعية وشكلية ، يجب على الجهة الأمنية المختصة أن تقسطه حقه في البحث عن اكتمال وتوافر هذه العناصر وهو عمل سابق على صدور الأذن وتنفيذه ..!!
مدة عمل التحريات
أن مدة التحري أحد العناصر الأساسية في تقدير جديته فمأمور الضبط القضائي قد يثبت أن إجراء التحري استغرق شهرا حال أن ما توصل إليه من معلومات تحتاج إلى مدة ( أطوال – أقل ) مما دون. . الأمر الذي يشكك في جدية هذه التحريات .
شرعية الهدف من إجراء التحريات:-
يقصد بشرعية الهدف في مجال إجراء التحريات
ضرورة أن ينحصر الغرض من إجرائها في مكافحة الجريمة بالكشف عن
ما ارتكب من جرائم وتحديد شخوص فعلية وجمع القرائن والإمارات والدلائل التي تفيد في كشف الجريمة ونسبتها إلى شخص بعينه ، فشرعية الهدف تترادف مع مكافحة الجريمة ...
بالتفصيل .. أن غاية التحريات كشف المستور ومعرفة الحقيقة ولذا يلزم أن
تكون التحريات محاكاة لواقع الجريمة ..
النقص في التحريات يعدم الغاية منها وهي كما سلف القول مكافحة الجريمة بضبطها وضبط فاعلها وتقديمه للعدالة ، والزيادة فى التحري دون مقتضى يعني الانتقاص من حرية الأشخاص الأمر الذي يتعارض مع حقوقه الدستورية، فالتحريات يلزم أن تكون محض وصف دقيق لما تم لا مجال فيها للاجتهادات شخصية من القائم بالتحري ولا لافتراضات مبناها الحدس والظن والتخمين ، وبالأولى يجب أن تنأى التحريات ومجريها عن إشباع الهوى أو الانتقام أو التشفي أو التظاهر بمظهر صاحب السلطان ، فغاية التحريات بيان الحقيقة الواقعية المادية دون غيرها.
هذا ما يخص التحريات في أي عمل أمني سواء جنائي ، مدني ، تجاري ، ...
ولكن موضوعنا هنا سيتركز على مجال التحريات الخاصة وهذا العمل جديد على بلادنا حيث أن التحريات الخاصة ومجال جمع وتحليل المعلومات والشركات الأمنية المتخصصة في هذا المجال لا توجد إلا في دول أمريكا وبعض الدول الأوروبية واعتقد بان البعض منكم لا يعرف بأنه يوجد أشخاص هنا في بلادنا يقومون بعمل التحريات الخاصة وهم أشخاص مدنيون لا ينتمون إلى أي جهة أمنية وتطلق عليهم في بلادنا عدة تسميات منها ( مخبر- مرشد – مصدر جمع معلومات – من أنصار الشرطة ) ولكنني سأتعمق قليلاً في الموضوع وسأقدم لكم حوار خاص بـ لحج نيوز
لشاب يعتبر حالة استثنائية ويعمل في مجال جمع وتحليل المعلومات أي في مجال ( التحريات الخاصة )..!!
ألشاب يدعى (ب.م.س.ا) يعمل في مجال التحريات الخاصة منذ أكثر من خمس سنوات في مدينة عدن عموماً ومدينة الشيخ عثمان خصوصاً وهذا الشخص شاب لا يتعدى السادسة والعشرون من عمره يهوى العمل في هذا المجال منذ أن تخرج من الثانوية العامة في العام الدراسي 2004-2005م وقد قام هذا الشاب بالتعاون مع العديد من ضباط الأمن السياسي والأمن القومي وبعض رجال التحريات في قسم شرطة الشيخ عثمان حيث أن سكان مدينة الشيخ عثمان أصبحوا يعتقدون بأنه رجل امن رسمي ولكن الحقيقة انه شاب يهوى العمل في جمع وتحليل المعلومات ومراقبة الأشخاص المطلوبين امنيا أو الأشخاص الذين يثيرون الشبهات بتحركاتهم وتنقلاتهم داخل محافظة عدن وخصوصا في مدينة الشيخ عثمان حيث يسكن فيها هذا الشاب منذ ولادته، قد يعتقد البعض منكم بأنني أبالغ بوصفي لهذا الشاب أو للأعمال التي قدمها لهذا الوطن الذي أصبح يعيش على كف عفريت ولكن من يلتقي منكم بهذا الشاب ويستمع إلى معاناته وظروفه المعيشية الصعبة ويتعرف على طريقة عمله في مجال التحريات الخاصة ومجال جمع وتحليل المعلومات يشعر بالأسى تجاهه ..
التقيت به بالصدفة في قسم شرطة الشيخ عثمان وأنا أحاول أن التقي بمدير امن المنطقة السادسة في مدينة عدن العقيد ركن / محمد عبد الجليل الشامي كي نسأله عن الوضع الأمني في المنطقة ، خصوصاً بعد أعمال الشغب الأخيرة التي شهدتها معظم مديريات محافظة عدن جراء انقطاع التيار الكهربائي المستمر.
وكان حديثنا معه كالتالي :
قلنا ..السلام عليكم : هل أنت موظف هنا ..
قال.. (وهو يتلعثم ) أنا .. نعم أعمل هنا ولكن ليس بطريقة رسمية ..!!
قلنا .. كيف ليس بطريقة رسمية ..؟
قال .. أنا اعمل هنا بحالة استثنائية
قلنا .. ممكن توضح لو سمحت ..ولا تخشى شيء فانا صحفي واعمل في موقع لحج نيوز الإخباري
قال .. أنا لم أعد أخاف من شيء ، لأنني يأس من هذه الحياة والظروف المعيشية
الصعبة التي نعيشها في بلادنا .. أفضل أن تتركني في حالي كي لا أوجع لك قلبك ..
قلنا .. لا يبدو انك مستاء جدا ويبدو أن لديك مشكلة تفضل كي أعزمك على واحد شاي على حسابي ..
قال .. ( ضاحكاً ) أهم شيء أن حساب الشاي عليك .
- عندها خرجنا من مبنى قسم الشرطة إلى جوار المبنى حيث توجد كفتيريا وجلسنا أنا وهو وطلبنا اثنين شاي وقبل أن ابدأ بالحديث معه قال لي .. أرجوك لو سمحت عندي قضية وقصة مؤلمة أريدك أن توصلهما للصحافة ولكافة الناس ولكن دون أن تذكر اسمي الحقيقي ..
قلنا .. تفضل أخي الكريم وكلي آذان صاغية لك ولقصتك ..
قال .. أنا شاب في السادسة والعشرون من عمري تخرجت من الثانوية العامة في العام الدراسي 2004- 2005 م وحتى هذه اللحظة لم استطع مواصلة دراستي الجامعية نتيجة ظروفي المعيشية الصعبة ، في البداية كنت أهوى العمل في مجال المسرح حيث شاركت في العديد من مهرجانات المسرح المدرسي وحصلت على العديد من الشهادات والجوائز وفجأة وجدت نفسي مهتم بموضوع جمع وتحليل المعلومات ، وأتمنى أن اعمل في المجال الأمني كضابط تحريات ..هكذا بدأت ومرت الأيام ولم اشعر بمرور الأشهر والسنوات وهي تمضي من عمري لأنني كنت مهتم بقضية وأسعى خلف هدف واحد أريد تحقيقه وهو أن أصبح ضابط تحريات كانت أولى أعمالي هي التعاون مع احد ضباط الأمن السياسي والذي تعرفت عليه عن طريق الصدفة ويدعى ( م .ع) عملت معه كمخبر وقدمت له العديد من المعلومات على آمل أن يساعدني في تحقيق حلمي والالتحاق في السلك العسكري ولكن للآسف مرت الأيام والأشهر ولم يقدم لي أية خدمة استطيع أن اشكره عليها ، وشعرت بأنه يستغل معلوماتي وشغفي وحبي للعمل في المجال الأمني ، تركته وحاولت أن ابتعد عنه دون أن اخلق أية عداوة بيني وبينه.
وبعد مرور شهر ونصف تقريبا التقيت بشخص غريب الأطوار كان يتردد على مقهى الانترنت الذي أنا أتواجد به باستمرار وما لفت انتباهي حوله هو أنه دائما ما يحاول التقرب إلي والحديث معي وبعد مرور فترة قصيرة جدا اكتشفت بأنه ضابط برتبة رائد يعمل في جهاز الأمن القومي وعندها اصريت على أن افضح أمره واعرف ماذا يريد مني بالضبط وعندما عرف بأنني كشفت أمره قال لي نعم أنا ضابط في جهاز الأمن القومي وأريد أن نعمل معاً في خدمة هذا الوطن .. قلت له وما المطلوب مني قال أن تعمل معي كمخبر فنحن قد سمعنا عنك الكثير، قلت له وماذا سمعتم قال ليس هذا هو المهم فنحن نريدك أن تعمل معنا ونعدك بان نتعاون معك في أي شيء تريده وفي أي مشكلة تواجهك ، قلت أنا مستعد لخدمة هذا الوطن في أي وقت ، قال .. هذا رقم جوالي للتواصل .. ومرت الأيام والأشهر ولم أحصل منهم على فائدة وكل ما حصلت عليه وعود كاذبة .. يعني نفس الحكاية السابقة المهم أنني تركته وتركت العمل في هذا المجال ( جمع المعلومات ) نهائيا وعملت في مقهى انترنت لمدة ستة أشهر وبعدها سمعت عن وجود تغييرات في بعض قادة الأمن في عدن وأنهم غيروا مدير أمن المنطقة السادسة لدينا في مديرية الشيخ عثمان وذهبت إليه وشرحت له ظروفي وقال إذا اعمل معنا ونحن لن نتركك ابدآ وكي تطمئن سأحرر لك مذكرة رسمية إلى مدير امن المحافظة كي يتم النظر في موضوعك ويتم توظيفك بالسلك العسكري بأقرب فرصة ممكنة .. فرحت حينها ووعدته بالعمل معهم وأخذت المذكرة ووضعتها في ملف واستكملت باقي الأوراق المطلوبة للتقدم إلى وظيفة رجل امن وذهبت إلى مدير الأمن في المحافظة ونظر في قضيتي وكتب لي توجيهات إلى مدير شئون الإفراد في المحافظة وقال فيها ( في حالة توفرت لديه الشروط اللازمة تعطى له الأولوية في التجنيد ) وهنا بدأت المعاناة حيث أنني ضليت قرابة الشهرين والنصف وأنا في حالة ذهاب وإياب إلى إدارة شئون الأفراد دون فائدة ، توقفت حينها عن متابعة التوجيهات لدى شئون الأفراد وبقيت في البيت دون عمل لمدة أربعة أشهر تقريبا وبعدها تم استبدال مدير أمن المنطقة بمدير جديد يدعى العقيد ركن / محمد عبد الجليل الشامي فذهبت إليه مثل كل مرة وشرحت له قضيتي وقال لي .. أنا قد سمعت عنك الكثير ولكنك لم تعمل معي بعد قدم لنا أي شيء واثبت وجودك وتعاونك معنا ونعدك بالا نتركك مهما كانت الظروف ..وبدأت العمل معه ومازلت حتى الآن وللعم أنني قدمت له الكثير والكثير من الأعمال منها (( معلومات متكاملة عن شبكة تهريب وبيع حشيش ومخدرات – تقرير شامل ومفصل عن بعض البلاطجه في المنطقة الذي يمتلكون أسلحة خفيفة – تقرير عن بعض الأشخاص المخربين في مدينة الشيخ عثمان – ساعدتهم في القبض على احد أفراد شبكة الحشيش والمخدرات - العمل ليلا ونهارا من اجل جمع المعلومات الأمنية اللازمة في المنطقة – كشف لبعض الأشخاص الذين يقومون بأعمال الشغب والترتيب لبعض المظاهرات العفوية – المشاركة في عمل كمين لبعض تجار الحشيش في المحافظة )) ..
وكالعادة مازلت اعمل معهم دون فائدة تذكر ودون أن يتم وضعي في الصورة أمام مدير الأمن في المحافظة كي يتم الاهتمام بمستقبلي وكما رأيتني متواجد يوميا في قسم شرطة الشيخ عثمان لخدمة الناس والمواطنين مع أنني لم أجد من يخدمني في قضيتي وفي الأخير عندي بعض الأسئلة التي ابحث لها عن إجابات وهي كالتالي :
*- هل مجال عمل التحريات الخاصة في بلادنا مشروع ...أم لا ..؟؟
*- وهل يجب أن يكون عمل التحريات وجمع المعلومات خاص برجال الأمن
وليس بالأشخاص المدنيون عشاق هذا المجال ..؟؟
*- وهل يجب على الجهات الأمنية في البلاد الالتفات إلى هؤلاء الأشخاص وضمهم إلى السلك العسكري .. ام تجاهلهم ؟؟
أسئلة تطرح نفسها عليكم فهل لديكم الإجابة عليها...؟