لحج نيوز/وكالات -
أثارت النتائج المحدودة التي خرجت بها القمة بين باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء في الامم المتحدة، شكوكا حول قدرة الرئيس الامريكي على إحراز تقدم في مبادرته للسلام في الشرق الاوسط، حسب تقرير إخباري الأربعاء 23-9-2009.
واعتبر المحللون أنه بالنسبة لأوباما فإن السؤال حول ما إذا كان سيواصل مبادرته للدفع في سبيل السلام في الشرق الاوسط ام لا، اصبح مطروحا.
ورأوا أنه على الرئيس أن يأخذ بالاعتبار خصوصا خيبات الامل المحتملة في العالم العربي والإسلامي حيث لا يزال الاعتقاد سائدا بأنه مصمم على الحصول على اتفاق سريع ودائم للنزاع مع إسرائيل الذي يعود إلى 60 عاما.
ويرى البيت الابيض ان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين يشكل خطوة مهمة على طريق تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي وابعاد شبح التهديد بالارهاب.
لكن اللقاء في نيويورك والاحداث التي سبقته تعتبر غير مشجعة بحسب رأي الخبراء.
واعتبر آرون ديفيد ميلر من مركز الدراسات "وودرو ويلسون" ان "ادارة اوباما لم تعد تملك اوراقا رابحة لاطلاق مفاوضات فعالة والاستمرار بها".
واضاف هذا المتخصص في شؤون الشرق الاوسط الذي سبق ان قدم استشارات لادارات سابقة حول هذا الموضوع، ان "لحظة القرار تقترب بخصوص ما اذا يجب بذل جهود اكبر لمحاولة حل الخلافات حول المواضيع الرئيسية او الاكتفاء بادارة الوضع".
ومواضيع الخلاف الرئيسية هي حدود الدولة الفلسطينية المقبلة ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وتابع ميلر "لا يحسدون على موقفهم (ادارة اوباما) رغم انهم جعلوا الامور اكثر صعوبة الى حد ما مع اثارة توقعات بتجميد شامل للاستيطان".
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعلنت في ايار/مايو ان الادارة تسعى الى تجميد كامل للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وقالت ان الولايات المتحدة لن تجعل من "النمو الطبيعي" استثناء لذلك، في اشارة الى التعبير الذي تستخدمه الحكومة الاسرائيلية للحديث عن توسيع مستوطنات قائمة.
وذكر دانيال كرتزر السفير الامريكي السابق الى اسرائيل ومصر بفشل المهمة الاخيرة التي قام بها المبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل والذي كان يامل في احراز تقدم في مسائل اساسية مثل الاستيطان.
واضاف هذا الدبلوماسي السابق المتخصص في شؤون الشرق الاوسط ان ذلك ارغم الرئيس الامريكي على التدخل بشكل مباشر في العملية، في ما اعتبر انه ينطوي على مجازفات كبرى.
وقد انتهى الامر بالرئيس الامريكي بإصدار بيان باسمه بعدما فشل في حمل القادة الاسرائيليين والفلسطينيين على الاتفاق على بيان مشترك.
وقال اوباما "بكل بساطة فقد تجاوزنا وقت الحديث عن بدء مفاوضات" مضيفا ان مفاوضات الوضع النهائي حول اقامة دولة فلسطينية "يجب ان تبدأ قريبا".
واللقاء الثاني المرتقب بالنسبة للوضع في الشرق الاوسط يعقد الخميس حين تلتقي وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون نظرائها ضمن اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي.
لكن من غير المرتقب مشاركة وفود عربية او اسرائيلية.
واعتبر شبلي تلحمي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في جامعة ماريلاند انه على اوباما ان يبذل جهودا جدية جديدة في موضوع السلام اذا فشلت مبادرته الحالية.
واضاف لا يمكنه الاكتفاء بادارة الازمة. وقال ان "النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني سواء شاءت الادارة ام ابت، اصبح يعتبر اختبارا لمصداقية فاعلية السياسة الخارجية للادارة الجديدة".
|