لحج نيوز/بقلم:عبد الملك العصار -
تطرقنا في الحلقة الماضية إلى جزء من المخطط (الصهيوإمريكي) التي أشرنا إلى جزئية من مخططاته التآمرية التي يسعى ذلك المخطط إلى استهداف أمن واستقرار الأشقاء في المملكة العربية السعودية واليمن بصفة خاصة والخليج العربي بصفة عامة لبسط النفوذ والهيمنة على منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج للاستيلاء على المقدرات النفطية والحيوية والإستراتيجية بالإضافة إلى السيطرة على المداخل و المخارج وفقاً لما رسمته السياسة الصهيوامريكية لخارطة الشرق الأوسط الجديد وأشرنا إلى جزئيه من الخطة(أ،ب،ج) التي حدد الأهداف والأبعاد والمعايير التي تضمنها سيناريو تم الإعداد له مسبقاً .
ومع أن الحديث يحتاج إلى حلقات عدة إلا أننا نوجز بعض من ذلك في حلقتنا هذه التي نشير فيها إلى الكثير من التباينات وانقشعت غيومه على السطح .
نذكر جزئية أخرى من الخطة(أ) وهي تحالف إسرائيل مع إريتريا ونعود إلى بداية هذه التي بدأت بتنفيذها إريتريا باحتلالها جزيرة حنيش أكبر الجزر اليمنية الواقعة على خط الملاحة الدولية والقريبة من مضيق باب المندب مدعومة من قبل السياسة الصهيوامريكية بزوارق حربية لا يمكن لإريتريا الفقيرة والضعيفة امتلاكها وكذا الضفادع البشرية للوصول لتنفيذ الهدف الرئيسي من أهداف السيناريو المعد مسبقاً وذلك لإقامة قاعدة عسكرية صهيوامريكية لتتحكم من خلالها بأهم منطقة إستراتيجية لخط الملاحة الدولية ولكنها فشلت لتأتي بعد ذلك بالخطة السابق ذكرها في الحلقة الماضية والتي فشلت هي الأخرى رغم استعانتها بعناصرها في تنظيم القاعدة بالصومال لممارسة عملية القرصنة في مياه خليج عدن خط الملاحة الدولية ولاحظنا استهدافهم لناقلات النفط اليمنية والسعودية والسفن التجارية بكثرة ولكن مساعي الدولتين الشقيقتين (اليمن والسعودية) سعت إلى إفشال جزء من هذا المخطط الذي نستطيع القول بأنه فاشل .
لتعود السياسة الصهيوامريكية لاستخدام الجزئية الثانية من الخطة(ب) والتي تهدف إلى إضعاف أمن واستقرار اليمن والسعودية بشكل خاص والمنظومة الخليجية بشكل عام من خلال ما لاحظناه مؤخراً من ظهور نساء تم تجنيدهم في تنظيم القاعدة الإرهابي وعلى سبيل المثال ظهور أم الرباب(هيله القصير) في السعودية بالإضافة إلى المرأة اليمنية (حسناء)التي تحاكم حالياً في العراق بتهمة انخراطها في تنظيم القاعدة كونها كانت متزوجة من أحد أمراء تنظيم القاعدة المدعو ابو أيوب المصري بالإضافة إلى عدد آخر من النساء اللائي انخرطن في هذا التنظيم سواء من تم الكشف أو من لم يكشف عنهن بعد من اللائي لجأ تنظيم القاعدة لتجنديهن من خلال استمالته لعواطفهن خاصة بعد انجابهن أطفالا ، ونعتبر لجوء تنظيم القاعدة الى العنصر النسائي مؤخرا هو مؤشر يؤكد بأن هذا التنظيم الإرهابي بدأ يتقلص حجمه خاصة بعد ان كشفت الاجهزة الاستخبارتية هوية قياداته وسنتاول الحديث عن ذلك في حلقة خاصة ... وما لاحظناه مؤخراً هو قيام عناصر الإرهاب القاعدي بتنفيذ عمليات انتحارية بتفجيرات داخل الأراضي اليمنية أكثر منفذيها يحملون الجنسية السعودية إضافة إلى جنسيات أخرى والعكس يحدث داخل الأراضي السعودية لكن الأمن السعودي متيقظ لذلك .
وما نلاحظه أيضا أن السياسة الصهيوأمريكية كشفت عن نواياها باستعجالها عرض المشهد الأخير من سيناريو المخطط وهو دخول البارجات الصهيوامريكية إلى مياه البحر الأحمر عبر قناة السويس لتنفيذ المهمة والخطة إن نجحت إضافة إلى حماية استمرار تهديد الملاحة الدولية في مياه خليج عدن واستهدافها كما أسلفنا ناقلات النفط والسفن التجارية التي المدعومة بتواطؤ المشترك والحراك الانفصالي بالجنوب كون ما يمارس من عمليات إرهابية داخل البلاد القصد منه إضعاف السلطة والنظام الحاكم في اليمن عن جهل منهم في حين تحلم قيادات العناصر الانفصالية بأن وجود القوات الصهيوامريكية داخل المياه الإقليمية سيساعدهم في الحصول على دعوتهم بالانفصال خاصة مستبشرين بالتصريحات التي أدلى بها السفير الأمريكي الجديد قبل وصوله اليمن.
وفي نفس الوقت نشاهد أصابع اتهام تشير إلى بعض الأمراء من شركاء الملك عبد العزيز بن سعود السابقين بتعاون من بعض الأمراء من أولاد عبد العزيز الغير مرغوب بهم في الوصول إلى مراكز صنع القرار لاعتبارية أسرية بحته .
الأمر الذي دفعهم إلى دعم من يعملون على زعزعت أمن واستقرار البلدين الجارين اليمن والسعودية سرا كونها تيارات معادية تسعى إلى إسقاط نظامي البلدين وفقا للسياسة الصهيوأمريكية التي جندتهم لتلك المهام أثناء إقامتهم في أمريكا وبريطانيا لغرض الدراسة وطلب العلم وتم تجنيدهم لتنفيذ مخطط المشاريع الاستعمارية إضافة إلى عدد من الشخصيات اليمنية المبعدة والذين تم نفيهم من اليمن .
وما نلاحظه أيضا هو استخدام السياسة الصهيوأمريكية للجزئية الثالثة من الخطة"ب " وذلك من خلال عملية التهديدات الإيرانية الأخيرة المنشآت الحيوية والإستراتيجية في دويلات الخليج العربي بما فيها المملكة العربية السعودية ولا ننسى الدعم الإيراني للحركة الحوثية .
بالإضافة إلى الاتهامات التي يوجها النظام الإيراني للأشقاء بالسعودية من أن هناك تعاون عسكري بين المملكة وإسرائيل خاصة إشاعة هبوط طائرات عسكرية إسرائيلية في مطارات منطقة تبوك بالإضافة إلى إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية في منطقة تبوك لقصف أهداف إيرانية من داخل الأراضي السعودية والهدف من ذلك هو كسب المزيد من التأييد للعمليات الإرهابية التي تقوم بتنفيذها عناصر القاعدة الذين اتخذوا من جزيرة العرب مقرا لتنظيمهم الإرهابي وهذا الجزء من الخطة يكسب الشقيقة العربية السعودية مزيدا من عداء المسلمين كونها سخرت الأراضي المقدسة لأعداء الأمة العربية والإسلامية لقصف بلد إسلامي هو إيران .
وهناك الكثير من العلامات والدلائل لسيناريو المخطط الصهيوأمريكي الذي سخر لاستهداف أمن واستقرار اليمن والسعودية والمنظومة الخليجية سيتم تناوله في مواضيع أخرى..
الموضوع السابق
" السعودية " مؤامرة صراع الأقاليم 1 - 2