لحج نيوز/الرياض: استطلاع- تيسير العيد, عبير العمودي - إيقاف الخدمة يثير سخط الشباب والفتيات وروح النكتة تعيد الزئبق الأحمر انقسم مستخدمو البلاك بيري بين مؤيد ومعارض لقرار الإلغاء
عاش "ماسنجر البلاك بيري" مساء أول من أمس ليلة ساخرة مليئة بالطرفة بعد انتشار أنباء عن انقطاع الخدمة في المملكة. وفيما أعاد الحديث حول إيقاف الخدمة مجدداً الجدل حول محاسن ومساوىء هذه الخدمة، لقي خبر إيقافها ترحيباً من بعض الأهالي الذين وجدوا في ذلك بشارة سارة بعد أن أصبح "البلاك بيري" ملازماً لأيدي أبنائهم وبناتهم حتى على مائدة الطعام، إلا أن شريحة واسعة من الشباب والفتيات وجدوا فيما أشيع عن إيقاف هذه الخدمة أمراً لا مبرر له. وانتشرت على أجهزة "البلاك بيري" أخبار من وسائل الإعلام حول خبر إيقاف الخدمة, ثم تناقل المستخدمون صورا من خبر النفي الذي أعلنته قناة العربية وسط فرح المستخدمين بذلك الخبر.
حملة ساخرة
وبدأت حملة كبيرة على الأجهزة تسخر من إلغاء الخدمة وتحتج في الوقت ذاته من خلال استخدام العديد من المصطلحات التي انتشرت على الماسنجر كـ"عزيزي" و"المحشش". ففي سخرية من إلغاء الخدمة انتشرت هذه الرسائل ورصدتها "الوطن", وقالت إحداها مخاطبة جهاز "البلاك بيري": "عزيزي البلاك بيري: بخصوص انقطاع الخدمة نخليك آلـة حاسبة مثلا". كما وجهت رسائل إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تقول إحداها "عزيزتي هيئة الاتصالات.. بخصوص قطع الخدمة في رمضان, يا ترى الخدمة بتصوم معنا؟" وأيضا "عزيزي هيئة الاتصالات بخصوص توقيف خدمة بلاك بيري نعلق اللاب توب برقبتنا ونتمشى". وفي سخرية من انقطاع الخدمة وعدم اقتصادية الجهاز انتشرت رسائل لشخصيات مضحكة تقول "بدأ يقطع عندي شكلهم بدوا يسحبون السلك". وانتشرت رسائل أخرى محلات الاتصالات تقوم بتوزيع أجهزة البلاك بيري مع أرخص الأجهزة, كما انتشرت صور لشركات تنتقم من "البلاك بيري" تحمل المثل الشعبي "لاطاح الجمل كثرت سكاكينه". الشعر كان حاضرا في السخرية من قرار وقف الخدمة, ففي احتجاج ورثاء لأجهزة وشخصيات البلاك بيري أرسلت قصيدة على أجهزة "البلاك بيري" يقول مطلعها: مع السلامة يا موالف بالأحباب .. راحت على اللي مسامر(ن) دوم خله واللي جمع من شلته ربع وأصحاب .. يعلن حداده مابعد يوم شله
الزئبق الأحمر يعود!
وقسم الحديث الذي أثير مستحدمي بلاك بيري من الشباب والفتيات إلى فئتين، فئة تعارض بشدة قرار الإلغاء وفئة أخرى سارعت إلى بيع أجهزتها واستبدلتها بجهاز "الآي فون"، فيما اتسمت رسائل البلاك بيري المتبادلة بالانتقادات الواسعة إلى هذا الاتجاه ونقلت فيما بين المستخدمين العديد من الإشاعات والتحذيرات والنصائح. وأكدت أبرز الإشاعات التي تناقلتها رسائل الماسنجر بلاك بيري مساء أول من أمس أن الخدمة لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة وأن السعودية لن توقفها، نظراً إلى أن الخدمة الأساسية مرتبطة بشبكة الإنترنت وليس الـ BIS، وذلك منذ بدايتها في المملكة، بدليل أن هيئة الاتصالات تطلب من شركة بلاك بيري إيقاف الخدمة وليس من شركات الاتصالات, فيما حرض البعض على استغلال مناسبة قرب إلغاء الخدمة على إطلاق حملة "حلله قبل ما تفقده" وهي تحث المستخدمين على إرسال كل دقيقة "بنج" إلى جميع المضافين على قائمتهم بالإضافة إلى استغلال خدمة الإنترنت والمساحة الممنوحة من كل شركة بقولهم " حمل قد ما تقدر". وذكر العديد عبر رسائلهم المتناقلة أن سعر بيع الجهاز وصل إلى 200 ريال, كما نشر الجميع خبر الشركة المستضيفة بعدم توقف الخدمة وأنها لم تتسلم قرارا رسمياً بوقفها، وأنها ستبلغ المستخدمين بأي قرار بهذا الشأن بمعنى أنها لن تتوقف بدون إنذار. من جهتها، اتصلت "الوطن" بعدد من شبكات الاتصال للاستفسار إن كانت الخدمة ستلغى أو تتوقف، وأكدت جميعها أنها حتى الآن لم تتسلم أي خطاب رسمي وأن أي مستجدات للأمور سيبلغ عنها المستخدمون قبل الفصل. وطالب البعض من خلال رسائلهم بالتروي، مؤكدين أن خدمات بلاك بيري لن تلغى في المملكة، فيما دعا البعض في رسائلهم المستخدمين إلى التجاوب مع الأمر للوصول إلى خدمة خالية من الإشاعات والاستخدام السيىء, كما اتفقت رسالة أخرى مع الموضوع ذاته وقالت "توضيحاً لخبر وقف خدمة البلاك بيري ماسنجر سيتم وقف الخدمة وإعادة تشغيلها وذلك لربط كل مستخدمي الماسنجر بسيرفرات وزارة الداخلية هذه، هي غاية وقف الخدمة وليس إلغاؤها نهائيا" وحذر الجميع من استغلال تجار الهواتف النقالة الوضع وشراء الأجهزة بسعر رخيص، مؤكدين بقولهم "قديمك نديمك والعودة مرة أخرى لأجهزة النوكيا والسوني اريكسون". ومن الطرائف في الأمر أن البعض أطلق عبر رسالة من جديد عودة الزئبق الأحمر، إذ انتشرت رسالة تقول "يا شباب جهازي اكتشفت فيه زئبق أحمر .. أحد بيشتري؟".
معارضون ومؤيدون
واستغربت آلاء عبدالله –طالبة جامعية – القرار مبدية انزعاجها كون ماسنجر البلاك بيري وسيلة اتصال سريعة لها مع صديقاتها ووالدتها وقالت لـ"الوطن" إنها تتواصل مع أمها باستمرار حتى في السفر عبر البلاك بيري وتنقل لها كل مايحدث في اللحظة نفسها كأنها معها، فيما رأت نورة الشهري أنها تستخدم البلاك بيري لربط مجموعة صديقاتها في مشروع تطوعي وتستغرب من إيقاف الخدمة لفوائدها. واعترفت أمجاد ولبنى الحسن أن استخدامهما للخدمة لا يرتبط إلا بالتسلية والحديث مع الصديقات والأقارب وأن منعه سيولد لديهما فراغاً كبيراً. وحول هذه الخدمة تحدث إلى "الوطن" بعض الأهالي، إذ رحبت أم الهنوف بالقرار مبدية انزعاجها من مشاهدة ابنتها تحمل البلاك بيري لأنها كما تقول تعيش في عالم آخر وتتحدث باستمرار مع صديقاتها ولا تكاد ترفع رأسها من الجهاز طوال الوقت. واعتبرت المعلمة هاجر الدوسري أن انتشار هذا الجهاز بيد المراهقين أصبح مزعجا حتى في قاعات الدرس وأصبح وسيلة لنقل المعلومات بعيداً عن الرقابة بل وحتى وسيلة للغش في القاعات. وقالت بدرية الشهري "موظفة" إن جنون البلاك بيري أصاب حتى الموظفات وأهملت الأعمال لأن الجميع مشغول بالمحادثات، مشيرة إلى أنها باتت لا تطيق هذا الجهاز، فيما حذرت ليلى أبو السمح "أخصائية اجتماعية" من مغبة عدم الرقابة على وسائل الاتصال بيد المراهقين وأشارت إلى أن هناك مقاطع مسيئة يتم تبادلها بين الجنسين عن طريق ماسنجر البلاك بيري بعيداً عن رقابة الأهالي. وقالت إن العلاقات بين الجنسين أصبحت أسهل حتى إن بعض الشباب أصبح يضع رقم البلاك بيري على سيارته حتى تضيفه الفتيات، مما يسهل اصطيادهن. وشددت أبو السمح على أن المنع ليس الحل ولكن متابعة الأبناء والعلاقة الحسنة معهم بحيث يستمع الأب والأم لأبنائهما والتواصل معهم لحل أي مشكلة قد تعترضهم. |