لحج نيوز/بقلم:السراج اليماني -
في هذا المقال سأتكلم عن مسألة مهمة وغاية في الخطورة هذه المسألة هي كابوس أقض المضاجع للصديق والعدو للعالم والجاهل للطفل والمرأة للصغير والكبير للموافق والمعارض للذكر والأنثى للحاكم والمحكوم ...الخ...هذه المسألة التي أشاعها الأعداء فقبلها أبناء الجلدة والأخوة والدين ألا وهي : أن تنظيم القاعدة عملاء للغرب لتنفيذ مخططاتهم الشرق أوسطية المرسومة من أعوام قديمة وأن التنظيم هي القشة التي يتذرع بها الغرب ليقصم بها ظهر حكام العرب من أجل التمهيد للاحتلال.
أنا أقول أن أمكانية العمالة من قبل تنظيم القاعدة ككل قد تكون وقد لا تكون وهنا سأتكلم عن بعض الحقائق التي حدثت داخل أسوار وغرف وكهوف تنظيم القاعدة ونفذها بعض أعضائهم في خارج هذه الأسوار وعلى مسارح أسلامية وعربية وبين أوساط الأهل والعشيرة وأبناء الجلدة الواحدة وبين الأخوة من الفخيذة والقبيلة فأوصدت الأبواب إلى بقاء الأخوة والالتقاء بين الأخوة وجعلت منهم أعداء متشاكسون متراشقون متمامتون العمالة يتسابقون...
كذلك أخي القارئ الكريم سأترك الحكم لك والمحلل الحاذق والبصير الناقد حتى يعرف إخواننا المتعاطفون مع أي الفريقين مدى التخرصات والتشدقات والتصريحات .. إنها دعاوي قد أنفقت بينهم وماهي إلا شائعات.. ذائعات.. يقوم بترويجها بعض المغرضين والمنحرفين عقائدياً و فكرياً وسلوكياً ودينياً وحضارياً عن منهج وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والذي يحث على السماحة والتسامح والتجاوز عن الأخطاء وعلى العدل في الحكم وعلى الصدق والصبر والحلم ،ويحذر من الطيش والظلم والإجرام والإرهاب بجميع أنواعه.
فهل نسيَّ الناس تلك الأحداث المؤلمة ذات الشناعة والنكارة والعنف والإرهاب التي لم تكن حدثت مثلها في أيام بداية الرسالة المحمدية التي عانت أشد وأنكي مما يعانيه اليوم مع هؤلاء المرتكبين لهذه الجرائم من أعضاء تنظيم القاعدة والذي يحمل الحقد والخبث واللؤم والظلم والبطش والعدوان والعنف والإرهاب والاستعداء للغير ليبدؤون بإنفاذ مخططاتهم وإرسال حملاتهم وشن هجومهم وبث سمومهم وأفكارهم بين أوساط المسلمين وتدمير أخلاق أبناء المسلمين الهشة والتي لا تقوى أمام مغريات وملهيات ومعطيات الغرب وبعدها يكون الاحتلال للأرض والهتك للعرض ونهب الثروات والتنقيب عن المدخرات وإخراج الخبايا من وراء الزوايا وتصبح بلادنا لهم غنيمة باردة وسبايا من العزيمة والإرادة مجردة.
وهذه الجرائم التي قام بها بعض أعضاء تنظيم القاعدة ونجحوا في تنفيذها ورضي بها من بقايا التنظيم من رضي وعافها من عاف ولكنه لم يعلن تراجعه عن بقائه في التنظيم وأعلن تبرئه منها وهذه الأحداث ليتها كانت في أرض أعداء الله الحقيقيين والذي أمرنا الله عز وجل بمحاربتهم في وقت يأذن به الله وليس ونحن والحالة هذه في ضعف وخور وخوف وجبن وتفرق وشتات وتكودن وغير ذلك وإنما جرت أحداثها في مسارح عرض الدول العربية والإسلامية بل صارت في أعظم الدول العربية تعظيماً لشرع الله وتطبيقاً له وهي المملكة العربية السعودية أرض خاتم الأنبياء والمرسلين وفي قبلة المسلمين أرض الحرمين ونجد وكذلك في بلاد أرض سام أرض الإيمان والحكمة أرض اليمن السعيد وغيرها من بعض الدول العربية والإسلامية والتي هي محط أنظار أعداء الله لما يتمتعون به من كثرة عددية سكانية ومحافظة دينية وتمسكاً في الغالب بالشريعة المحمدية وإن تركوا بعضاً منها تحت إغراءات الظروف والضغوط الإقليمية والدولية.
فهذه الأحداث الإجرامية الانتقامية الشنيعة التي أغضبت الرب ومن شاهدها أو سمع عنها أو وصل خبرها إليه من العجم والعرب ما جرى من تنفيذ مخطط القاعدة الإجرامي في مركز المحيا بالرياض في 11/3/1424هـ والتي راح ضحيته ثلة من المسلمين ولا شأن لهم بما أدعته تلك المجموعة الآثمة الجرثومة التي زرعها الغرب في جسد الأمة ومدتها كمدة زرع فيروس يخيفون به العرب ثم يستبدلونه بفيروس آخر أكثر فتكاً وسراياناً في جسد أمتنا المثقلة بالجراح والأوجاع فقد أدعت هذه الجرثومة أن هؤلاء كفاراً أو يوجد بينهم من الكفار والأمريكان فهذه كلها إدعاءات وإيحاءات شيطانية لا دليل عليها يبيح لهم إنفاذ وعيدهم وتهديدهم بل بالضرب بيد من حديد وبوحشية لا مثيل لها ثم بعد ذلك يعلن زعيمهم التأمرك أنهم قد انتصروا .
فيا ترى منهم الذين كانوا بهذا المركز ؟؟ هل هم فعلاً أمريكان وإن سلمنا بأنهم أمريكان فلماذا يضربون بهذه الوحشية وهناك اختلاف في الفتوى فمنا من يعتبرهم مستأمنون ومنا من يعتبرهم غير ذلك واعتبار الفريق الأول صحيح وكذلك من له الحق في معاقبة هؤلاء إن كانوا فعلاً ارتكبوا المخالفات فهل يسوغ لكل إنسان يحكم عليهم ويقوم بتنفيذ حكمه أم أن الأمر عائد على الحاكم .
وما هو ضرر هؤلاء الذين كانوا في المركز على أرض الحرمين ونجد حتى ينفذ عليهم ذلك الحكم الإجرامي البشع وماذا استفاد المسلمون من وراء ذلك الحادث هل تغيرت الحالة إلى الأحسن أم العكس بل إنهم لفتوا الأنظار إليهم ومهدوا الطريق لأسيادهم في الضغط على حكومة خادم الحرمين الشريفين وكذلك لفتوا الأنظار إليهم حتى عرفهم الناس أنهم عصابة جرثومية لا تتعامل مع الناس إلا بأخلاقيات الوحوش من الغربيين رعاة البقر وآكلي لحوم البشر فرأي العالم كله ما صنعت تلك الأيادي الآثمة وافتضحوا عند الصغير قبل الكبير والمرآة قبل الرجل وشابت من جرائمهم رؤوس الولدان وبداء الناس ينفرون ويحذرون منهم وجعلوهم خصوماً لهم في كل بلد وليس بالسعودية فقط فهذه الأحداث والتفجيرات التي قام بعرضها بعض أفراد تنظيم القاعدة ومنها تلك التفجيرات الانتقامية الموعوزة إليهم التي حدثت بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية يوم الثلاثاء الموافق9/2/1417هـ والتي حصل فيها قتلاً للأنفس البريئة وتدميراً للممتلكات وترويعاً للآمنين وإصابات لكثير من المسلمين وغيرهم وتلك التفجيرات التي كانت وقائعها بحي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام يوم الاثنين الموافق20/6/1416هـ وقد ذهبت بسببها نفوس آمنة مطمئنة معصومة وجرح فيها آخرون وروع آمنون وخوف فيها عابر السبيل وكذلك حوادث وتفجيرات مكة مساء الاثنين الموافق7/12/1409هـ وكذلك التفجيرات التي تلت تفجيرات المحيا والذي أثارت حفيظة العلماء وطلاب العلم والدعاة والباحثين في شئون القاعدة وأخرجتهم من صمتهم وقاموا بشجب واستنكار هذه الأعمال الإرهابية وأصدروا بيانات الشجب والتنديد والإدانة والبراءة من أعمال هذه العصابة وجرائمهم وأصدروا الفتاوى التي تجرم هده الأعمال المخالفة لسماحة الدين الحنيف وبينوا أنها مخالفة للمبادئ التي أقرها الإسلام بل ومخالفة للقوانين البشرية وقاموا بدراسة أحوال هذه الجرثومة التي بداء فيروسها يسري في جسد الأمة العربية والإسلامية وأن هذا الفيروس يتسارع في انتشاره حيث أنه ليجدي فيه المضادات والأمصال فقرر البعض منهم في نهاية أبحاثه ودراساته أنهم لا يمتون للدين الإسلامي بأي صلة بل ومنهم من جزم بخروجهم عن الإسلام وإن كنا لا نوافقهم على ماذهبوا إليه لأن هذه الجماعة فيها الصالح والطالح وأن لهم قادة عارفون بما يعملون وفيها عامة دهماء أتباع لكل ناعق لا يعرفون عما يخطط له قادتهم وإلى أين يقودونهم ولأنهم لم يفهمون مغزى الزعماء والقادة فوقعوا في شرك الظلم والعدوان وحملوا السلاح ليصوبنه على أبناء جلدتهم والمستأمنين وضربوا به يمنة ويسره حتى صار ما صار من سفك للدماء الزكية وإزهاق للأنفس البريئة ووقعوا في المحذور ألا وهو قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، فأي حق مع هؤلاء حتى يرتكبون تلك الجرائم البشعة وإن كان أصحابها كفاراً فإنه ليس من شأنهم ولم يقل به أحد من علماء وفقهائه بل إن هذا من شأن الحاكم المسلم المقام من قبل الله ثم من قبل خلقه فقد يقول قائل أنه صعد على الكرسي بواسطة الانتخابات المحرمة على الطريقة الديمقراطية وأن هذا حرام ولا يجوز له أن يحكمنا وكذلك أنه لا يجوز لنا أن نقبل ببقائه على الكرسي ويجب علينا عزله والخروج عليه بما أوتينا من قوة ، فأقول أنه مقام من الله أي لولا إرادة الله له لما كان حاكماً ولن يستطيع الوثوب على الكرسي مهما زور أو أرتكب مخالفات قانونية أو كذب وانفق من مال ليكسب به ثقة شعبه ليجد الأرضية الخصبة لتمرير برنامجه الانتخابي لكن طالما سخره الله سواء للعدل مع هذه الشعب أم لظلمه فإنه جاء بإرادة الله وإن كانت الطريقة المسلوكة خاطئة أو غير مجديه لذلك يجب علينا التنبه لكل كلمة أو إشاعة يذيعها هؤلاء لأنهم ليسوا ثقات فيما يقولونه أو ينشرونه أو يذيعونه لأن عقولهم قاصرة فيفهمون عمل الغير أو كلامه على حسب فهمهم وكذلك لأنهم ابتعدوا عن العلماء الربانيين الذين يميزون بين الحق والباطل والصحيح والخطاء ويقيمون الشرع كما أمر الله بذلك ويعرفون للآخرين حقوقهم وفضلهم ويعاملونهم بما أمر الله في كتابه وإن لم يكونوا على جادة الإسلام فهم أناس لهم عقول وقلوب فاحترموهم وأصغوا لهم ثم قاموا بتوجيههم فمنهم من قبل ومنهم من لم يقبل بالدخول في دين الله وهم كثر ولاكتنا سلمنا من شره وأمنا ضرره فالحكم لك أيه القارئ الكريم وهناك مزيداً من الجرائم الوحشية التي أرتكبها هؤلاء المتشدقون بالحرية والعدالة وهم أبعد عنها كما بعدت السماء عن الأرض وإلا فلماذا يستنكر عملهم الإجرامي كل فئات المجتمع ولماذا لا نرى هذه الجرائم تنفذ في أعداء الله الحقيقيين والفعليين وإنما ترتكب في حق الشعوب الإسلامية ولماذا يقيم زعمائهم وقادتاهم في بلاد الغرب وهم في مأمن ولماذا جعلوا بلاد الغرب أرض خصبة لتلقي الدعم المادي والمعنوي واللوجستي ولماذا لا نراهم يعودون إلى بلدانهم التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله على القصور التي يكتنفها لأسباب ومسببات وأحدها قيام هذه الجماعات والتنظيمات المخالفة لشرع الله والمكفولة حريتها من الغرب والمدعومة مالياً وغيره منهم كذلك فهل تفكرت أخي في كل هذه الأمور وهذه الأشياء ولماذا يتكاثرون يوماً عن يوم والغرب يدعي محاربتهم ومع ذلك فهو يسهل لهم كل مقومات البقاء والمنافسة لحكام المسلمين الذين أطلقوا ألسنتهم بتكفيرهم وأدخلوا حكام الغرب الإسلام آمنين.